لماذا يُعد ارتفاع الكوليسترول خطرًا على الكلى؟

حذّر الدكتور سعد الشهيب، أستاذ واستشاري أمراض الكلى، من أن ارتفاع الكوليسترول والدهون في الدم لا يقتصر تأثيره على زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية فحسب، بل يمتد ليشمل تدهور وظائف الكلى ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
وأكد أن خفض مستويات الكوليسترول، وخاصة الكوليسترول الضار ”LDL“، يلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من الجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
وأوضح الشهيب أن الكثيرين قد يغفلون عن العلاقة الوثيقة بين ارتفاع الدهون المزمن وتدهور وظائف الكلى، حيث يُعد ارتفاع الدهون عاملًا مساهمًا في تطور أمراض الكلى المزمنة.
وأشار إلى أن الدراسات العلمية تؤكد أن فرط شحميات الدم ”Dyslipidemia“ يتسبب في تلف الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكليتين، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الزلال في البول وتفاقم التدهور في وظائف الكلى، لا سيما لدى مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.
وشدد استشاري أمراض الكلى على أن علاج الدهون لا يهدف فقط إلى حماية القلب، بل يشمل أيضًا الحفاظ على صحة الكلى وإبطاء تدهور وظائفها.
وأضاف أن أدوية الكوليسترول، مثل الستاتينات والحقن المثبطة لإنزيم PCSK9، أثبتت فعاليتها وسلامتها في الوقاية من أمراض القلب والكلى، وحصلت على اعتماد جميع الإرشادات الطبية العالمية، بما في ذلك الجمعية الأوروبية لأمراض القلب ”ESC“ والجمعية الأمريكية للقلب ”AHA“.
وفي سياق متصل، أعرب الدكتور الشهيب عن قلقه من انتشار بعض الإشاعات المغلوطة حول أدوية الكوليسترول، والتي تدّعي أنها ضارة أو أن آثارها الجانبية تفوق فوائدها.
وأكد أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي دليل علمي، وأنها تسببت في امتناع بعض المرضى عن تناول العلاج، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية وتعريضهم لمخاطر جسيمة.
وأكد الدكتور سعد الشهيب أن علاج الكوليسترول يمثل حماية مزدوجة للقلب والكلى، وأن الأدوية المعتمدة لعلاج الدهون آمنة وفعالة وفقًا لأحدث الدراسات والإرشادات الطبية العالمية.
وحث المرضى على عدم الانسياق وراء الإشاعات واستشارة الطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب.