آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

نتائج مذهلة عن أسباب شعور الطلاب بالملل أثناء الامتحانات وتداعياته على النتائج

عدنان أحمد الحاجي *

المترجم: عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم 259 لسنة 2023

30. أغسطس 2023

Surprising study results: Students are bored during exams

30. August 2023

في حالة شعورنا بالملل [1,2]، يطري على بالنا الكثير من الحالات في الحياة إلَّا حالة الملل أثناء الامتحانات. وعليه، قام فريق دولي من الأكاديميين بقيادة توماس غوتز Thomas Götz من جامعة فيينا بدراسة ظاهرة الملل حال الاختبار لأول مرة ووجدوا نتائج باهرة. ووفقًا للدراسة، فإن طلاب المدارس يشعرون بالملل الشديد أثناء أدائهم الامتحانات. كما أثبتت الدراسة أن الملل الشديد له تداعيات سلبية على نتائج الامتحانات. وقد نشرت نتائج البحث مؤخرًا في مجلة علم النفس التربوي [3]  Journal of Educational Psychology.

على الرغم من أن الملل ظاهرة خضعت للدراسة بشكل مكثف جدًا في الوقت الراهن، إلَّا أن الملل حال الاختبار أُغفل تمامًا حتى الآن ولم يخضع للدراسة. لأول مرة وعلى الصعيد العالمي، باحثون في علم النفس من جامعة فيينا وجامعة كونستانز Konstanz وجامعة زيورخ، وجامعة نوثويسترن يويسرا للعلوم التطبيقية والفنون، وجامعة لودفيغ ماكسيميليان LMU في ميونيخ وجامعة مدينة نيويورك، وجامعة إسيكس Essex والجامعة الأسترالية الكاثوليكية «سيدني» تمكنوا مؤخرًا من إثبات أن الملل حال الاختبار يحدث فعلًا ويؤدي بشكل واضح إلى تردي الأداء في نتائج الامتحانات. الأسباب الرئيسة تمثلت في شعور الطلاب بأن مستوى التحدي كان أكثر من اللازم [الأسئلة كانت صعبة] أو بالشعور أن مستوى التحدي في الإمتحان أقل من اللازم [الأسئلة كانت سهلة] بالنسبة لهم. بالإضافة إلى ذلك، كان مستوى الملل أثناء الاختبار أعلى بشكل ملحوظ إذا لم يمثل محتوى الاختبار أي أهمية شخصية بالنسبة للطلاب [الاختبار بذاته ليس لها أهمية للطلاب ولا يؤثر في نتيجة التحصيل]. وكانت النتيجة الرئيسة للبحث هي أن لارتفاع مستوى الملل في الاختبار تداعيات سلبية على نتائج الامتحان.

واقترح الباحثون ما يسمى بفرضية الوفرة لأول مرة في هذه الدراسة، وتمكنوا من تأكيدها. من ناحية، تنص فرضية الوفرة على أن الملل يؤدي بشكل خاص إلى تردي الأداء في الامتحان إذا كان مستوى تحدي الامتحان فوق اللازم [الأسئلة صعبة] بالنسبة للطلاب، لأن عليهم تخصيص جميع مواردهم الذهنية للإجابة على أسئلة الامتحان، [أي تلك التي تستخدم للشعور بالملل لم تعد متاحة / متوفرة للعمل على اسئلة الامتحان، ولذلك يشعر الطالب بالملل أثناء أداء الامتحان بعد أن استنفذ كل موارده الذهنية على اسئلة الامتحان]. من ناحية أخرى، في حالة الشعور بالملل لأن مستوى التحدي في الامتحان أقل من اللازم [الأسئلة سهلة]، مع أن الموارد الذهنية منخفضة بشكل معتبر إلَّا أن هناك موارد ذهنية كافية للإجابة على اسئلة الامتحان على أي حال.

يجب أن يكون محتوى الامتحان مرتبطًا بواقع حياة الطلاب.

في هذه الدراسة، تم اختبار 1820 طالبًا ألمانيًا في الصفوف من الخامس إلى العاشر. ضُمنت أسئلة عن مستوى الملل، وما إذا كان تحدي الامتحان بالنسبة لهم أقل من اللازم أو فوق اللازم، والأهمية الشخصية لمحتوى الامتحان بالنسبة للطلاب مدرجة بشكل مباشر في الاختبار، بين أسئلة الامتحان المختلفة.

ومن نتائج الدراسة استطاع الباحثون أيضًا استنباط بعض التوصيات للمعلمين وأولياء الأمور. ”من أجل مقاومة الشعور بالملل أثناء الاختبار، يجب على المعلمين إعداد أسئلة الامتحان بطريقة ترتبط بواقع حياة الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن يكون مستوى تحدي أسئلة الامتحان أقل من اللازم أو فوق اللازم،“ يوضح باحث علم النفس التربوي توماس جوتز من جامعة فيينا، ”بإمكان أولياء الأمور أيضًا دعم أولادهم [فتيان وفتيات] بالبدء بنقاش مفتوح عن مستوى تحدي أسئلة الامتحان وما إذا كانت تحت أو فوق مستوى التحدي. خاصة في حالة إذا كان مستوي التحدي فوق اللازم في المدرسة، من المهم التفاعل معها بسرعة لتجنب شعور أولادهم بالملل وأيضًا لتجنب تبعات الملل السلبية الأخرى، مثل التردي المتفاقم في مستوى الأداء / النتائج.“

هذه الدراسة، وهي الأولى من نوعها في الشعور بالملل أثناء الاختبار، تفتح أيضًا مجالًا جديدًا تمامًا للدراسات في المستقبل. قدم الباحثون مساهمة مهمة لتوضيح التبعات السلبية للملل في المدارس. ”أثبت عدد كبير من الدراسات بالفعل أن ضرر الملل ليس مقصورًا على التعلم والأداء في الاختبارات فقط، بل أيضًا على الصحة العقلية «النفسية» والصحة الجسدية.“ من خلال دراستنا، نقوم الآن بتوسيع هذه النظرة إلى محور مركزي في الحياة المدرسة اليومية للأطفال والمراهقين. ألا وهو التركيز على دراسة الملل أثناء الامتحان، " كما يقول جوتز.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://ar.wikipedia.org/wiki/سأم

[2]  ”يمكن تعريف الملل على أنه عملية شعورية فريدة تتكون من أربعة عناصر: وجداني «شعور غير سار ومنفر»، ذهني «احساس بالزمن غير طبيعي، شرود الذهن»، دافعي «الرغبة في الانسحاب من الوضع الحالي»، وفسيولوجي / تعبيري «اثارة متدنية»، متثائب، التعب بادٍ عليه.“ نرجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://psycnet.apa.org/fulltext/2023-95297-001.html

[3]  https://psycnet.apa.org/fulltext/2023-95297-001.html

المصدر الرئيس

https://medienportal.univie.ac.at/en/media/recent-press-releases/detailansicht-en/artikel/surprising-study-results-students-are-bored-during-exams/