التفكيرُ الأعْوَر
السلام عليكم...
اقتباسٌ: ”إنَّ أعظمَ الأفكار في نظركَ قد تكون مجرَّدَ فكرة توارَثَتْها أجيالٌ من الحمقَى الذين لا يستخدمون عقولَهم!“.
في ظلِّ الحياة المعاصِرة مازالَ العقلُ في حيرة من أمرِه في علاقة الإنسان بالإنسان، حيث لا تستطيع أن تصل إلى مفهومٍ ثابتٍ ينسجمُ مع الطبيعة البشريَّة التي نشأ عليهاذلك الإنسان في ظلِّ تاريخه الطويل في الحياة التي واجهها مع الخير والشر والاكتساب، وهو العنصر الأهم، مما له الأثر في تغيير بعضٍ من ثوابِتِنَا السلوكية التي نشأنا عليها - إن صح التعبير - في المعاملات اليومية التي تستدعي أن نهجر بعضًا منها في سبيل الوُدِّ، والمحبةِ، والعيشِ بسلامٍ، والبُعد عن توافِهِ الأمور، والتركيز على معايير الحياة الأساسية في العلاقة. وهوالحب الذي يؤسِّس حالةً ثقافيَّةً في تطوُّر الوعي البشريِّ، والارتقاء بالروح، والانسجام مع نظام الطبيعة، بعيدًا عن التعصُّب والانسياق حول المواقف المتسرِّعة أثناء الرأي والرأي الآخر، وما بين هذا وذاك حوارٌ يُفضي دائمًا بأن هناك شخصًا أوحدَ في الرأي الذي لا يتغيَّر مهما نفضْتَ غُبَارَه، فهو هكذا يظلُّ يُناوِر ويَكذِب ويُناقِش أتفهَ الأمور بصلابةِ الرأي، وهو الوحيد في هذا الكون العالِمُ بالأمرِ قبلَ وبعدَ الوقوع، وأعلم ما لا تعلمون، إنها علامةٌ فارقةٌ كبيرةٌ تأطَّرَتْ بسبب الجهل والتربية المكتسبَة وأيضًا الخوف الداخلي الذي يملأُ الإنسان، وأيضًا الفراغ المستمرِّ بواقع الحياة الحقيقية والعلاقات المعاصرة التي تتأثر أو تتطوَّر بفعل لإضافةُ الأخرَى أن الإنسانَ الأعورَ دائمًا يستنبط الأدلَّةَ الكاذبةَ ضدَّ الآخرين، أو حتى ضدَّ أقرب الناس إليه في أغلب مشاهد الحياة، قَلقٌ دائمٌ يَحتويه بالشعورِ بالفشلِ والجهلِ تارةً، وتارةً لا يستسلمُ، ذكيٌّ وحسَّاس يستطيع أن يلعبَ الوجهَ الآخرَ خارجَ مِحوَرِه الداخليِّ بوجهٍ مختلفٍ، كلٌّ حسبَ نقاط الضعف والقوَّة في الشخصية، ربما ينتصرُ خارجًا، لكنه قطعًا يواجِهُ صعوباتٍ داخليَّةً «المعارضة» بسبب الرفضِ المستمرِّ من الداخل، طريقته للحوار انتقائيَّةٌ، كلٌّ حسب نَمَطِه وقُربِه، صوتُه أعلى من طُولِه في مواقعَ اختياريَّة، اختطافُه للمحادثات أو المواضيع أثناء حضوره الاجتماعيِّ أو العائليِّ، أنانيٌّ بطَبْعه، يُقدِّم نفسَه على أنه البطل الذي صرعَ الأسدَ في عَرينِه، الهجومُ الدائم والاندفاعُ في إعطاء الشيء أكثرَ من حقِّه، يؤثر في الآخرين بطريقةٍ عجيبةٍ، لكنه يحاول القضاءَ على مجتمعه الداخلي بديكتاتوريته المُفرطة في الأداء، لا يهابُ الألم كما يهابُ الفوز، البعضُ منهم يُغدِق عليكَ مالًا كرمًا ظاهريًّا، تأكَّد أنك سوف تكون فريستَه للقضاء عليكَ عندما تمتلك مالًا يساوي هجومَه، إنها حربُ عصاباتٍ كما أعتقدُ، لا شكَّ أنه في بعض حالاته وَدُودٌ بِمِنَّة عاطفيَّة إلى أقصَى ما تتخيلُ، كثيرًا من الأحيان لا تتنبَّأ متَى ينقلبُ على عَقِبَيْه، لا يعترفُ بالنجاحاتِ بصورةٍ مباشرةٍ تلك التي تَتَحقَّق للآخرين، أو أقرب الناس إليه، وإنِ اعترفَ يكون على مَضَضٍ من زاوية وقع فيها، متناقضٌ في مواقِفِه، يُشعِركَ بصداقَتِه، لكنه ينالُ منكَ مِن حيث لا تعلمُ، مُحالٌ أن يُقدِّم أيَّ اعتذارٍ، الأهمُّ والأخير العِناد الذي لا ينكسرُ، إنها فوضَى أو نوعٌ من الجنون خلقهالإنسان على مدار الأيام والشهور والسنون، أنصحُكَ أن تتجاهلَ تلك التفاهاتِ والخرافاتِ وأن تقرأ كتابَ: ”فن اللامبالاة“ للكاتب مارك منسون، أو تهرب إلى مكانٍ آمنٍ للعدالة التي تبحثُ عنها.