هل ستصمد الصيدليات الصغيرة؟
ما زالت شركات الصيدليات تستجيب لتطورات السوق في المملكة، وتتوسع في أعداد صيدلياتها وحجمها، وهو ما جعل طبيعة ملكية هذه الشركات تتغير أيضا نحو الطرح في السوق المالي كشركات مساهمة، وهذا هو المسار الطبيعي لهذا التوسع، وهو نمط عالمي وليس مقتصراً على عالم الأعمال في المملكة.
إن التغير الذي تمر به الصيدليات ليس منحصراً في حجم الانتشار والملكية للشركة، بل إنه يشمل أيضا تغيراً في مفهوم الصيدلية، إذ توسع المفهوم من بيع الأدوية وكل شيء تقريباً، إلى تقسيم تلك الصيدلية حسب ما يحتاجه كل قسم في المستشفى، تمهيداً لافتتاح محال متخصصة تابعة للصيدلية. في حين بقيت بعض الصيدليات متمسكة بالمفهوم الأول للصيدلية.
في هذه العجالة نحاول تقديم بعض الأدوات التي تساعد الصيدلية الصغيرة، أو تلك التي أصبحت صغيرة بعد ظهور عدد من الصيدليات الكبرى «ذات السلاسل» التي تمتلك عدداً كبيراً من الفروع في مختلف المدن والمناطق. لمواجهة التحديات التي تواجهها في ظل هذا التطور في المنافسة.
أولى هذه الأدوات - وهي أدوات لتطوير الأعمال وليس فقط مواجهة تحديات السوق -، هي: الشراء الجماعي، وهذه تحتاج إلى تكوين تحالف معين بين عدد من الصيدليات الصغيرة ووضع آلية معينة للشراء بهدف تخفيض تكلفة الشراء وكذلك تحسين درجة تعامل مخازن وشركات الأدوية مع تكتل هذه الصيدليات بحيث يصبح حجم طلب لهذا التكتل الصيدلاني مهماً لدى هذه مخازن الأدوية.
الأداة الثانية هي: البيع عبر الإنترنت والتوصيل عبر تطبيقات التوصيل الحالية. وهذه الأداة تتماشى مع النمط السائد حالياً في عمليات البيع للأفراد. حيث ما زال حجم البيع عبر الإنترنت في تزايد مطرد مدعوم بتزايد وتطور تطبيقات التوصيل. وهدف هذه الأداة هو زيادة حجم المبيعات لزيادة سرعة تدوير رأس المال بالدرجة الأولى.
الأداة الثالثة: تقديم الاستشارات الصيدلانية الهاتفية المجانية «التثقيف الدوائي»، وهذه الأداة مرتبطة بالأداة الأولى، أي أنها تندرج ضمن مهام التكتل الصيدلاني. وتهدف هذه الأداة لزيادة الوعي الدوائي وربط المستفيد بمقدم خدمة التثقيف الدوائي. وهي عملية أقل تكلفة من تلك الطريقة التي تتبعها الصيدليات الكبيرة التي تعتمد في اقتناص العملاء على عدد الصيدليات، وعلى الواجهات الكبيرة والجذابة التي تعلق بذهن كل من يمر بالقرب منها.
هذه بعض الأدوات التطويرية التي تساعد في تطوير أعمال الصيدليات الصغيرة ومواجهة تحديات السوق. اعتقد أن هذه الأدوات ليست غائبة عن كثير من أهل الاختصاص، لكنها تحتاج للدراسة لفهمها أكثر وضمان مستوى مناسب من التطبيق، فالعبرة ليست في التطبيق كيفما اتفق، بل في مستوى الاحترافية في التطبيق لضمان أفضل النتائج.
إننا نطرح هذه النقاط بهدف توسيع نطاق الخيارات المتاحة لمواجهة التحديات التي تواجه الصيدليات الصغيرة تحديداً، وهي في نفس الوقت يمكن أن تكون مادة أولية لأي استشارة بهذا الخصوص. كما اقترح على مجلس رجال الأعمال بالغرفة التجارية بالقطيف تبني عقد لقاء يجمع أصحاب الصيدليات التي ليس لديها عدد كبير من الفروع لتداول مثل هذه الأدوات التطويرية واستعراض الفرص والتحديات المتعلقة بهذا النوع من الأعمال التجارية.