قراءة في كتاب: بني معن وما جاورها في ذاكرة الشيخ يوسف الشقاق
عنوان الكتاب: بني معن وما جاورها: في ذاكرة الشيخ يوسف الشقاق.
اسم المؤلف: سلمان بن حسين الحجي.
إصادار: الطبعة الأولى 1439 هـ
الكتاب من القطع الكبير، 291 صفحة.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وسلام على عباده الذين اصطفى.
من المعروف لدى الباحثين أن معظم تواريخ العالم بما فيها التاريخ الإسلامي، كانت شفهية ثم كُتبت، حيث بدأت شفهية عن طريق الرواية المتناقلة والإسناد المتواتر أو المنقطع. ومازالت الشهادة الشفهية حاضرة وبقوة في مرحلة التدوين كمصدر مهم للخبر التاريخي.
ويعرّف التاريخ الشفهي بأنه: «تسجيل وحفظ وتفسير المعلومات التاريخية لأشخاص مهمِّين، أو أشخاص عاصروا أحداثًا هامَّة اعتمادًا على خبراتهم الشخصية، أو ما سمعوه من أحداث، أو بمعنى أشمل؛ إنه التاريخ المروي عن الآخرين».
ومن الذين برزوا في تدوين التاريخ الشفهي في الأحساء هو الباحث الأستاذ سلمان بن حسين الحجي. حيث دأب على ممارسة هذا الفن لأكثر من 20 عامُا، منذ أن قرر أن يلج مجال البحث والتنقيب في تراث الأحساء.
ومن ذلك الحين قام الباحث الحجي بمقابلات وجها لوجه مع كثير من رجالات الأحساء من علماء وخطباء ووجهاء ورجال أعمال وأطباء ومهندسين ومهنيين وحرفيين، شيوخًا وكهولًا، ليدون كل ما له علاقة بالحقبة الزمنية التي عاصروها، في كثير من المجالات. ونتج عن ذلك عدة كتب، على سبيل المثال: كتاب بعنوان «هكذا وجدتهم» وكتاب بعنوان «آباء وأجداد». وللحجي كتاب ثالث بعنوان «أمالي الرمضان بقلم سلمان»، وهو عبار عن حوار دار بين الأستاذ الحجي والمؤرخ الشيخ جواد بن حسين الرمضان.
وقد صدر حديثا كتاب بعنوان: «بني معن وما جاورها: في ذاكرة الشيخ يوسف الشقاق»، للباحث الأستاذ الحجي. وقد صدر الكتاب في 1439 هـ الموافق 2018م. ويعتبر هذا الكتاب إضافة جديدة إلى نتاج الأستاذ الحجي في تدوين التاريخ الشفهي للأحساء. وفي هذا الكتاب سلط الباحث الحجي الضوء على بلدة بني معن وما جاورها، من خلال رؤية الشيخ يوسف الشقاق. وجاء الكتاب في تسعة فصول، وهي كما يلي:
الفصل الأول: السيرة الذاتية للشيخ يوسف الشقاق:
تناول الباحث الحجي في هذا الفصل السيرة الذاتية للشيخ يوسف الشقاق كما أملاها الشيخ نفسه على الباحث. حيث أملى عليه سيرته الشخصية والعلمية والعملية بكل تفاصيلها منذ نعومة أظفاره إلى حين الفراغ من كتابة مقدمة هذا الكتاب في 17/2/1438 هـ .
الفصل الثاني: أسرة الشقاق:
تحدث الأستاذ الحجي في هذا الفصل عن أسرة الشقاق، أصولها وتفرعاتها داخل وخارج بني معن.
الفصل الثالث: بلدة بني معن:
في هذا الفصل تكلم الباحث الحجي عن بلدة بني معن كما أملاها عليه الشيخ الشقاق، وقد ضمنه كثير من التفاصيل عن البلدة وعن الناس الذين يعيشون فيها وأسرهم، وعن مهنهم واهتمماماتهم وأنشطتهم الدينية والاجتماعية.
الفصل الرابع: مواقف وتحليلات:
سرد الباحث الحجي في هذا الفصل مواقف كثيرة حدثت للشيخ الشقاق أو عاصرها. وقدم الشيخ الشقاق تحليلا أو تفسيرًا لتلك المواقف. تمنيت لو أن الباحث عنون كل موقف بعنوان خاص به مستمد من الموقف نفسه، ليظهر هذا الفصل بحلة أفضل مما هو عليه الآن.
الفصل الخامس: مقتطفات:
عنون الباحث الحجي هذا الفصل ب مقتطفات، وهو عبارة عن عدة مفردات تكلم عنها الشيخ الشقاق أو أبدى رأيه فيها. وتتلمس في هذه المقتطفات حكمة الشيخ الشقاق في كثير من المحطات الحياتية.
الفصل السادس: شخصيات علمية:
تكلم الباحث الحجي في هذا الفصل عن مواقف وقصص أملاها عليه الشيخ الشقاق عن كل شخصية علمية سردها في هذا الفصل. وكثير من المواقف والقصص إما حدثت معه مباشرة أو نقلها عنهم.
الفصل السابع: شخصيات متنوعة:
هذا الفصل مشابه للفصل السادس إلا أنه يشتمل على شخصيات من وجهاء المجتمع الأحسائي.
الفصل الثامن: قالوا فيه:
أرسل الأستاذ الحجي رسالة إلى عدد من الشخصيات الأحسائية ليكتبوا ما يعرفوه عن الشيخ يوسف الشقاق من مواقف وذكريات وآراء وغيرها، سواء في مقال أو قصيدة. وقد ضمن الباحث الحجي ما ورد منهم في هذا الفصل. وأعتبر هذه حركة ذكية من الأستاذ الحجي لكي يُشرك الآخرين الذين يعرفون الشيخ الشقاق في كتابة وتدوين تاريخ هذا العالم الأحسائي الجليل ليكون نبراسا للأجيال القادمة.
الفصل التاسع: الهوامش:
في هذا الفصل أضاف الأستاذ الحجي هوامش كما أسماه، وهي عبارة عن توضيح أو إضافة لما ذكره في متن الكتاب.
كلمة أخيرة:
يعتبر هذا الكتاب إضافة نوعية إلى مكتبة تدوين التاريخ الشفهي للأحساء. أنصح المهتمين بتاريخ الأحساء قراءته، ففيه كثير من التفاصيل. ويعتبر الكتاب مادة بحثية أولية يستفيد منها الباحثون. أرجو أني وفقتُ في تقديم ملخصًا معبرًا عن الكتاب وعن شخصية الكاتب.