هل تجاوزت الستين؟ اعرف مخاطر الفيروس المخلوي التنفسي RSV

مع التقدم في العمر، يضعف الجهاز المناعي تدريجيًا، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض. هذا الضعف في المناعة يعني أن بعض الأمراض، التي قد تبدو بسيطة للشباب، قد تتسبب في مضاعفات خطيرة وتهدد حياة كبار السن. ومن بين هذه التهديدات الصحية يبرز الفيروس التنفسي المخلوي RSV, الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لمن تجاوزوا الستين عامًا أو يعانون من أمراض مزمنة.
الفيروس التنفسي المخلوي RSV هو فيروس شائع ومُعدٍ يصيب الجهاز التنفسي، ويمكن أن يسبب التهابات تتراوح حدتها بين الخفيفة والحادة.
وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص المصابين به يعانون من أعراض خفيفة تشبه أعراض نزلات البرد المعتادة، إلا أن هذا الفيروس يشكل خطرًا حقيقيًا على كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، حيث يمكن أن يتطور الأمر إلى التهابات رئوية حادة قد تودي بحياتهم.
تتفاوت أعراض الفيروس التنفسي المخلوي RSV بين الخفيفة والشديدة، وقد تستمر لمدة تصل إلى أسبوعين.
وتشمل هذه الأعراض السعال المستمر، واحتقان وسيلان الأنف، والتهاب الحلق الذي قد يصاحبه صعوبة في البلع. كما قد يعاني المصاب من ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وصداع، وألم في العضلات.
وفي الحالات المتقدمة، قد يشعر المريض بضيق في التنفس. ومن الضروري الانتباه إلى أن هذه الأعراض قد تتفاقم بسرعة وتتحول إلى التهابات رئوية أو التهاب في القصبات الهوائية، خاصة لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة.
ينتشر الفيروس التنفسي المخلوي RSV بسهولة من شخص إلى آخر عبر طرق متعددة. فهو ينتقل عن طريق الرذاذ المتطاير من الفم والأنف أثناء السعال أو العطس.
ويمكن أن ينتقل الفيروس عند ملامسة الأسطح الملوثة به، ثم لمس الوجه أو الفم أو العينين. بالإضافة إلى ذلك، فإن المخالطة المباشرة مع شخص مصاب تزيد من فرص انتقال العدوى.
وفي هذا الصدد، يؤكد الدكتور أشرف أمير، نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، أن طريقة انتشار الفيروس التنفسي المخلوي RSV لا تختلف عن طرق انتشار عدوى الجهاز التنفسي الأخرى.
ويشير الدكتور أمير إلى أن الشخص المصاب قد يظل معديًا لمدة تتراوح بين 3 إلى 8 أيام. ويحذر من أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يستمرون في نقل العدوى لفترة أطول، حتى بعد أن تختفي الأعراض الظاهرة.
يشكل الفيروس المخلوي خطرًا مضاعفًا على كبار السن، ففي حين أنه قد لا يمثل تهديدًا كبيرًا لمعظم الأشخاص الأصحاء، إلا أنه قد يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة لدى كبار السن، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وتشمل هذه الأمراض مرض الشريان التاجي، وداء السكري، وفشل القلب الاحتقاني، بالإضافة إلى الربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن.
وتشير الدراسات إلى أن بعض المصابين قد يعانون من تأثيرات طويلة الأمد حتى بعد الشفاء من الفيروس. فقد تؤثر العدوى سلبًا على قدرتهم على أداء أبسط المهام اليومية مثل المشي، وتناول الطعام، والاستحمام، وحتى التنفس.
الوقاية من الفيروس التنفسي المخلوي RSV ليست مجرد إجراء احترازي، بل هي ضرورة حتمية للحفاظ على جودة حياة كبار السن وصحتهم. لذلك، إذا كنت تنتمي إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة، فمن الضروري استشارة طبيبك على الفور لمناقشة الخيارات المتاحة لحمايتك من الفيروس، بما في ذلك إمكانية الحصول على اللقاح الخاص به. تذكر دائمًا أن صحتك هي أثمن ما تملك، فلا تتردد في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحمايتها والحفاظ عليها.