بالحب نعالج أمراضنا
عندما يتأنسن الحب بين الناس، الأقارب والأباعد، في الحب الثنائي، أو الحب بين الجماعات، فإنه يطرد أغلب الأفكار والمشاعر السلبية الجالبة للكراهية. لا مكان للخوف بين المحبين. لا مكان للريبة والشكوك والظنون في الناس والمجتمع. لا مكان لمحاولات السيطرة وإلغاء الآخرين. لا مكان للاستصغار والتحجيم. فالحب المؤنسن يستبدل كل ذلك بالتلاطف والتراحم من قبل ومن بعد.
لذلك يؤكد بعض العلماء على أهمية تحويل فهمنا للحب نحو استثماره في علاج المشاكل السلوكية والعصبية، وكذلك بعض الأمراض النفسية المستعصية كالخوف الشديد، ولهم في هذا المجال تجارب وقصص رائعة. ويعلق على ذلك مؤلف الكتاب الشهير ”السماح بالرحيل“ الدكتور ديفيد هاوكينز بقوله: يمكننا أن نتعلم أحد قوانين الوعي وهو: «يُشفى الخوف بالحب"، وهذه الطريقة هي نفسها التي وصفها القديسون العظماء والمعالجون المستنيرون الذين كان لحضورهم قوة علاجية بسبب ذبذبة الحب الكثيفة المشعة وقوة الشفاء هذه، وهي أساس العلاج الروحاني التي تنتقل أيضاً من خلال الأفكار المحبة. هذا الحب هو مصدر قوة القديسين المشهورين. والحب اللا مشروط هو أيضاً مصدر قوة الأم والأب، فحضورهما ضروري كي يتعلم الأطفال الحب وهم يكبرون. [1]
عندما يتأنسن الحب تنعكس آثاره على المحيطين بنا أولاً أفراداً وجماعات، ثم يتجاوز الحب في قيمته حدود الكلمة من الفرد إلى عموم الناس، فيخفف بالحب آلامهم، يجبر خواطرهم، يقوي ضعفهم، يجبر كسرهم، يداوي جراحهم، يشفي صدورهم، عبر مشاركة الناس أفراحهم وهمومهم، عبر مشاركتهم آلام شقائهم وبلاسم سعادتهم. وفي المقطع المرفق ما يعزز فكرة الموضوع بعنوان ”أبكي لبكائي، فلسفة العشق“: