الشيخ اليوسف: اجعلوا من يوم بلوغ أطفالكم عيد لهم
دعا الشيخ عبدالله اليوسف الآباء والأمهات إلى الاحتفاء بالأولاد في يوم بلوغهم، لأن اليوم الذي يدخل فيه الإنسان مرحلة البلوغ يشكل منعطفاً مهماً في حياة كل واحد منا، فهو يصبح مكلفاً شرعاً بجميع ما أمر به الدين كالصلاة والصيام واجتناب جميع ما نهى عنه من محرمات وموبقات.
وطالب الآباء والأمهات إلى إعداد أولادهم لهذه المرحلة المهمة من حياتهم والاحتفاء بهم وتكريمهم حتى يجتازوا التكليف الشرعي بنجاح تام.
وشدد على أنه من هذا المنطلق يجب علينا الاحتفاء والاحتفال بيوم البلوغ، وأن نجعله يوم عيد لأولادنا البالغين حديثاً حتى يبقى يوماً خالداً في تاريخ كل إنسان بالغ، ويوم شكر لله تعالى على هذه النعمة والتوفيق.
وبيَّن أنه من المهم للغاية ألا نجعل هذا اليوم يوماً للاحتفال الشكلي فحسب، بل يجب العمل فيه على تثقيف الأولاد على العبادات والمعاملات، وتحمل المسؤولية، والقيام بواجبات التكليف الشرعي كاملة.
وأكد الشيخ اليوسف على أهمية التأهيل والإعداد المسبق للأولاد للتهيؤ لمرحلة البلوغ، لأنه يعد بداية التكليف الشرعي وتحمل المسؤولية.
وأوضح أن أول عمل يجب القيام به لتأهيل أولادنا لمرحلة البلوغ هو تثقيفهم بالدين، ويشمل شرح العقائد الإسلامية لهم، وبيان أصول الاعتقاد بصورة مبسطة ويما يتناسب مع قدراتهم العقلية والفكرية.
وشدد على تثقيفهم وتعليمهم بفروع الدين، ومسائل العبادات كالوضوء والغسل والصلاة والصوم حتى يتقنوا الإتيان بالعبادات بصورة صحيحة ومكتملة، وحتى يؤدوها على الوجه الصحيح دون خلل أو نقصان.
وأشار إلى أهمية أن يكون تثقيف الأولاد وتعليمهم أصول الدين وفروعه مرتكزاً على أساليب جذابة لهم من خلال الرفق واللين، وتجنب القسوة والشدة في التعامل معهم.
وحث على اتباع أسلوب «الترغيب والتشجيع» في التربية الدينية للأولاد لتأهيلهم ليوم التكليف الشرعي.
وقال فنرغب لهم العبادات، ونشجعهم على ذلك من خلال الاتيان لهم بالهدايا، أو إعطائهم بعض المال إن قاموا بالعمل العبادي المعين، أو واظبوا على ارتياد المساجد، أو لم يتركوا صلاة الجماعة وما أشيه ذلك.
ولفت إلى أن ثمة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الوالدين في تشجيع أولادهم على العبادة، وخصوصاً الصلاة التي هي عمود الدين، ومعراج المؤمنين.
وأبدى الأسف الشديد لتعامل بعض الناس مع القضايا الدينية لأولاده باللامبالاة وعدم الاهتمام والاستخفاف، بل وربما يمنعهم من تعلم أحكام الإسلام، أو ارتياد المساجد، ولا يهمه النظر إلى مستقبلهم الإيماني والأخروي.
وأكد على أن أول ما يجب على المؤمنين عمله هو الشعور بالمسؤولية الدينية تجاه الأولاد، وتحسس همَّ انقياد أولاده للدين، والعمل بما يساعد على تربيتهم تربية دينية، كما كان بني الله ابراهيم الخليل يعيش هذا الهم الديني، فقد كان دائم الدعاء له ولذريته بالمحافظة على الصلاة وإقامتها.
وختم الشيخ اليوسف الخطبة ببيان أهمية وجود القدوة الحسنة للأولاد داخل المنزل كأفضل وسيلة لتربيتهم تربية صالحة، فعندما يرى الأطفال آباءهم وأمهاتهم يحافظون على أداء الصلوات في مواقيتها، ويتلون القرآن كل يوم، ويجتنبون ما حرم الله تعالى من موبقات ومفاسد، فإن هذا يشجع الأولاد كثيراً على الاهتمام بالدين، وأداء العبادات، وتجنب المحرمات والموبقات، والسير على الصراط المستقيم.
ولفت الى ضرورة أن يكون الأب لأولاده، والأم لبناتها القدوة الحسنة والمثل الأعلى في الالتزام بأحكام الدين حتى يتأثر الأطفال بهم، فالتربية من خلال القدوة الحسنة لها أثرها الإيجابي والفاعل في حياة الأولاد ومستقبلهم الإيماني والأخلاقي.