حديث المصعد
برز في مجال إدارة الأعمال وعلم النفس مصطلح ”حديث المصعد“ أو ”Elevator Pitch“ وهو القدرة على تقديم فكرة أو مشروع بصورة موجزة ومقنعة، والهدف منه إثارة اهتمام الشخص الذي تتحدث معه، بما يكفي حتى يرغب في إجراء مناقشة أطول بعد ذلك. سُمّي بحديث المصعد لأن الوقت المتاح وقت قصير، لتقديم الفكرة لشخص مهم، عادة لا يزيد عن مدة رحلة مصعد قصيرة، أي أقل من 60 ثانية.
نشأت الفكرة من أن أرباب العمل يستغرقون ما معدّله 9 ثوانٍ تقريبًا في قراءة السيرة الذاتية لأحد المتقدّمين إلى وظيفة ما في شركتهم، وهي مدّة قصيرة للغاية لا تكفي للتعرّف على جميع خبرات المتقدّم ومهاراته. لذلك جرى تطوير مهارات الخريجين كي يستطيعوا تسويق مهاراتهم بأقل مدة ممكنة.
هذه بعض النقاط الهامة لإعداد حديث المصعد الناجح:
1. الوضوح: تحدث بوضوح وبلغة بسيطة، تجنب اللغة التقنية الصعبة إذا كان جمهورك غير متخصص في مجالك.
2. الإيجاز: يجب أن يكون كلامك مختصرًا وموجزًا، تجنب الإطالة، وركز على النقاط الأساسية.
3. القيمة: أوضح بسرعة القيمة التي تقدمها فكرتك أو منتجك أو خدمتك للمستمع.
4. التفرد: بيّن ما يجعل فكرتك مميزة عن الأفكار الأخرى المشابهة، ما الذي يجعلها تبرز.
5. الدعوة للعمل: أختم بتوجيه سؤال أو دعوة الشخص إلى اتخاذ خطوة تالية، مثل عقد اجتماع لمزيد من التفاصيل.
6. التحضير: تدرب على حديث المصعد الخاص بك حتى تتمكن من قوله بثقة وبدون تردد.
حديث المصعد مهم جدًا في الحياة العملية، سواء كنت تبحث عن فرصة عمل أو تقدم منتجًا أو خدمة أو حتى تروج لنفسك كعلامة مهنية شخصية. إنها أداة تواصل فعالة لترك انطباع أولي قوي ومحوري، لتقول ما يريد الآخرون سماعه بأقل زمن ممكن وتقنعهم بذلك.
ولكن رغم أن هذه الطريقة مفيدة وفعالة في الحياة العملية، إلا أنها ليست كذلك في الحياة العامة والتواصل اليومي بين الناس، فمثلاً نجد البعض يعمد إلى الاختزال والابتسار في قول ما يريد بشكل لا يوصل الفكرة على نحو مناسب، مما يجعل المتلقي غير قادر على الفهم والاستيعاب، نتيجة قلة الكلمات وغموضها، فمقولة «قل ولا تكثر» أو «اختصر» لا تنفع في النقاشات والأحاديث العادية، خصوصاً بين الأهل والأصدقاء، لأنها قد تسبب سوء الفهم وتخلق المشاكل بدون داع.
لذلك لا مناص من التوازن بين الإيجاز والإسهاب في الأحاديث والنقاش، وإعطاء كل نمط من الحديث حقه الذي يحتاجه من حيث الاختصار أو التفصيل.