الاستفزاز والاساءة
يستخدم المفلسون اخلاقيا اسلوب الاستفزاز للاضرار معنويا بمن لايرضون عنه كي يستدرجونه للرد عليهم او اغضابه واتلاف اعصابه وأكبر خطأ يرتكبه المستهدف هو الاستجابة لذلك وهذا مايهدفون له لكن العاقل لا يستجيب كي لا يحقق لهم مايتمنونه.
ويستخدم الاستفزاز لتصفية الحسابات وتحطيم المعنويات كي يتراجع المستفز _بفتح الفاء_ عما لا يرغب المستفز - بكسر الفاء - منه القيام به او اثناءه عن منهجه غير المرغوب به لديه.
تتعددأساليب الاستفزاز وخصوصا في زمن الاجهزة الذكية والفضاء الالكتروني فمن انشاء المواقع بغرض الهجوم واسقاط غير المرضي عنهم وكذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الاستفزاز والاساءة والتشويه والقذف والاتهامات الكاذبة والتي تصل لحد البذاءة والاسفاف بالقول.
وفي نظري ان ذلك عائد لاسباب منها الضيق بالاختلاف وتضارب المصالح والحسد وانعدام التربية الاخلاقية.
المصيبة في ان كل شخص له مفهوم معين للدين والحياة وماهو المسار الصحيح ويريد فرضه على الاخرين بالقوة والاكراه وان لم يستطع فبالاساءة والهجوم والتحريض.
ومع التحول الحكومي الحالي نحو الانفتاح من خلال اعطاء دور اكبر للمرأة في حركة الحياة والمرونة والنظرة الاشمل لمفهوم ماهو ممنوع وماهو مسموح ارتفعت الاصوات المتعصبة والمنغلقة المتحجرة والتي تطالب بالعودة للوضع السابق دون تغيير او تطور متخذين في ذلك اسلوب التأليب والتهديد.
المشكلة في النظر للاساءة على انها حق من حقوق المسيء او دين يدين به فمتى كان الدين او العقل يدعو او يحبذ ذلك الا عند من يلوي عنق المفاهيم او الاحمق.
لا حل لمشكلة الاساءة الا بتغليظ العقوبات النظامية دون تعويل كامل على نقطة التوعية لان غالب الناس كما نرى لا تستهويهم النصائح ومخاطبة العقول واستثارة الضمائر فمتى ما تمكنوا فانهم يستبيحون ويضربون بعرض الحائط كل مايتعارض مع مصالحهم واهوائهم.
وحسنا فعلت الجهات الرسمية عندما صاغت قوانين وآليات تنفيذ في مواجهة الانتهاكات على الحقوق الشخصية كحقوق المؤلف ومكافحة التحرش الجنسي والابتزاز الالكتروني والجرائم المعلوماتية وحماية الطفل وعلى كل ذي بصيرة أن يتعاون في تطبيق تلك الانظمة من خلال الابلاغ عن اي تجاوز على الحقوق.