مال وأرقام
أعتقد أنه في وقتنا هذا لا توجد قاعدة ذهبية في عالم إدارة المال على مستوى الأفراد لا سيما مع سرعة تطور الآليات والمنتجات العضوية وغير العضوية للمشتقات المالية وباستمرار. وقد يلاحظ البعض أن مبادئ المدرسة القديمة قد لا تعمل الآن بذات الكفاءة السابقة وعليه يجب أن نكون أكثر مرونة في استقراء الواقع واستنطاق الأفضل مما يمكننا فعله في إدارة الموارد المالية إن وجدت ولو بعد حين.
هناك 11 قاعدة «إرشاد» تعتبر مرتكزاً للتمويل الشخصي الذاتي على المدى البعيد في حياة الفرد، سواء كان صاحب أعمال حرة أو موظف. وستساعد مستخدمها بفعالية على الحفاظ على كرامته المالية وتخطي الأزمات والطوارئ والنكسات من زاوية مالية:
هذه القاعدة ترصد عدد السنوات التي ستتضاعف فيها أموالك المستثمرة بناء على معدل العائد الذي تحققه بشكل سنوي. والفكرة هي أن يقوم صاحب الاستثمار بقسمة رقم ”72“ على العائد الذي يجنيه = عدد السنوات التي ستستغرقها مضاعفة رأس المال المستثمر. على سبيل المثال: إذا حصلت على فائدة 10% فتكون المدة اللازمة للمضاعفة:
72/10 = 7.2 سنة للمضاعفة
ستخبرك هذه القاعدة بعدد السنوات التي ستنخفض فيها قيمة أموالك إلى النصف. والآلية المقترحة هي قسمة رقم ”70“ على معدل التضخم = عدد السنوات التي بعدها ستنخفض قيمة أموالك إلى النصف في القوة الشرائية.
مثال: إذا كان معدل التضخم 6%
70/6 = 11.6 سنة
هذه القاعدة تعطيك توصية بمقدار النسبة المئوية من مدخراتك التي يجب عليك تخصيصها لسوق الأسهم أو للاستثمار. فعلى سبيل المثال إذا كان
عمرك = 30
إذن 100 - 30 = 70
وهذا يعني أنه يجب استثمار ما لا يقل عن 70% من مدخراتك في الأسهم «الأسهم المباشرة/صناديق الاستثمار المشتركة، استثمارات أخرى … إلخ»
ستخبرك هذه القاعدة بكيفية وضع ميزانية لأموالك عن طريق تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء.
50% للاحتياجات
30% للرغبات
20% للاستثمارات
وهناك كتب ومقالات في طريقة توزيع كل بند وإدارته بشكل حاذق. ولهذا القانون عدة مقالات نتطلع بإذن الله في تسليط الضوء عليها في قادم المقالات.
تذكر أنه كان عليك ادخار واستثمار 20% من دخلك. افعل ذلك في الشهر الأول، أي بمجرد استلام راتبك. لا تنتظر حتى تنتهي من تلبية جميع النفقات، بل هذب نفقاتك وأجل رغباتك. وهذا الأمر يجلب الانضباط في الاستثمار والإدارة المالية.
هي قاعدة إدارة الطوارئ وهي عبارة عن حجز مبلغ يعادل 6 أضعاف الدخل الشهري. وهذا المبلغ لا يمس بأي حال ومسخر لمعالجة أي ظرف طارئ قد يحدث في حياة الإنسان المهنية، سواء توقف تدفق المال الشهري أو انهيار الشركة التي يعمل بها أو التعرض للاستغناء عن خدمات الموظفين ومنهم هو.
شراء بوليصة التأمين على الحياة مرتبط بالمشاهير وموظفي بعض الشركات في بعض القطاعات الاقتصادية الرائدة. يقال في المدارس المالية أن غطاء التأمين على الحياة الخاص بك يجب أن يكون 20 ضعف دخلك السنوي. البعض قد لا يستطيع شراء بوليصة تأمين على الحياة، ولكن يستطيع شراء معظم حاجاته عبر بطاقات التأمين فيحظى بنوع من التأمين. مثال ذلك تذاكر الطيران.
بالإضافة إلى التأمين على الحياة، يجب أن يكون لديك تأمين صحي شامل، لا سيما عند بلوغك عمر المشيب. التكاليف الطبية في ارتفاع، وقد يكون الإنسان على بعد فاتورة مستشفى واحدة فقط من الإفلاس. لا تنتظر العبء المالي وقت الحاجة للمستشفيات وقم بتأمين صحتك اليوم إن لم يكن لك غطاء تأمين صحي. طبعا هناك دول تعطي غطاء صحياً شاملاً لمواطنيها في داخل أراضيها وهذا شي جدا جيد. إلا أنه في حالات السفر ينبغي أخذ الاعتبار بشراء بوليصة تأمين صحي.
ستخبرك هذه القاعدة بمقدار النسبة المئوية من دخلك التي يجب أن تذهب إلى دفع الأقساط الشهرية المتساوية لسداد القروض، وهي بحد أعلى 40% من دخلك، وقيل 30%? وقيل 33%?. تذكر تجنب أخذ الديون للأغراض الاستهلاكية فالديون قد تكتفك لمدة طويلة، وتعيق بلوغك حريتك المالية، وقد تفوت اقتناص فرص نادرة.
رجال التخطيط المالي في بيوت الاستثمار والبنوك يوصون بأنه يمكنك التفكير في التقاعد عندما يكون لديك أموال تعادل 25 ضعف نفقاتك السنوية. طبعا هناك عدة أنواع من التقاعد. التقاعد ما بين مبكر وغير المبكر وعلى من يبكر في التقاعد أن يراعي فارق التوقيت والاحتياجات والنفقات لضبط الحساب وتفادي المفاجآت.
تنص هذه القاعدة «الإرشاد» بأن مقدار الأموال التي يمكنك سحبها من مجموع مرود استثمارك وودائعك الادخارية يجب ألا تتخطى ما يعادل 4 %? عند تقاعدك. فلو فرضنا، أنك تقاعدت بعمر الستين سنة وأن مصاريفك السنوية = 100000
فإن المبلغ الذي سيُطلب منك لضمان التقاعد المريح هو:
100000× 25 سنة = 2.5 مليون ريال
وتكون الأموال مودعة في أنشطة اقتصادية أو نشاط اقتصادي ذو عائد مالي يفوق مصاريفك السنوية لضمان عدم تبخر رأس مالك مع مرور الوقت.
شخصيا، أرى بأن القاعدة الأولى والثانية أعلاه توضح لك أهمية الادخار مع الاستثمار يد بيد وبشكل ملازم مثل التوأم. أما الادخار الجامد دون استثمار نشط فلا خير فيه. وإن الاستثمار إن كان ضعيف المردود فإن التآكل للأموال المدخرة واقع له لا محالة. القاعدة الرابعة نجاح تطبيقها مبكرا تنم عن ارتفاع منسوب الانضباط وحسن تربية الرغبات في النفس والزهد عما لا يحتاجه الإنسان.
من الحديث أعلاه بالقواعد المذكورة يتضح أن استكشاف فرص الاستثمار ذات العائد المرتفع في الأسواق الناضجة يحتاج إلى الوغول فيه برفق وبصر وبصيرة ووعي وسرعة معقولة وعبر أشخاص / قنوات ثقة وأمينة ورسمية. والابتعاد عن Finfluencer والمهرجين والمغررين والطماعين والوصوليين والنصابين أمر ضروري لحفظ المكاسب.
المراجع: القواعد المذكورة أعلاه مجمعة من عدة مصادر متخصصة في شؤون إدارة الموارد المالية والاستثمار. وهناك تطبيقات متخصصة في توزيع الموارد المالية بطريقة احترافية.
تنصل 1: ما أوردناه ليس توصية، ولا يشمل أي تبني لأي توصية.
تنصل 2: إذا كان أحد القراء لا يؤمن بأي سوق مالية سواء سوق أسهم أو ودائع مالية، فهذا حقه ونقدر ذلك الحق وأن ما أوردناه من قبيل تناضح الوعي المالي.