آخر تحديث: 7 / 4 / 2025م - 3:00 م

”الدرن.. مرضٌ صامت قد يُفضي إلى الوفاة“.. فعالية توعوية في القطيف

جهات الإخبارية

نظّم قسم الطب الوقائي ومكافحة العدوى والتطوع الصحي بمستشفى القطيف المركزي، اليوم الإثنين، فعالية شاملة بمناسبة اليوم العالمي للدرن.

واستهدفت الفعالية تسليط الضوء على هذا المرض المُعدي، وسبل الوقاية منه، وأحدث طرق التشخيص والعلاج، وذلك تماشيًا مع الجهود الصحية العالمية الرامية إلى مكافحة انتشار الدرن.

قدّمت الفعالية، التي شهدت إقبالًا لافتًا، مجموعة متكاملة من الأركان التوعوية والصحية. لم تقتصر الفعاليات على الجانب التوعوي النظري، بل شملت أيضًا تقديم خدمات صحية عملية، حيث تم توفير تطعيمات مجانية للحضور ضد الإنفلونزا الموسمية، والحزام الناري، والفيروس المخلوي التنفسي، مما يعكس حرص المستشفى على توفير رعاية صحية شاملة ومتكاملة.

وألقى أطباء ومختصون محاضرات تثقيفية معمّقة تناولت مرض الدرن «السل» من جوانب متعددة.

وأوضحوا أن الدرن مرض بكتيري مُعدٍ يصيب الرئتين في المقام الأول، إلا أنه قد يمتد ليؤثر على أجزاء أخرى من الجسم.

وأكدوا أن فهم طبيعة المرض يُعد خطوة أساسية نحو الوقاية منه وعلاجه بفاعلية.

وقدّم الخبراء شرحًا تفصيليًا لأنواع الدرن، مُبيّنين أنه ينقسم إلى نوعين رئيسيين: الدرن النشط، حيث تكون البكتيريا المسببة للمرض نشطة وتسبب أعراضًا واضحة، مثل السعال المستمر لأكثر من أسبوعين، وفقدان الوزن غير المبرر، والتعرق الليلي، وضيق التنفس، وألم في الصدر.

وفي هذه الحالة، يكون المصاب قادرًا على نقل العدوى للآخرين، خاصةً إذا كان المرض يؤثر على الرئتين أو الحنجرة. وشددوا على أنه إذا لم يتم علاج الدرن النشط بشكل صحيح وفوري، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى حد الوفاة.

أما النوع الثاني فهو الدرن الخامل، وفيه تكون البكتيريا المسببة للمرض موجودة في الجسم ولكنها غير نشطة، وبالتالي لا تسبب أي أعراض، ولا يكون المصاب مُعديًا.

ومع ذلك، حذّر المختصون من أن الدرن الخامل قد يتحول إلى درن نشط في أي وقت، خاصةً مع ضعف الجهاز المناعي، مما يستدعي تلقي العلاج الوقائي لمنع تفاقم الحالة.

وانتقل الأطباء إلى شرح كيفية انتقال عدوى الدرن، مُوضحين أن البكتيريا تنتقل عبر الرذاذ المتطاير في الهواء عند السعال أو العطاس أو حتى التحدث من قبل شخص مصاب بالدرن النشط.

ويمكن للأشخاص المخالطين للمصاب استنشاق هذا الرذاذ، مما يؤدي إلى انتقال العدوى إليهم.

واستعرضت الفعالية إحصائيات مقلقة حول انتشار مرض الدرن، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي. ففي المملكة العربية السعودية، بلغ عدد حالات الإصابة بالدرن عام 2021 نحو 2633 حالة، بمعدل إصابة يتراوح بين 4 إلى 7 حالات لكل 100 ألف شخص.

أما على المستوى العالمي، فقد سُجّلت 10 ملايين إصابة بالدرن في عام 2020، وتسبب المرض في وفاة 1,5 مليون شخص، مما يجعله واحدًا من أخطر الأمراض المعدية على مستوى العالم.

وأكّد الأطباء أن هناك فئات معينة تكون أكثر عرضة للإصابة بالدرن، من بينها الأشخاص المخالطون بشكل مباشر لمرضى الدرن الرئوي أو درن الحنجرة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض نقص المناعة، بالإضافة إلى المدخنين ومتعاطي الكحول، والأشخاص المصابين بحالات درن كامن ولم يتلقوا العلاج المناسب.

وشدّد الأطباء خلال الفعالية على الأهمية القصوى للتشخيص المبكر لمرض الدرن، مؤكدين أنه يُساهم بشكل كبير في منع تفاقم الحالة والحد من انتشار المرض بين أفراد المجتمع.

وأوضحوا أن الفحوصات الطبية للكشف عن الدرن تشمل: الأشعة السينية للصدر، التي تساعد في تحديد مدى تأثير المرض على الرئتين، وفحص القشع «البلغم» لتأكيد وجود البكتيريا المسببة للدرن، بالإضافة إلى الفحص الجلدي أو فحص الدم للكشف عن حالات الدرن الكامن.

وفي بعض الحالات المتقدمة، قد يتم اللجوء إلى الفحص الجيني السريع وتحليل مزرعة الدم.

وفيما يتعلق بعلاج الدرن، أكّد الخبراء أنه يتم من خلال مجموعة من المضادات البكتيرية القوية. وأشاروا إلى أن فترة العلاج للدرن غير المقاوم للأدوية تستمر عادةً لمدة 6 أشهر.

ومع ذلك، شددوا على ضرورة الالتزام التام بتناول العلاج بانتظام ووفقًا لتعليمات الطبيب، محذرين من أن عدم الالتزام قد يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للأدوية، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة وتعقيدًا، وقد يمتد لفترة أطول تتراوح بين 9 إلى 20 شهرًا.

وأوضح الأطباء أن الدرن المقاوم للأدوية يُعد واحدًا من أخطر التحديات التي تواجه جهود مكافحة المرض على مستوى العالم.

وتحدث هذه المقاومة عندما تفقد الأدوية فعاليتها في القضاء على البكتيريا المسببة للدرن، وذلك غالبًا بسبب عدم الانتظام في تناول العلاج أو إيقافه قبل انتهاء المدة المحددة من قبل الطبيب. وهذا لا يزيد فقط من صعوبة العلاج، بل يعرض المريض أيضًا لخطر الانتكاس وتدهور الحالة الصحية.

واختتمت الفعالية بتقديم مجموعة من النصائح والإرشادات القيمة للوقاية من مرض الدرن، من أبرزها: ضرورة أخذ لقاح الدرن «BCG» للأطفال عند عمر 6 أشهر، حيث يوفر حماية كبيرة من الإصابة بالمرض.

ونصح الأطباء بتجنب السفر إلى الدول التي ينتشر فيها مرض الدرن بشكل واسع، واتباع إجراءات النظافة الشخصية الأساسية، مثل غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام، وارتداء الكمامات عند مخالطة الأشخاص المصابين بالمرض.

وأكد الأطباء على أهمية الالتزام بأخذ العلاج الوقائي في حالات الدرن الكامن لمنع تطوره إلى درن نشط، وضرورة إكمال جرعات العلاج الموصوفة حتى نهايتها في حالات الدرن النشط، وذلك لتجنب مقاومة البكتيريا للأدوية وضمان الشفاء التام.

ونصح الأطباء بضرورة مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أي أعراض جانبية خطيرة أثناء فترة العلاج، مثل ضبابية الرؤية، وفقدان الشهية، والغثيان والقيء المستمر، والشعور بتنميل في الأطراف، أو اصفرار الجلد والعينين «اليرقان».