آخر تحديث: 2 / 4 / 2025م - 12:25 ص

”الوداع الوداع يا رمضان“... فرق شعبية تحيي تراث الأجداد في العوامية

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف - العوامية

تتردد أهازيج ”الوداع الوداع يا رمضان“ في مشروع الرامس بوسط العوامية مع اقتراب نهاية الشهر الفضيل، حيث تنشط فرق شعبية محلية لإحياء تقليد ”وداع رمضان“ التراثي، في مسعى للحفاظ على هذا الموروث العريق الذي يمثل جزءاً من ذاكرة الأجداد ونقله بصورته الأصيلة إلى الأجيال الجديدة.

أكد باحث متخصص في التراث الشعبي أن عادة ”وداع رمضان“، التي كانت تمثل تقليداً راسخاً يؤديه الأطفال بأهازيج مميزة في الماضي، لا تزال تجد طريقها إلى الحاضر بفضل جهود حثيثة تبذلها بعض الفرق الشعبية للحفاظ عليها من الاندثار.

وأوضح الباحث نجيب الدوسري، المهتم بتوثيق التراث الشعبي، أن هذه العادة القديمة، حيث كان يخرج الأطفال في مجموعات مرددين الأناشيد توديعاً للشهر الفضيل، تحتفظ بها بعض الفرق الشعبية التي تسعى لإحيائها، على الرغم من تغير اهتمامات الأجيال المتعاقبة.

وشدد الدوسري على الدور المحوري للآباء في غرس محبة التراث وقيمته في نفوس الأبناء، مشيراً إلى أن هذه الطقوس تحمل أبعاداً اجتماعية وتراثية عميقة تتجاوز مجرد الاحتفال.

وأضاف الدوسري أن الاحتفاء بـ ”وداع رمضان“ يقام عادة في ليلة السابع والعشرين من الشهر الكريم، وإن كانت بعض العوائل قد تقدمه إلى ليلة الخامس والعشرين وفقاً لظروفها الخاصة.

ولفت إلى أن الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة، كنشيد ”الوداع الوداع يا رمضان يا شهر الخير والبركات“، تتشابه في كلماتها عبر دول الخليج، إلا أن طريقة الأداء والإيقاعات تختلف من منطقة لأخرى، ففي حين تعتمد بعض المناطق بشكل أساسي على الدفوف، تمزج مناطق أخرى بين الشيلات الشعبية والأناشيد الدينية.

وفي سياق متصل، أشار الدوسري إلى الثراء والتنوع الذي يميز الموروث الشعبي في المنطقة الشرقية بالمملكة، ضارباً المثل بشهرة مناطق كالقطيف والدمام والخبر بفنون شعبية أصيلة مثل ”العاشوري“ و”الليوة“، مؤكداً على حيوية المشهد التراثي من خلال تبادل الفرق الشعبية للزيارات بهدف إحياء المناسبات المختلفة.

ومن جهته، أوضح عبدالله الدنيني، رئيس فرقة السعد بالدمام، جانباً من جهود الحفاظ على هذا الموروث.

وذكر أن الفرقة التي تأسست عام 1418 هـ بخمسة أعضاء فقط، تطورت بمرور الوقت بفضل شغف أعضائها وولائهم للفن الشعبي، ليصل قوامها حالياً إلى حوالي 40 شخصاً.

وأضاف الدنيني أن الفرقة تمتلك مقراً خاصاً لا يقتصر دوره على التدريب، بل يمثل مركزاً فنياً واجتماعياً وثقافياً، يهدف في المقام الأول إلى إحياء الموروث الشعبي بمختلف أشكاله وتعليمه للأجيال الجديدة.

وتشمل أنشطة الفرقة إحياء الفنون والأهازيج القديمة، سواء الموسمية أو المرتبطة بالمناسبات كالأعياد وشهر رمضان، ومن ضمنها فعاليات القرقيعان ووداع رمضان، مؤكداً أن المنطقة الشرقية تزخر بفنون شعبية عريقة يستمتع بها الأهالي في مختلف تجمعاتهم ومناسباتهم.