آخر تحديث: 2 / 4 / 2025م - 9:59 م

اللي ماله أول أكيد ماله تالي

سوزان آل حمود *

تُعتبر العائلة كنزًا من القيم والتراث، وكل عائلة تحمل في طياتها قصصًا ملهمة تُسرد عبر الأجيال. في هذا السياق، سأحدثكم عن عائلة آل حمود، تلك العائلة التي نشأت من أصول عريقة في نجد، ثم انتقلت إلى سيهات والبحرين، حيث كان لها شأن عظيم وتاريخ مشرف.

أصل آل حمود

سألني ابني ذات يوم عن أصل عائلتي، فأجبته بأن أصل آل حمود الخليفة يعود إلى نجد. هناك، ترعرعوا في بيئة غنية بالثقافة والقيم، ثم ارتحلوا إلى سيهات والبحرين. لقد كانوا من العائلات التي تتمتع بسمعة طيبة وقيمة اجتماعية عالية، حيث كان لهم صيت مسموع وأثرٌ واضح في مجتمعاتهم.

بعضا من أفراد العائلة اكتفى بـ آل حمود والبعض اسقط آل حمود واكتفى بـ الخليفة.

الرجال

تميز رجال آل حمود برجاحة العقل والفكر النير والوعي الحسي، امتلكوا مزارع وبساتين غنّاء، وقدموا للمنطقة أجود المحاصيل الزراعية. تميزوا أيضًا في التجارة، خاصة في تجارة اللؤلؤ والمقاولات، رغم أنهم واجهوا خسارة كبيرة في تلك التجارة. لكن واجهوا هذه الخسارة بالرضى والقبول والصبر وكانوا يعيشون حياة كريمة، مع وجود بعض الأفراد الذين كانوا أغنياء يمتلكون المزارع والمقاولات والأملاك.

الأبناء والأحفاد

ورث أبناء آل حمود حب العلم ورجاحة العقل، فبرز منهم الشيخ والمفكر الأدبي، والقارئ الحسيني الذي أصبح شاعرًا معروفًا في الخليج. الأحفاد كانوا من أوائل المبتعثين للخارج، وتقلدوا وظائف مرموقة في أرامكو وجامعة البترول والمعادن. أما الأحفاد فلم يكونوا أقل منهم، حيث أصبح منهم الأطباء والمهندسون والإداريون والمعلمون والتجار.

النساء

كانت نساء آل حمود مثالًا للعقل والفطنة، والمثابرة والطموح حيث كانت منهن معلمات للقرآن وخادمات لأهل البيت «ملايات سيهات» كما اشتهرن النساء بتصميم الأشغال الفنية، وكن أكثر عائلة في سيهات فيها قارئات حسينيات. عُرِفَت نساء العائلة بالفصاحة والعلم، حتى لا تكاد تجد بيتًا من بيوتهم يخلو من امرأة جامعية. لقد تميزت النساء بالعديد من المهن، بدءًا من المعلمات والطبيبات، وصولًا إلى المصممات والإداريات ورائدات الأعمال والشاعرات.

التماسك الاجتماعي

ما يميز عائلة آل حمود هو تماسكها الاجتماعي مع أفراد العائلة ومع الآخرين لا سيما أن العائلة لها نسب مع أغلب عوائل سيهات، ولها الصدارة في هذا.

يجتمع أفراد العائلة مرتين في الأسبوع في مجلسين كبيرين، حيث يُفتح المجال لأفراد العائلة والأصدقاء والجيران. كانت آل حمود ولا زلت أيقونة عصرهم، وأنا أفخر كوني جزءًا من هذه العائلة العريقة.

ختامًا

إن عائلة آل حمود ليست مجرد اسم، بل هي تاريخ وحكاية تعكس القيم والمبادئ التي شكلت شخصيات أعضائها. عبر الأجيال، حافظوا على ترابطهم وحبهم للعلم والعمل، وبذلك تركوا إرثًا ممتدًا لأبنائهم وأحفادهم. فكما يقول المثل، ”اللي ماله أول أكيد ماله تالي“، وعائلة آل حمود أثبتت أن لها أولًا مميزًا، وستظل تكتب تاريخها في المستقبل.