آخر تحديث: 31 / 3 / 2025م - 5:45 م

كيف تختار بشت العيد؟ تعرف على أنواعه وأسرار صناعته

جهات الإخبارية

مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، تتجدد عادة التأنق وارتداء الأزياء الفاخرة، ويبرز ”البشت“ كخيار مفضل لدى شريحة واسعة من الرجال في المملكة، ليس فقط كرمز للأناقة والوجاهة، بل كتعبير عن التمسك بالإرث الثقافي والاجتماعي العريق، لا سيما في المنطقة الشرقية والأحساء التي تشتهر بصناعته.

ويمثل البشت أكثر من مجرد رداء تقليدي يُرتدى في المناسبات؛ إنه يعكس الفخر بتراث المنطقة وأصالة تقاليدها المتوارثة عبر الأجيال.

وتتميز بشوت المنطقة الشرقية، وخاصة الحساوية منها، بتصاميمها الفريدة وحرفيتها العالية، سواء كانت محاكة يدويًا بمهارة فائقة أو مصنعة آليًا بدقة متناهية، معتمدة على أجود أنواع الأقمشة والخيوط والزري الفاخر المستورد أحيانًا من ألمانيا وفرنسا والهند.

ويحرص على ارتداء البشت كبار الشخصيات والمسؤولون وعلماء الدين ورجال الأعمال وكبار السن، بالإضافة إلى عامة الناس في المناسبات السعيدة والوطنية كالأعياد وحفلات الزواج والتخرج، مما يجعله قطعة أساسية في خزانة الرجل وتعبيراً عن مكانته وتقديره للموروث.

وأوضح تاجر وصانع البشوت، علي محمد القطان، أن البشوت تتنوع لتلبية الأذواق المختلفة والمناسبات المتعددة، فمنها ما يناسب الصيف ومنها ما يلائم الشتاء، وتختلف بحسب نوع الزري المستخدم ونوع القماش.

وأشار إلى أن قيمة البشت المشغول يدويًا تكمن في دقة صناعته وجودة حياكته، لافتًا إلى التطور الملحوظ في الصناعة المحلية بظهور مصانع وطنية جديدة تنتج أعدادًا كبيرة يوميًا، مما يعزز المنافسة ويدعم المنتج الوطني.

وأكد القطان على الاهتمام المتزايد بالبشت عربيًا وعالميًا، مشيدًا بالدعم الذي توليه المملكة لهذه الصناعة العريقة، ومن ذلك افتتاح ”المعهد الملكي لخياطة البشت“ الذي يشجع الشباب السعودي على تعلم هذه الحرفة الأصيلة ويساهم في تقديم البشت كرمز ثقافي يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وفي الأحساء، تُعد صناعة البشوت إرثًا متجذرًا توارثته الأجيال، حتى أصبحت المنطقة مركزًا عالميًا لصناعة المشالح. وعُرفت هذه الحرفة قديمًا بأسماء مثل ”الأعضاء“ و”الأذاعة“، واحترفها الرجال والنساء على حد سواء، وتُعلم للأبناء منذ الصغر.

ويشتهر البشت الحساوي بتنوعه، ك ”الملكي“ و”المثلث“، وبألوانه المتعددة، فالأسود هو الشائع، بينما يزداد الإقبال على الأبيض في الأعياد وأيام الجمع، بالإضافة لألوان أخرى كالأشقر والحناوي والعودي.

وتتطلب صناعة البشت الحساوي الواحد مهارة وصبرًا، حيث تستغرق القطعة ما بين 15 إلى 20 يومًا، وقد يزدان بزري عريض يصل إلى 6 أو 7 سنتيمترات، ليخرج تحفة فنية تليق بالمناسبات الهامة.