آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

خطباء واعدون ”الشبل الحسيني ملا مرتضى بن طاهر امسيبيح“

حسن محمد آل ناصر *

للقراءة الحسينية بصورها ومصائبها والأحزان والأحداث المتابعة لها كالندب واللطم والعويل جاء بعد مسيرة تاريخية كبيرة جدا عبر القرون، ولعل إقامة المآتم على أبي عبد الله الحسين أسوة بالنبي الأكرم صلوات الله عليه وآله حينما كان طفلا، كما ينقل لنا الخوارزمي في كتابة ”مقتل الحسين“ قال ولم يبق في السماء ملك إلا ونزل على النبي يعزيه بالحسن ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته والنبي يقول اللهم اخذل من خذله واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه. [1] 

مررتُ على قبرِ الحسينِ بـ «كربلا» ففاضَ عليهِ من دموعي غزيرُها

وما زلتُ أبكيهِ وأرثي لشجوِهِ ويسعدُ عيني دمعُها وزفيرُها

وبكّيتُ من بعدِ الحسينِ عصائباً أطافتْ به من جانبيهِ قبورُها

إذا العينُ قرَّتْ في الحياةِ وأنتمُ تخافونَ في الدنيا فأظلمَ نورُها

سلامٌ على أهلِ القبورِ بـ «كربلا» وقلَّ لها منّي سلامٌ يزورُها [2] 

وها نحن بصدد الكتابة عن خطيب واعد جديد في سلسلة ”خطباء واعدون“ الملا مرتضى بن طاهر بن محمد أمسيبيح، من سكنة القديح المحروسة ولد في عام 2007 م، وترعرع في كنف والدين صالحين ربياه على طاعة الله وحب أهل بيته سلام الله عليهم أجمعين، وترتيبه الخامس في العائلة بين أبناء وبنات، يمتاز بصوت شجي موفق في أدائه لديه حنجرة واعدة، يعتمد بالقراءة على القصائد العامية والفصيحة على حسب المناسبة كما يقول.

رحلة الدراسة:

يدرس في الوقت الحالي في ثاني ثانوي ومع دراسته النظامية ملتحق بالدروس الحوزوية ولظروف الأستاذة ”العلماء“ لسفرهم أو لنشغالهم فإن دراسته كانت متقطعة، ومازال يواصل اجتهاده في الدروس، رغم الصعوبة التي تلازمه من انقطاع، درس القرآن الحكيم في مركز دار الحوائج، ويتابع دراسته في اللغة العربية بكتاب التحفة السنية، ولوالدين الكرمين بذرة العطاء في نيل الخطى في سبيل خدمة سيد الشهداء .

بداية الخطابة:

منذ كان صغيرا يتمتم ببعض الأبيات الحسينية وإن لم تكن صحيحة إلا أنها كانت تطرح في نفسه تلك البيئة والأسرة والأقارب التشجيع المستمر، حتى يستمر ويواصل ما بدأ به فخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، يستمع ويحضر يوميا مجالس العزاء والاستفادة من الطرح، فخطيبنا الواعد متأثر بالشيخ الخطيب البارع عبد الحي قمبر والشيخ الخطيب الرائع سعيد آل ياسين.

ولحصوله على التشجيع وكما مر ذكره من الوالدين، فإن أقربائه أيضا ممن مد يد العون الكبرى ليحظى ببركة وخدمة أبا الأحرار مولنا الحسين ومنهم العلامة الشيخ مهدي العوازم والشيخ فايز العوازم، فبدايته الفعلية بالقراءة عندما كان في المرحلة المتوسطة حيث ارتقى المنبر صانع يقرأ ”المقدمة“ وما زال في طور التعلم يطور من نفسه حتى استقل لوحده مستعينا ببعض ممن سبقه لإعداد خطبته.

تعلم على يد ثلة من خطباء القطيف البارزين ومنهم: الشيخ علي آل زايد والشيخ حسن العوامي والشيخ محمد المشيقري والشيخ فايز العوازم والشيخ حسين الخيري، والشيخ عبد الله العرادي، وأول مجلس قرأ فيه مجلس الشيخ مهدي العوازم، ثم تعددت قراءاته في مأتم البتول في العوامية، وقرأ أيضا في سيهات وصفوى جعله الله في ميزان حسناته وممن يستفاد منه.

بعض من يومياته:

مهتم بمجالسة العلماء والفضلاء والتزود بأخذ من معين معرفتهم، يطمح أن يكون عالما خطيبا بارزا مثابر في دروسه من المطالعة والمذاكرة ليتمكن من الحفظ ليخدم العترة الزكية من آل بيت محمد ﷺ راجيا من الله الأعز الأجل أن تكون هذه الخدمة في ميزان حسناته، ويكون خطيبا بارعا مثلما يتمنى بحق أم البنين .


[1]  الفصل الثامن، مقتل الحسين ص 163، ج 1.

[2]  قصيدة لعقبة بن عمرو السهمي، تبلغ عشرة ابيات في رثاء الحسين وهي من الاوائل ان لم تكن الأولى في رثائه سلام الله عليه.