أضواء على جزيرة تاروت
- الكتاب: جزيرة تاروت
- الكاتب: سلمان الرَّامِس
- الناشر: المؤلف نفسه محافظة القطيف - شرق المملكة العربية السعودية
- الصفحات: 440 صفحة، قياس «1724 سم»
- سنة النشر: ط 4 «مزيدة ومنقحة» - سنة 1446 هـ -2024 م.
تتناثر الجزر في الخليج العربي وعلى طول سواحله الشرقية والغربية، ولقد كان لهذه الجزر قديمًا وحديثًا دور واضح في قيادة دفة الحياة في جوانبها المختلفة السياسية والاقتصادية، وتركت بصماتها في تاريخ الخليج العربي، وتبرز جزيرة تاروت في الكتابات العربية والأجنبية بكونها صاحبة الدور الأكبر والنصيب الأوفر في صياغة تاريخ الخليج العربي وخاصة القديم منه، وتميزت جزيرة تاروت عن غيرها بالدور القيادي في العصور القديمة، ومواصلة الاستيطان الإنساني فيها حتى يومنا هذا، فلم تكن في يوم من الأيام خرابًا بل استمرت الحياة البشرية فيها منذ آلاف السنوات وما زالت.
وفي هذه البحث عن جزيرة تاروت قسم الباحث الأستاذ سلمان رامس دراسته إلى قسمين، الأول يتطرق إلى الجانب التاريخي في الجزيرة، والثاني يتعلق بالجانب الجغرافي.
أما الجانب التاريخي فقد بدأت الدراسة بمناقشة المصادر التاريخية العربية والأجنبية التي ذكرت جزيرة تاروت، ومدى توفر هذه التسمية أو غيرها في هذه المصادر، وبيَّنت أنها لم تذكر جزيرة تاروت في المصادر العربية التاريخية والجغرافية الكلاسيكية التاريخية والجغرافية في القرون الأولى الهجرية، ولم يذكرها أحد منهم أو من الشعراء الأقدمين بهذا الاسم، إلا في القرن السادس الهجري، أما قبل ذلك فلم يجد لها ذكرًا في المصادر العربية حسب اطلاعه، وعرفت عند العرب في القرون الهجرية الأولى بمينائها الشهير «دارين» وهذا ربما من قبيل إطلاق الجزء على الكل، ولا يمكن تفسير غياب اسم جزيرة تاروت عن المصادر العربية في القرون الهجرية الأولى إلا من هذا الوجه حسب رأيه، فهذه المصادر اكتفت بذكر ميناء جزيرة تاروت «دارين»، وأهملت ذكر الجزيرة، واستمرت بعض المصادر في إهمال جزيرة تاروت حتى القرن السابع والثامن الهجري مع أنها كانت معروفة باسمها جزيرة تاروت في منتصف القرن السادس، وهذا يعني أنه إهمال من الكتاب والمؤرخين بلا شك.
ثم أورد أهم الدراسات الأثرية عن جزيرة تاروت، ومدى علاقتها بالحضارات القائمة في المنطقة، وأهم ما تم اكتشافه فيها، وما قاله الباحثون عنها باعتبارها أهم المراكز الحضرية في سواحل الخليج، يشهد لها متروكاتها الأثرية بعلاقتها الوطيدة بمجموعة الحضارات المجاورة لها منذ الألف الثالث قبل الميلاد
ثم تناول تاريخ الجزيرة في العهد الإسلامي، وحروب ما يسمى بالردة وأهم أحداثها ومدى مشاركة جزيرة تاروت في تلك الأحداث السياسية، باعتبارها مركزا نصرانيًا مهمًا على مستوى الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، وكذلك الأحداث في العهد الأموي والعباسي، وأيام القرامطة، والأحداث المتعلقة بجزيرة تاروت في الفترة الزمنية التي أعقبت القرامطة حتى اغتيال الحاكم العيوني في جزيرة تاروت، وتدخل القوى المحيطة بشؤون الجزيرة.
ثم أوضح جانبًا من الصراع السياسي الذي شهدته المنطقة نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلادي، وتصارع القوى المتمثلة بمملكة هرمز والبرتغاليين والعثمانيين، وبعض القوى المحلية للسيطرة على جزيرة تاروت والأقاليم المحيطة بها وأهم الأحداث التاريخية المتعلقة بالجزيرة في الفترة الزمنية التي أعقبت الوجود العثماني ودخول جزيرة تاروت ضمن الدولة السعودية.
أما في الجانب الجغرافي فقد تطرق إلى الموقع وأهميته والمساحة وتطورها، والأحوال المناخية، ثم الجانب السكاني والذي سلط الضوء فيه على النمو السكاني المتسارع في الجزيرة، وأوضح أعداد السكان في الفترات الزمنية المختلفة، والرؤية المستقبلية للنمو السكاني فيها، والكثافة السكانية خلال فترات زمنية مختلفة، والتركيب العمري والنوعي للسكان، ثم ناقش موضوع النشاط السكاني في جزيرة تاروت قديمًا وحديثًا، ومقومات الاقتصاد في الجزيرة مثل الغوص وصيد السمك، والزراعة ومراحلها، والصناعة وما حدث عليها من تغيير خلال الفترات الزمنية المختلفة.
ثم عالج موضوع العمران في الجزيرة وأهم مراحل النمو العمراني فيها، ومحاور النمو العمراني الحديثة، وحالة المساكن في الوقت الحاضر.
بعد ذلك تطرق إلى الجانب التعليمي في جزيرة تاروت وتطوره، من الكتاتيب إلى المدارس الحكومية، وأعدادها وتوزيعها، وطرح بعض الملاحظات في هذا الجانب.
ثم تناول المساحة الترفيهية في الجزيرة ومدى ملاءمتها للنمو السكاني، وما تمتلكه الجزيرة من مقومات النشاط الترفيهي، وفرص تطوير الجزيرة لكي تلعب دورًا مهمًا على مستوى المنطقة.
كما ناقش أهم التغيرات البيئية التي تعرضت لها جزيرة تاروت، والأسباب الرئيسية لهذه المشاكل البيئية، وأهم نتائج الدراسات التي قامت بها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وشركة أرامكو في مجال البيئة في خليج تاروت، وأهمية هذا الخليج باعتباره موقعًا مهمًا جدًا لتكاثر الربيان والأسماك، وختم آل رامس دراسته هذه بمقترحات مهمة من أجل تطوير هذه الجزيرة، والنهوض بها، وجعلها قبلة سياحية في الساحل الشرقي من وطننا الحبيب المملكة العربية السعودية