مهندسة معمارية: أفتقد دوام النهار في رمضان.. و”صوت الإمساك“ فاجأني في القطيف
كشفت المهندسة المعمارية مريم العوى، رئيسة جماعة العمارة والتصميم في نادي الفنون بالقطيف، عن رؤيتها لشهر رمضان المبارك، وذكرياتها المرتبطة به، وكيفية استقبالها للشهر الفضيل، وطقوسها اليومية خلاله.
ترى العوى أن رمضان هو ”محطة سنوية للتأمل والتقرب إلى الله“، وشهر عبادة وفرص خير مفتوحة من رب العالمين. وتستعد العوى للشهر الفضيل روحيًا وجسديًا، حيث تقول إنها تستعد جسديًا ”بالطيب والزهو“، وروحيًا ”بالتفرغ للتمعن في العبادة والسكينة“.
وعن الفرق بين رمضان حاليًا وفي طفولتها، تؤكد العوى أن رمضان في نظرها لم يتغير كثيرًا من حيث جوهر الشهر وروحه، وأن لحظات التأمل لا تزال حاضرة، ولكنها أصبحت ”بنضج أكبر“. إلا أنها تسترجع ذكريات اللعب مع الجيران وجولات العصر في البر بمدينة الجبيل، التي كانت تسكنها في طفولتها. ومن المواقف الطريفة التي تتذكرها، غياب صوت التنبيه للإمساك قبل أذان الفجر في الجبيل، واستغرابها عند سماعه لأول مرة في بيت عمها في القطيف.. إلى الحوار
بدايةً، نرحب بكِ مهندسة مريم، ونشكركِ على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن تجربتكِ الرمضانية. ماذا يمثل لكِ شهر رمضان المبارك؟
أهلاً وسهلاً بكم، وشكرًا لكم على هذا اللقاء. رمضان بالنسبة لي هو محطة سنوية مهمة للتأمل والتقرب إلى الله، إنه شهر عبادة وفرص خير عظيمة يمنحها لنا رب العالمين.
كيف تستعدين لاستقبال هذا الشهر الفضيل؟ هل هناك طقوس خاصة تحرصين عليها؟
استعدادي لرمضان يكون على مستويين: جسدي وروحي. أستعد جسديًا بالاهتمام بمظهري وأناقتي، ”بالطيب والزهو“ كما نقول. أما روحيًا، فأستعد بالتفرغ للعبادة والتأمل والسكينة.
بالحديث عن الماضي، كيف تقارنين بين رمضان في طفولتكِ ورمضان في الوقت الحالي؟ ما الذي تغير، وما الذي بقي كما هو؟
في نظري، جوهر رمضان لم يتغير كثيرًا. لحظات التأمل والروحانية لا تزال هي الأساس، ولكنها أصبحت الآن أكثر نضجًا وعمقًا. في طفولتي، كان لرمضان نكهة خاصة مرتبطة باللعب مع الجيران وجولات العصر في البر، خاصة وأنني كنت أعيش في مدينة الجبيل.
هل هناك شيء محدد تفتقدينه في رمضان الآن؟
نعم، أفتقد الدوام في ساعات النهار والخروج صباحًا. كان لذلك إيقاع خاص وجميل يؤثر بشكل إيجابي على يومي.
لو عدنا بالذاكرة إلى الوراء، كيف تصفين لنا رمضان في الماضي؟ هل هناك موقف طريف تتذكرينه؟
”تضحك“ كان رمضان يبدو طويلًا جدًا في الماضي. وأذكر جيدًا غياب صوت التنبيه للإمساك قبل أذان الفجر في الجبيل. وعندما ذهبت في آخر الشهر لزيارة بيت عمي في القطيف، وسمعت الصوت لأول مرة، استغربت وسألت: ”ينادون يمسكون مين؟!“.
صلة الرحم والزيارات الأسرية من العادات المهمة في رمضان. ما أهميتها بالنسبة لكِ؟
صلة الرحم مهمة جدًا في كل وقت، وفي رمضان تزداد أهميتها. فهي تمنحنا البهجة والسعادة، وتعمق الروابط الأسرية. ولكنني أؤمن بضرورة أن تكون هذه الزيارات في إطار احترام خصوصية الآخرين ووقتهم.
هل يتطلب الصيام منكِ تغييرًا كبيرًا في جدولكِ اليومي؟
ليس بالكثير. أحافظ على نمط حياتي المعتاد، مع إجراء بعض التعديلات البسيطة لتتناسب مع طبيعة الشهر الفضيل.
في أول يوم من رمضان، لمن تكون الأولوية في الزيارة؟ وكيف تقضين هذا اليوم المميز؟
أول يوم في رمضان مخصص لعائلتي الصغيرة فقط. إنه يوم استثنائي بكل ما فيه، حيث نكون في قمة أناقتنا، ونتبادل الأحاديث العائلية الحميمة في أجواء مليئة بالبهجة والطيب. وحتى حلا اليوم الأول له أهمية خاصة جدًا.
ننتقل إلى المائدة الرمضانية.. ما هي وجبتكِ المفضلة على الإفطار والسحور؟
وجبتي المفضلة على الإفطار لا تختلف كثيرًا عن باقي الأيام. الأرز حاضر دائمًا، والشوربة ضرورية. أما السحور، فأستبدله بالحلا والقهوة، فهما جزء أساسي من طقوسي الرمضانية.
هل تحرصين على متابعة البرامج التلفزيونية الخاصة بشهر رمضان؟
لا، لا أتابع أي برامج رمضانية. لقد اعتدت منذ سنوات طويلة على البحث عن الهدوء والسكينة في رمضان، والتركيز على العبادة والتأمل.
هل للقراءة وممارسة الرياضة مكان في يومكِ الرمضاني؟
بالتأكيد. أحب قراءة السير الذاتية والقصص الواقعية العالمية، فهي تلهمني وتثري فكري. كما أحرص على ممارسة رياضة المشي في وقت السحر، فهي تنشط الجسم والذهن.
في ختام هذا الحوار، لو أتيحت لكِ الفرصة لتوجيه رسالة، فلمن توجهينها؟ وماذا تقولين؟
أوجه رسالتي لابنتي فاطمة. أتمنى أن تتذكري رمضان دائمًا كشهر فرصة عظيمة للخير والتقرب إلى الله، وشهر بهجة يجمعنا كأسرة واحدة. وأن تدركي قيمة ونعمة وجودنا معًا، وأن تظل المواقف الجميلة والذكريات السعيدة محفورة في ذاكرتكِ إلى الأبد.
شكرًا جزيلاً لكِ مهندسة مريم على هذا الحوار الممتع والملهم. رمضان كريم وكل عام وأنتِ بخير.
شكرًا لكم، وكل عام وأنتم بألف خير.