لا تيأس فتأكلك الشياطين
قد نبتلى أو تصيبنا مواقف في الحياة تؤلمنا وتكسر قلوبنا لم نتوقعها يوما من شخص عزيز علينا أو خسارة وظيفة أو موت قريب فتجعلنا نبكي بحسرة وندم؛ فنحن نعيش في الحياة كأننا في إختبار، فلن نخلق في الحياة للراحة والبهجة الأبدية بل أتينا لنواجه التحديات والصعوبات لا للإستسلام إلى الحزن والإنكسار القلبي؛ فتذكر أن الحياة مهما أبتسمت لك وطبلت لك؛ فسيأتي اليوم الذي سيجعلك تفقد أشياء وتحصل لك أشياء لم تتوقع أنها ستحدث لك فكن مستعدا لمكافحة ومواجهة الشدة والفواجع المؤلمة.
فلا تغرك المظاهر ولا تخدعك الأيام الحلوة ولا يغرك المادحون ولا يضرك القادحون ولا تتكبر وتعجب بنفسك؛ فلا تدري ماذا سيحصل لك في الغد، ولا تدري ماذا ستواجهه في الأيام القادمة. فعود نفسك عند السقوط أو الفشل بأن تنهض مهما كانت قوة الضربة والإنكسار مؤلم وحاد. ففي النهاية ستبقى لوحدك وإذا أستسلمت إلى الحياة؛ لن يدوم لك أي شيء ولو ذرة من السعادة، وستعيش في حزن وأكتئاب الشديد ولن يتغير حالك ستظل في نفس المكان الذي سقطت فيها ساكن ومثبت حتى تأتي وتبتلعك الأفكار التشاؤمية وتأكلك وتميت روحك الشياطين، وترمي نفسك في نوبة الأكتئاب العظمى أو الاكتئاب الوجداني الذي يؤدي إلى التفكير بالموت أو الإنتحار.
هناك فرصة لتغيير من حالنا ولكن يجب علينا أن نتعلم الدرس عند الوقوع في مثل هذه المواقف الحياتية القاسية؛ فكلما تعلمنا أصبحنا أقوياء، وكلما حاولنا تشجيع أنفسنا على مكافحة الحزن والخسارة أصبحنا أكثر قوة لمقاومة الأمور الحياتية القاسية القادمة. فبهذا فالنقوي أرادتنا وعزيمتنا بكلمات وعبارات تحفيزية ومشجعة نرددها لأنفسنا في حين مواجهتنا لأي مصاعب وتحديات تحاول أن تثبط عزيمتنا وترمينا إلى السقوط والخسارة الأبدية؛ حتى نهزمها وننتصر على عدونا الداخلي المدمر وذو الأفكار السامة، والذي يأمرنا ويجعلنا نشكك في قرارتنا حين نفشل أو نخطئ. وايضا لو جاهدنا أنفسنا وحاولنا التخلص من ذكريات الماضي السيئة والخيبات المؤلمة وراهننا على التجديد لمستقبلنا بالإصرار وتقوية الثقة بالنفس والتفاؤل والنظر إلى الأمور بنظرة إيجابية؛ سيظهر معدنا الحقيقي وشخصيتنا الحقيقة وسنعيش حياة الكفاح وعدم الخوف من دهاليز الحياة المعتمة.