دراسة أجريت على أكثر من 150 ألف شخص حددت جينات مقترنة بقوة بالتوحد وباضطرابات نمو عصبي أخرى
جهاز جبل سيناء الصحي، نيويورك، نيويورك
17 أغسطس 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 248 لسنة 2023
Study of More Than 150,000 People Identifies Genes Strongly Linked to Autism and Neurodevelopmental Disorders
مصدر الصورة: جامعة كارنيجي ميلون
اكتشاف ما مجموعه 252 جينًا له علاقة قوية بالتوحد، مما يزودنا بأفكار بشأن كيف تؤدي الطفرات الجينية إلى اضطراب النمو العصبي وتساعد في اكتشاف أهداف علاجية محتملة
كشفت دراسة جديدة في الجينات المسببة للاختلافات في النمو العصبي [1 - 7] عن أكثر من 70 جينًا نرتبطة بقوة بالتوحد، وأكثر من 250 جينًا لها علاقة قوية بهذه الحالة أيضًا. ويعد هذا التحليل هو الأكبر من نوعه حتى الآن، ويتضمن أكثر من 150 ألف مشارك، شُخص 20 ألف منهم بالتوحد.
تقدم النتائج النظرة الأكثر شمولاً حتى حينه عن أشكال متنوعة من التنوع الجيني [8] في التوحد وفي حالات اضطراب النمو العصبي [9] المحددة بشكل فضفاض. تسلط هذه الأفكار الضوء على نمو الدماغ والتنوع العصبي [10] على أساس الجذور الجزيئية mokecular للعملية، وكذلك توفر سبلًا جديدة للبحث في بيولوجيا التوحد في المستقبل.
هذه النتائج انبثقت عن تعاون ضم باحثين ومجموعات بيانات من كونسورتيوم تسلسل التوحد Autism Sequencing Consortium، ومبادرة مؤسسة سيمونز لدعم أبحاث التوحد، ومبادرة مؤسسة لوندبيك Lundbeck لأبحاث الطب النفسي التكاملي، وغيرها من المراكز البحثية الأخرى. تُعد هذه الدراسة تتويجًا لاستثمار قام به هذ الكونسرتيوم منذ عدة سنوات لإجراء تحليل جيني واسع النطاق لحالات اضطراب النمو العصبي ومشاركة مجموعات البيانات هذه عن التوحد بين أعضاء هذا الكونسرتيوم.
نشرت الدراسة الجديدة في مجلة نتشر جيناتكس [11] Nature Genetics، مع ثلاث دراسات ذات علاقة استخدمت بعض من نفس البيانات لتعزيز فهم الأساس الجيني للتوحد.
”نحن نعلم أن العديد من الجينات، عندما تتحور، تسبب التوحد، وفي هذه الدراسة غير المسبوقة، تمكنا من جمع أنواع متعددة من المتحورات في مجموعة واسعة من العينات للحصول على فكرة أكثر ثراءً عن الجينات والهندسة الوراثية المرتبطة بالتوحد. وغيرها من اضطرابات النمو العصبي.“ هذا يعد أمرًا مهمًا لأن أصبح لدينا حينها المزيد من الأفكار عن بيولوجيا التغيرات الدماغية التي تكمن وراء التوحد والمزيد من الأهداف العلاجية الواعدة، " قال المؤلف المشارك جوزيف د. بوكسباوم Joseph D. Buxbaum، مدير مركز سيفر للتوحد للأبحاث العلاج Seaver Autism Center for Research and Treatment في جهاز ماونت سيناي الصحي، وأستاذ الطب النفسي وعلم الأعصاب وعلم الوراثة وعلوم الجينوم في كلية إيكان Icahn للطب في ماونت سيناي.
في تحليل البيانات بقيادة المؤلف المشارك الأول مينشي بينغ Minshi Peng، طالبة الدراسات العليا السابقة في مختبر كاثرين رويدر Kathryn Roeder، برفسور الإحصاء وعلوم الحياة في جامعة كارنيجي ميلون Carnegie Mellon، قام الباحثون بدراسة التعبير الجيني أو مستويات النشاط الجيني الذي اكتشفوه في الخلايا العصبية البشرية المتطورة. لقد عرفوا أن الجينات المرتبطة في الغالب بتأخر النمو تميل إلى أن تكون نشطة في نمو الخلايا العصبية الأولى، بينما تلعب الجينات المرتبطة بالتوحد دورًا في الخلايا العصبية الأكثر نضوجًا. علاوة على ذلك، في تحليل أكثر من 20 ألف عينة من المصابين بالفصام، وجد الباحثون أن الجينات المقترنة بقوة بالتوحد كانت أيضًا أكثر احنمالًا للاقتران بالجينات التي تزيد من احتمال الإصابة بالفصام.
”تفيد هذه التحليلات باحتمال وجود عوامل وراثية مشتركة بين التوحد وغيره من الاضطرابات العصبية والنفسية“.
"اكتشافنا هذا أصبح ممكنًا ليس بفضل مجموعات البيانات الغنية بالمعلومات والواسعة النطاق في أبحاث التوحد والدراسات الوراثية السكانية [12] فحسب، ولكن أيضًا بفضل طرق التحليل المطورة حديثًا، مما سمح لنا باستكشاف الجذور الجينية لتباينات النمو العصبي بطرق جديدة. بالإضافة إلى الجهود الهائلة لاكتشاف الجينات في هذا المجال، فقد بدأنا في تحقيق تقدم في فهم أين ومتى وكيف تمارس هذه الجينات تأثيرها أثناء النمو العصبي. كما قال مايكل تالكوفسكي، مدير مركز الطب الجيني في مستشفى ماساتشوستس العام. ومدير مركز الطب الجينومي في مستشفى ماساتشوستس العام.
قال الدكتور بوكسبوم: ”الخلاصة المهمة هي أن لدى التوحد العديدمن الطفرات الجينية الكامنة وراءه، وبالتالي هناك ما يبرر إجراء فحوصات جينية، ليس فقط لصالح الأسر والأفراد المعرضين لاحتمال الإصابة باضطراب طيف التوحد، ولكن أيضًا كقوة دافعة لتطوير علاجات لهذه الحالات“. ”كلما تمكنَّا من تطوير علاجات، بناءً على الأهداف المحددة في هذه النتائج الجينية، كلما زاد عدد من نستطيع مساعدتهم، الأمر الذي قد يكون له وقع كبير على معالجة التوحد وتأخر النمو في جميع أنحاء العالم.“.