آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

فكر وأبدع

جمال الناصر

التبلد، من دواعي الشخصية، الغير ناضجة فكريًا وثقافيًا، تسعى في مجملها، للانحناء سراعًا، في غيبوبة، انتفاعية لا مسوغ، يتسم بالمنطقية في مجريات، الحالة الإبداعية. الشاعر في بداياته، تباعًا في الوغول كتابيًا، بنسج أحرفه، من خلال تزاوج القراءات الشعرية، كحصيلة أدبية، تتعتق المعاني، لديه، عطفًا على الإطلاع، القراءة الشغوفة، بكون الشاعر الكسول، لا تنضج الكتابة في عالمه الشعري، دونها، هكذا قرأت ذات لحظات، أن القراءات المتعددة، المختلفة الألوان، تجعل ما ينتجه الشاعر، يتمتع بالحياة والحيوية، وفحولة الفكرة والمعنى. وعليه، ينطلق في الفضاءات الواسعة الأفق، والأبعد منها فضاءات، لا أن يعيد الفكرة، المعنى، الأسلوب، ليكن ”نسخة طبق الأصل“، لشاعر آخر، ليفقده شخصيته الشعرية، حينها.

ذاتية الأمر، ليس مقتصرًا، على الكتابة الشعرية، أو الأدبية، إنما في مجمل الأنواع الكتابية. تمر السنون، ويبقى اليراع ”مكانك سر“، يتعرى من ارتداء إزار التطور، لأنه، يقتات على ما ينجزه الآخرون، ليرخي رحاله، يغرف من جدولهم، يتقمص نظراتهم، الخيالات، تأخذه عكسيًا، كأنه المنجز.

ثمة ضبابية في اللغة، البيان في اضمحلال التوجه، في التعب الشغوف بالتميز. لمن الغرابة فعلاً، أن لا يجتهد الإنسان، عصفًا ذهنيًا، بأن يرتقي، يطور من أدواته. القراءة الناقدة، هي ذاتها الكتابة، لدى الكاتب، ينبغي أن يفعل العنصر النقدي، في ما يكتبه، هو ذاته، أن يكتب اليراع، في حين، ينظر لما يفيضه يراعه، ويتعامل معه نقديًا، هذا من شأنه، أن يكون أولى الخطوات في استفحال البيئة النقدية، لديه، يأتي بعدها القراءات النقدية، ليس على مستوى التخصص، وإن كان - التخصص -،، له إيجابياته الكثيرة، إلا أن إسقاط الحالة الجمالية والثقافية، والمخزون الثقافي والفكري، لدى الكاتب في كل ما يقرأ، فإنه يستدعي، الفكرة البكر، الفكرة الحلوب، التي تميزه عن غيره، كذلك تكسبه احترام القارئ، لا النفور منه.

إن اكتشاف الذات، البعد عن الضجيج، الحساسية المفرطة، باتجاه الأشياء، اكتشافها، زاد المبدعين، لا التبلد، وارتشاف فنجان قهوة، متكئًا على الأريكة، الكتابة، أن تكتب بروحك، ذاتك، أنفاسك العبقات الحضور، أن تعيش الكلمات، النص، المنجز، لا أنه اكتفاء بالنص، وكل مقومات في سلة المهملات.

يقول جورج برنارد شو: ”التخيل، بداية الإبداع، تتخيل ما تريد، ترغب بما تتخيل، وفي النهاية، تخلق ما ترغب“، معادلة الإبداع، كما يراها - شو -، مفادها، أن يجتهد الإنسان، لا أن يكون كسولاَ يرتع، فاتحًا فيه، ليشبع ذاته، بكل رغباته واشتهاءاته. إن القارئ، في عصرنا الحاضر، يمتلك مقومات الوعي، الذي يجعله، يقيم النص، المنجز، لهذا فإن الكاتب، أمام محك، هل بإمكانه.

أن يغذي شهية القارئ، أدبيًا، ومعرفيًا وثقافيًا وفكريًا، إعلاميًا، وفنيًا - الفنون الجميلة البصرية -، وكل ما يتعلق بالحياة الكتابية. ختامًا، إنه جميل، القول ”فكر وأبدع“، إذا ما تأملناها مليًا، وشرعنا كل النوافذ، ليدخل الضوء، حقًا، سننجز، ما يستحق، ليكون المشتغل كتابيًا، أن يكون نموذجًا، يحتذى، لا أن يكون ”مقلدًا“، لا يرقى إلى مستوى الطموح والأمنيات.