صحة الأمعاء 3
يمكن لسوء التغذية التأثير على صحة ميكروبيوم الأمعاء، وأحب أن أنبه بأن مصطلح سوء التغذية يشمل 3 مجموعات هي:
1. نقص التغذية وهو انخفاض الوزن تحت المعدل الطبيعي
2. نقص الفيتامينات والمعادن المحملة
3. زيادة الوزن فوق المعدل الطبيعي أو السمنة والأمراض المرتبطة بها
تتأثر صحة الجهاز الهضمي ميكروبيوم الأمعاء بنظامنا الغذائي تأثرا مباشرا، فكلما كان الطعام المتناول غنيا بقيمته الحيوية وحسب حاجتك جسمك كلما شعرت بالطاقة والنشاط نتيجة لهضم وامتصاص المغذيات بسهولة وازدهار الميكروبات المفيدة في الأمعاء. ما نتناوله من طعام صحي متوازن لا يقلل فقط من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة المتعلقة بالتغذية، وإنما يساهم في توطيد العلاقة بين صحتنا ومكروبيوم الأمعاء حيث يساعد على نمو ونشاط هذه البكتيريا، فتقوم هي بمساعدة الأمعاء على هضم وامتصاص المغذيات من الأطعمة المتناولة.
ليس نوعية الطعام وحسب هي ما يؤثر على صحة الأمعاء فالأكل بطريقة واعية من حيث مراعاة الأكل عند المشاعر المختلفة من قبيل السعادة والغضب والملل والتعبير عنها بغير تناول الطعام السريع والحلويات المكررة وكذلك لإجادة مضغ الطعام ومزجه بالأنزيمات الهاضمة في لعاب الفم ووصوله إلى القناة الهضمية جاهزاً للهضم والامتصاص الأمثل تأثيرا بالغا على صحة جهازك الهضمي.
أود أن أوضح مصطلحين مهمين قبل البدء في سرد الأطعمة التي تعزز من نشاط ونمو ميكروبيوم الأمعاء
- البروبيوتيك «probiotics»:
هي كائنات دقيقة حية يمكن أن توفر فوائد لصحة الإنسان عند تناولها بكمية معينة تتأثر بعدة عوامل منها اختلاف البيئة والعمر والنظام الغذائي وتناول الأدوية والمضادات الحيوية.
- البريبيوتيك «Prebiotics»:
هي أغذية تحتوي على سكريات متعددة غير قابلة للهضم، وتقوم بكتيريا الأمعاء بتخميرها لتحضير أحماض دهنية قصيرة «Short-chain fatty acids» ذات فوائد لصحة الأمعاء.
الأهم من وجود بكتيريا الأمعاء النافعة هو وجودها المتنوع فحتى الفطريات التي قد تسبب وتفاقم أمراض الجهاز الهضمي لا بد من وجودها بنسب ضئيلة. ولتعزيز البكتيريا الصديقة للجهاز الهضمي علينا تقديم ما تحتاج إليه هذه البكتيريا لتتكاثر بنمو ونشاط.
- تناول البريبيوتك:
وكما سبق أعلاه أن جهاز الهضم عند الإنسان لا يقوى على هضم الألياف إلا بواسطة البكتيريا النافعة، وحتى نستطيع أن نطلق على الألياف مصطلح البريبيوتيك يجب أن تتوفر فيها أربعة شروط:
1. مقاومة الألياف لحموضة المعدة «سنوضح هذه النقطة في مقال قادم إن شاء الله»
2. محفزة لنمو ونشاط البكتيريا النافعة.
3. مقاومة الامتصاص في الجزء العلوي للجهاز الهضمي «من الفم إلى الإثني عشر».
4. قابلة للتخمير بواسطة البكتيريا النافعة.
- الإينولين «inulin»: هو أشهر أنواع البريبيوتك، ومن الألياف الذائبة في الماء، والتي تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء، ويمكن الحصول عليه من تناول البصل والثوم والبازلاء الخضراء كما يوجد في الفواكه مثل الموز والتفاح والرمان، ويمكن الحصول عليه من المكسرات وبالتحديد الفستق والكاجو.
- تناول الأطعمة المخمرة:
تدخل البكتيريا النافعة في صناعة بعض الأطعمة مثل الألبان ومنتجاتها والمخللات، وتعد مصدرا غنيا للحصول على البكتيريا النافعة.
- أغذية تضر البكتيريا النافعة
في المقابل تقوم السكريات والمحليات الصناعية والأطعمة المعالجة والدهون المهدرجة على إلحاق الضرر بالبكتيريا الجيدة من خلال تكاثر ونمو البكتيريا الضارة والإخلال بالتوازن البكتيري في الأمعاء والتسبب في اضطرابات أيضية وعدم تحمل الجلوكوز وتغيير استجابات الشبع ومشاكل هضمية؛ ولهذا الاضطراب الأيضي أثره على الصحة بشكل عام والتسبب في أمراض البدانة.
دمتم بصحة وعافية