آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

خطباء واعدون ”الشبل الحسيني ملا حسن بن علي الجنبي“

حسن محمد آل ناصر *

نظرة عابرة:

شبل ولائي عشق المنبر الحسيني هاوي لنظم الشعر مثقف واعي رغم حداثة سنه، الخطيب الحسيني الملا حسن بن علي بن صالح بن عبد الله بن صالح بن حسن بن عبد النبي الجنبي، من القديح الحبيبة أصلا والناصرة سكنا، ولد يوم الرابع والعشرين من شهر ربيع الثاني لعام 1427 هـ في مدينة الظهران وهو الولد البكر لوالديه ولديه أخوين وأختين، تربى ونشأ تحت رعاية والدين كريمين ربياه على طاعة الله والأخلاق الحميدة وحب الولاية لآل البيت ، عاش بالقديح فترة بين أزقتها الضيقة تارة وأخرى بين مزارعها الخضراء حيث كان يسكن بجانب المزارع التي تطل على سد القديح، وقد أحيط ببيئة إيمانية ولائية حتى صار يميز بين الحلال والحرام في عمر لا يتجاوز الخمس سنوات.

أبوه من خيرة شباب القديح المتعلمين الحاج المعلم علي بن صالح ”أبا حسن“ ولد في التاسع من شهر ربيع الأول، مدرس في إحدى المدارس النظامية الحكومية، وكان فيما مضى طامحا أن يسلك طريق الحوزة العلمية ”طلب علوم محمد وآله“ ليرتقي مركزا بين العلماء والفقهاء، ولكن لم يوفق لإكمال ذلك، وزرع هذا العلم في أولاده، أما والدته سيدة من أسرة عريقة ”الخضراوي“ يرجع نسبهم للنبي المختار «صلوات الله عليه» بنت السيد حسين بن السيد محمد.

رحلة الدراسة:

خط طريق الدراسة الحكومية كغيره من جيل معاصريه سنة 1433 هـ دخل مدرسة نعيم بن مسعود الابتدائية بالقديح وعمره آنذاك سبع سنوات، وكان يتقن الكتابة والقراءة قبل الالتحاق، مازال يدرس حتى كتابة هذه السيرة في الصف الثالث الثانوي في مدرسة دار الحكمة الثانوية، وفي عام 1444 هـ التحق بحوزة دار الهدى الواقعة بالقرب من منزله بالناصرة، ودرس فيها التحفة السنية في المقدمة الأجرومية وكذلك خلاصة المنطق على يد السيد قصي الخباز، ودرس أيضا المسائل المنتخبة للسيد علي السيستاني دام ظله الوارف عند السيد يوسف الصايغ.

مهتم بالتعليم الديني الذاتي في وقت الفراغ حيث يدرس منطق المظفر وعلوم تفسير القرآن وألفية ابن مالك حيث يسعى لحفظها وعلوم العقائد وعلوم الفلسفة وعلوم الأخلاق وبعض العلوم النحوية، وكما يحفظ ما تيسر من كتاب الله، وما زال يحفظ ويراجع ما يحفظه، توفرت لديه موهبة نظم الشعر لدرجة فاق مستوى عمره ومعاصريه من متعلمي الشعر، يفضل الشعر العامي لسلاسته في الإلقاء وأحب الأبيات إليه قصائد الملا عطية الجمري الغني عن التعريف:

ركبت من الجيمات عشرة ورضضت صدره
وزينب تعاين يوم تتكسر خرز ضهره

بداية الخطابة:

كما سبق ذكره فقد كان بين والدين احتضناه وشجعاه في معرفة أحكام الدين في سن مبكر ومنذ نعومة أظافره نشأ بين المسجد والحسينية ومنزل جده السيد حسين الخضراوي بحي السدرة وزيارة أقربائه مع والده، وكان يحضر الحلقات الدينية، ويجالس العلماء ويلازم والده بصلاة الجماعة في المساجد: ”مسجد المهنا، مسجد الشيخ فرج العمران، مسجد السدرة“ والمجالس أيضا مع والده وأبرز تلك المجالس: مجلس الشيخ صادق المقيلي بالحطيبي، مجلس أبو أنيس العسيف بالحطيبي، مجلس السادة أبناء السيد حسين العلويات الواقع بالقرب من مسجد السدرة.

بداية القراءة الحسينية كانت في منزله حيث كان يجمع إخوانه ويقرأ لهم، ولم يكن يتجاوز عمره السبع سنوات، وأول من قدمه للجمهور عمه الحاج أحمد بن صالح الجنبي حينما يقرأ السيرة قبل قراءة الخطيب في حسينية الجنبي القريبة من مسجد السدرة، وأول مجلس حسيني خارج نطاق المنزل كان في مجلس وخيمة الحسين بالقديح في عام 1442 هـ وعمره آنذاك أربعة عشر عاما، وكان مجلسا مختصرا، وأول مجلس كامل ومرتجل كان في حسينية الجنبي المذكورة في عام 1443 هـ والمناسبة كانت ليلة ميلاد السيدة زينب .

كان وما زال الشيخ صادق المقيلي والشيخ عبد العظيم الشيخ يشجعانه ويقدما الرعاية والاهتمام الكبير له بإعطائه الكتب وتزويده بما يحتاجه وأيضا الشيخ عبد العظيم يقدمه في بعض الأحيان لمجالسه ليقرأ عنه، ويدرس الخطابة عند الشيخ محمد المشيقري والشيخ علي آل زايد، أصبح يقرأ مجالس لإحياء مناسبات أهل البيت مستقلا في حسينية الجنبي في كل عصر جمعة، وفي مجلس الخطيب الحسيني اللامع السيد جعفر الخضراوي رحمه الله.

تأثر كثيرا بالعلماء وخاصة بالعلامة الشيخ حسين العمران حفظه الله، ويعتبره ملهمه وأباه الروحي بشكل كبير، يذهب في الليالي التي يتسع الوقت فيها ويستفيد من هذا المجلس ”الشيخ العمران“ ويفهم أغلب المسائل الفقهية والكثير من مسائل العلوم الأخرى، وذلك دون سؤاله الشيخ فقط يكفيه الاستماع، وأيضا منذ صغره كان ملازما لسماحة الشيخ صادق المقلي كان ومازال يستفيد منه الشيء الكثير ويعتبره بمثابة الأستاذ لاهتمامه بتعليمه وإن تكلم عنه لا يوافيه حقه.

بعض من يومياته:

يقضي جل يومه في الدراسة قرابة ثلاث عشرة ساعة يوميا وساعتان يقضيهما في المطالعة وبقية الوقت في الراحة والعبادة ”كالصلوات اليومية“ يعشق القراءة والكتابة ولديه مكتبة تحوي 300 كتاب تقريبا تتنوع الكتب فيها ما بين ثقافية وفقهية ونحوية وأخلاقية وفلسفة وعلوم القرآن وكذلك دواوين وتراجم وغيرها.

يكتب أجمل الشعر بعمق وخيال واسع في حب أهل البيت ، ويعلق على بعض النظريات، وله كتابات لم يخرجها حتى الآن، وينوي طباعتها وأغلبها في الشعر بمعية والده يصحح له بعض الأخطاء، وكما يشجعه الخطيب السيد علي الخضراوي والخطيب الأديب محمد مكي آل ناصر وله الفضل الكبير على مساعدته في إلقاء وتعلم الشعر والأستاذ نضال آل رمضان علمه في المدرسة بعض المقامات الشعرية وتكوين القوافي ومن شعره:

لو قيل لي أي المصائب أعظم
لأقول والعبرات في وجهيَ ترسم

لما رأت أم المصائب جسمه
ملقًا على حر الصعيد محطم