تغذية الكراهية
من طرق تراكم الكراهية بين الأفراد في علاقاتهم، أو بين الجماعات، طريقة استرجاع صور الاحتكاكات السلبية التي وقعت بينهم وبالتالي استعادة روح الكراهية. يحدث ذلك بشكل تدريجي في وجدان الفرد، كما يقع بشكل تدريجي في ذاكرة الجماعات؛ مما يبقي شعلة الكراهية متقدة وقابلة للتحول إلى العداء والتحارب. هي عملية تساهم في تغذية الكراهية بين الناس؛ مما يجعلهم غير مهيأين لمحبة بعضهم. وفيما يلي توضيح لذلك:
”يمكننا أن نرى أن هناك طرقاً كثيرة نسهم بها بفعالية شديدة في زيادة تجربتنا الخاصة بالقلق والمعاناة الذهنية. ورغم أن الإصابات الذهنية والعاطفية، بصورة عامة، قد تأتي من تلقاء ذاتها بشكل طبيعي، إلا أن تعزيزنا الخاص لهذه العواطف السلبية غالباً ما يجعل الأمور أسوأ بكثير. مثال على ذلك، عندما نغضب من شخص أو نكرهه، يكون الاحتمال أقل في أن يتطور إلى درجة شديدة جداً إن تركناه ولم نبال به. لكن أن نفكر بالمظالم المتصورة الواقعة علينا، وبالطرق التي عوملنا بها معاملة سيئة، ثم نستمر في التفكير بها المرة تلو المرة، فإن ذلك سيغذي الكراهية وينميها، إلى أن يجعلها شديدة جداً“. [1]
لذلك تحتاج المجتمعات المتعددة الأعراق إلى منظومة من العمليات الإعلامية والتثقيفية المضادة للكراهية. وتحتاج الأمم المتنوعة الهويات إلى مجموعة من المبادرات الاجتماعية الشجاعة لترسيخ مبادئ العيش المشترك. وتحتاج جميع البلدان المتعددة الطوائف والديانات إلى خطوات سياسية جريئة لامتصاص واحتواء مسارات الكراهية التي ربما تتسلل بين أهل الهويات المختلفة. وفي المقطع المرفق وجهة نظر حول الكراهية بعنوان ”تأسيس الكراهية“: