آخر تحديث: 7 / 4 / 2025م - 11:16 ص

دراسة: أدوية السمنة المبكرة تضاعف فقدان الوزن

جهات الإخبارية

كشفت دراسة طبية حديثة، عن نتائج واعدة تُشير إلى أن إضافة أدوية السمنة إلى خطة العلاج في وقت مبكر، وتحديدًا بعد شهر واحد فقط من بدء العلاج السلوكي، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفة معدل فقدان الوزن مقارنة بالنهج التقليدي الذي يوصي بالانتظار لمدة ستة أشهر.

أجرى الدراسة التي نُشرت في مجلة ”Nature Medicine“ فريق بحثي من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا، وركزت بشكل خاص على المرضى الذين لم يتمكنوا من تحقيق فقدان وزن بنسبة 2% على الأقل من وزنهم الأولي بعد مرور شهر كامل من اتباع التدخلات السلوكية القياسية. وتشمل هذه التدخلات اتباع نظام غذائي مُحدد السعرات الحرارية، وزيادة مستوى النشاط البدني، وتطبيق استراتيجيات سلوكية مُصممة خصيصًا لإدارة الوزن.

وقد تم تقسيم المشاركين في الدراسة، الذين لم يُظهروا استجابة كافية للعلاج السلوكي وحده، بشكل عشوائي إلى مجموعتين. تلقت المجموعة الأولى علاجًا دوائيًا إضافيًا باستخدام عقار ”فينترمين هيدروكلوريد“ بجرعة 15 ملغ يوميًا، وهو دواء مثبط للشهية مُعتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ”FDA“ منذ عام 1959.

أما المجموعة الثانية، فقد استمرت في تلقي الجلسات السلوكية المعتادة بالإضافة إلى تناول دواء وهمي ”Placebo“.

وبعد مرور 24 أسبوعًا، أظهرت النتائج النهائية للدراسة تفوقًا واضحًا للمجموعة التي تلقت العلاج الدوائي المبكر. حيث تمكن المرضى الذين تناولوا ”فينترمين“ من فقدان ما متوسطه 5,9% من وزنهم الأولي، في حين أن المرضى الذين اقتصر علاجهم على التدخلات السلوكية فقدوا 2,8% فقط من وزنهم.

وأكد الدكتور إيفان ترونيري، الباحث الرئيسي في الدراسة، على أهمية هذه النتائج، موضحًا أنها تدعم بقوة ضرورة دمج أدوية السمنة في خطة العلاج في وقت مبكر بالنسبة للمرضى الذين لا يحققون فقدان وزن ملحوظ بالاعتماد على العلاج السلوكي وحده.

وأضاف الدكتور ترونيري: ”التدخل المبكر يكتسب أهمية بالغة، لأن المرضى الذين لا يشهدون نتائج أولية مُرضية غالبًا ما يُصابون بالإحباط وخيبة الأمل، مما يزيد بشكل كبير من احتمالية انسحابهم من البرنامج العلاجي بشكل كامل“.

ومن جانبه، أشار الدكتور توماس أ. وادن، الباحث المشارك في الدراسة، إلى أن استخدام أدوية السمنة الحديثة، مثل ”سيماجلوتايد“ أو ”تيرزيباتيد“، قد يُحقق نتائج أفضل بكثير، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدل فقدان الوزن بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالنتائج التي تم تحقيقها باستخدام ”فينترمين“. إلا أنه أكد على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات البحثية للتحقق من مدى فاعلية هذه الأدوية الحديثة على المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج السلوكي التقليدي.

وتم تمويل هذه الدراسة الهامة من قِبل المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، التابع للمعاهد الوطنية للصحة ”NIH“ في الولايات المتحدة، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها المجتمع العلمي للبحث في مجال إدارة الوزن وعلاج السمنة، والتي تُعتبر مشكلة صحية عالمية متنامية.

وتُسلط هذه الدراسة الضوء على ضرورة إعادة النظر في السياسات العلاجية المُتبعة حاليًا في إدارة السمنة.

ويشير الباحثون إلى أن دمج الأدوية في مرحلة مبكرة من العلاج لا يُحسن فقط من فرص فقدان الوزن، بل يُعزز أيضًا من حماس المرضى والتزامهم بخططهم العلاجية، مما قد يُساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة الخطيرة المرتبطة بالسمنة، مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري من النوع الثاني.