الإيجابية وثقافة النتيجة
في ساح الحياة، وديدنها، تعترض الإنسان الظروف، ليحزن حينًا، ويفكر أحيانًا أخر، لاستشراف نافذة، يطل منها الضوء، وجدول ماء، يرتشف منه بعض ماء، ليروي ظمئه. إنه، وفي معترك الحياة، حيث السعي الحثيث، لتحقيق الآمال والطموحات، التي لا تأتي إلا ببذل الجهد، من باب ”إن لكل مجتمهد نصيب“، فالطالب في دراسته، ينبغي عليه السعي ناحية التعلم، يقضي الأوقات عبر الاهتمام بالمذاكرة، والالتزام بكل ما يتعلق بالدراسة، ليكون مستقبلاً في مصاف الرجل الصالح، المتعلم، الذي يحقق ذاته، ويكون عنصرًا فاعلاً في مجتمعه ووطنه. لذا ينصح في كيفية امتلاك النظرة الإيجابية، من خلال استحضار الأفكار النوعية، التي تتفاعل معها الذات، تفاعلاً إيجابيًا، أو المواقف السعيدة في حياة الإنسان، التي - من الضرورة بمكان -، تجعل الحالة المعنوية، لديه في ازدياد، مقتطعًا مسافات بعيدة عن الدخول في دوامة القلق والهم، الحزن، الذي - مما لا شك فيه -، سيقذفه في دهاليز السلبية، و- ربما -، تكون سببًا في وجود المرض العضوي - الفسيولوجي -، ناهيك عن بقية الآثار المرضية، النفسية والسلوكية والأسرية، الاجتماعية..، كنتيجة لذلك.
إن - النظرة الإيجابي -، تمنح الإنسان حرفية التكيف، مع المتغيرات، بألوانها المختلفة، عطفًا على ما يكتنزه من ثقافته الدينية، والوعي، إضافة إلى مستواه الثقافي في شؤون الحياة، والآداب، كطبيعة الإنسان، المجتهد في تحصيل العلم والمعرفة. ثمة علاقة منطقية، كأثر ومؤثر، ما بين - النظرة الإيجابية -، والصبر الجميل، جميل الصبر، الذي يُعنى ضمنيًا، كأحد معانية، صبرًا مطمئنًا، صبرًا نابعًا من الثقة - بالله سبحانه وتعالى -، الرضا بالقضاء والقدر، الدموع، انسكابها في الدعاء. لو، يمعن النظر - على سبيل المثال لا الحصر -، لأي موقف سلبي، لأي حزن، حاجة، يرتجى قضائها..، لا تخلو من الفائدة، إذا اتخذنا معول تفكيرنا من خلال - الإيجابية -، كثقافة، نتيجة في النهاية. وعليه، إذا استحوذ القلق على ذواتنا، معطياتنا في تفاعلنا، مع الحياة، يسأل: ماذا بعد، ماهي النتيجة، التي سأجنيها من السلبية، من آثارها النفسية والجسدية، حقًا، سيأتي الجواب، لا شيء سوى التعب. إذًا، ثقافة النتيجة، أمر مهم نفسيًا من جهة، ومن جهة أخرى، تأتي باعثًا نوعيًا في استجداء البيئة الصحية، تزامنًا، مع التهيئة النفسية السليمة.
جاءه قلقًا، أفكاره، يعتريها ”التشويش“، الآن، جالس بالقرب من صديقه، صديقه، الذي يتمتع بالنظرة الإيجابية، واعيًا لما يسمى مجازًا ”ثقافة النتيجة“، مرورًا ما بين عينيه، احتواه بالكلمات الدفء، التحفيز الماء، التفكير المنطقي، أزاح عن عاتقه كل الأسى، القلق، ليبتسم، ويقول: شكرًا، كلي بخير"، ومضى حيث ضوء الشمس. من الأشياء المهمة في تفعيل - النظرة الإيجابية -، أن يتحلى الإنسان بالمسؤولية، لكل ما يصدر من تصرفاته، ويدخلها طاحونة المتابعة والتدقيق على الدوام، إضافة إلى تكوين علاقاته، مع أناس إيجابيين، لا مثبطون، لما لهم من تأثير سريع عليه، لهذا نقول: احذر رفقاء السوء، فإنهم شر محض، ودائهم سريع الانتقال والعدوة المرضية. نهاية، فإن التزود بالثقافة الإيجابية، اللغة البصرية الإيجابية، الكلمة الطيبة الإيجابية، الأوتار الصوتية الإيجابية..، حقًا سنكون إيجابيين في ذواتنا، لنزرعه في ذوات الآخرين، لتجيء ثقافة النتيجة، نتيجة إيجابية في كل خطواتنا وأعمالنا، معطياتنا وآمالنا.