من هو شرطي المرور الحقيقي؟
لو سألكم سائل من هو شرطي المرور الحقيقي؟
لعل جوابكم سيكون.. أنه ذلك القابع خلف السيارات يتصيد مخالفة مروية هنا وهناك.. فتارة على من لا يضع حزام الأمان وتارة على من يتحدث في جواله أو لربما يرصد مخالفة مرورية حتى على ذلك العابث في أنفه يفتش عن ألم السنين؟!
عندها سأقول إنها حسنة ولكن ليست إياها.. فشرطي المرور في الجواب السابق يؤدي واجبه الوطني ويحمي عبر هذه المخالفات المرورية الأرواح والممتلكات.
ولربما يأتي جواب آخر.. فيقول.. إن شرطي المرور الحقيقي.. هو ذلك القابع في الديوانيات يصحح لهذا خطأ نحوياً هنا أو بلاغياً هناك أو لربما الاستماتة من أجل تصحيح خبر أو تحليل سياسي.. فتُكسر خواطر لا يجبرها إلا الله.. ولعمري كم من خواطر كُسرت في ديوانيات كان بدايتها لماذا سقط جدار برلين؟
ثم كان نهايتها أيهما ألذ سمك الشعوم المقلي أم سمك الفسكر المشوي؟
مع أن الأصل أن هذه الديوانيات هي للترويح عن النفس تارة وفرصة للتنزه في عقول الآخرين تارة أخرى فلا ينبغي التحمس لتصحيح كل معلومة أو مجادلة كل فكرة لإثبات وجهة نظر تكون نتيجتها خسارة أخ أو صديق سيما أن هذه الديوانية هذه ليست جامعة لمناقشة رسالة دكتوراه أو محكمة لتقديم مرافعة شرعية.
لكن يعود السؤال مجدداً.. من هو شرطي المرور الحقيقي؟
الجواب يكمن في هذه الصورة..
إنه العقل.. فهو شرطي المرور الحقيقي.. ورد عن النبي الأعظم ﷺ «إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والزكاة والحج والعمرة والجهاد، وما يجزى يوم القيامة إلا بقدر عقله».
هذا العقل الذي يمرر إلى اللسان ما يقول ومن خلاله يُعرف كنه هذا العقل ورد عن الإمام علي «تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه» لذلك علينا صحبة هذا العقل وأن نسعى إلى ترقيته بالقراءة مثلا.. ورد عن الإمام الحسن «عجب لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله!؟ فيجنب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه».
أو ترقيته بمجالسة الحكماء ورد عن الإمام علي «مجالسة الحكماء حياة العقول، وشفاء النفوس»
رَأَيتُ العَقلَ عَقلَينِ فَمَطبوعٌ وَمَسموعُ
وَلا يَنفَع مَسموعٌ إِذا لَم يَكُ مَطبوعُ
كَما لا تَنفَعُ الشَمسَ وَضوءُ العَينِ مَمنوعُ