إطلاق الأفكار!
لماذا يعاني بعض أفراد مجتمعنا من تدني مستوى التطور الفكري وإطلاق الأفكار النافعة لنهضة المجتمع ورقيه؟؛ مشكلتنا إننا نخاف من مواجهة المنغصات الاجتماعية والنقد السلبي وخصوصا إذا أحد وجه لنا نقدا قاسيا، وعدم تعزيز ثقتنا بالله وبأنفسنا فالثقة بالنفس وبالله لها دور مهم في حياتنا فإذا قوينا هاتين الثقتين أصبحنا قادرين على إبراز وإطلاق أفكارنا وطروحاتنا في المجتمع وأصبحت لنا القدرة على مواجهة الاحباطات النفسية والانتقادات السلبية الصادرة من الآخرين ونستطيع أن نكون ما نشاء ونختار ما نشاء في حين إن سلمنا أنفسنا إلى الهوان وأصبحنا أسرى للهوس الفكري وسجنا ذواتنا فبذلك منعنا أنفسنا من التطور الثقافي والأجتماعي والرقي الفكري.
فكل واحد منا له إمكانيات وطاقات معينة للتطور وهبها الله له ولكن مشكلتنا متكاسلين عن العمل، وايضا أصبحنا لا نستغل الفرص الذهبية ونضيع أوقاتنا بأشياء فارغة فالثقافة المادية المعاصرة لها تأثير سلبي على أفراد مجتمعنا، قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تطيعوا أَمْرَ المسرفين الذين يُفْسِدُونَ فِي الأرض ولا يصلحون﴾
[سورة الشعراء]، وخصوصا على فئة الشباب فصرنا ندور حول عالم الفراغ والسلبية بدلا من إيجاد حلول لنطور ونفيد أنفسنا ومجتمعنا.
لكل إنسان منا أذواق وإختلاف بالأفكار والتربية ولكن هذه الفكرة تجعل منا أكثر نشاطا فكريا ونفسيا واجتماعيا بخلاف ما إذا ثبطنا أنفسنا ولم نشجع المجتمع وشبابنا على العمل والتعاون مع بعضهم البعض لنبني سلما نرتقي به إلى المجد وبالتالي كل واحد منا يبرز أفكاره وطروحاته فنصبح مجتمعا راقيا بتعاوننا ونشاطنا. قال رسول الله - ﷺ -: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
فبالوعي الذاتي والفكري نكون متقدمين ونعيش بسلام وسعادة في الحياة وقادرين على حل مشاكلنا ومشاكل مجتمعنا وشبابنا وننشئ أجيالا من الشباب الناجحين والمبدعين. قال الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم: «إنَّ المَلائكَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطالِبِ العِلمِ حَتّى يَطَأ عَلَيها، رِضىً بِهِ.».