مشكلة الطالب دراسياً من هو المسؤول عنها؟
عدنا للمدارس مجدداً بعد انتهاء السنة الدراسية الماضية 1444 هـ، حيث مرت علينا أطول سنة في تاريخ التعليم في المملكة بحلوها، ومرها، بسلبياتها، وإيجابياتها، وما تركته على كل فرد منا كادر تعليمي، وطالب، وولي أمر، ومدى تأثيرها المباشر، وغير المباشر علينا.
ولو دققنا جيداً في سير السنة الدراسية، لو وجدنا أن الطلاب ثلاثة أصناف:
1 - طالب مجتهد، ومكافح، ومتفوق.
2 - طالب يهتم بجوانب ويهمل جوانب.
3 - طالب مهمل كثير من الأمور الدراسية.
ولهذه الظاهر أسباب كثيرة يمكن حصرها في التالي:
1 - الإهمال الدراسي، وعدم المتابعة.
2 - وضع الأسرة، ومدى ترابطها.
3 - مستوى الذكاء لدى الطلاب.
4 - تقصير المدارس في حل المشكلة.
وذلك وضع عام منتشر في مختلف دول العالم، ولكن فقط النسب تختلف بين دولة، وأخرى ما بين الاهتمام، والإهمال حسب استقرار تلك الدول، وقد تتبعنا كثير من الحالات فوجدنا أن أغلبها مشاكل أسرية؟
فلا يكون الهم فقط النجاح، ولو على حساب إهمال المهارات والسلوك لديه.
لكن الغريب في الأمر تلاحظ أن من يحصل على المتابعة، والاهتمام المستمر عندنا هم الطلاب المميزون،، بينما الطلاب المقصرون لا يجدون أي متابعة، واهتمام إلا بشكل محدود جداً من أسرته لا يكفي لعلاج ضعفه؛ مما يؤدي إلى زيادة المشكلة، والتأخر الدراسي معه.
وبالتالي يبقى هذا الوضع لديه، إلى سنوات قادمة، فتزداد المشكلة سوءا، وتتفاقم مع تراكم المهارات المختلفة في كل مادة خاصة المواد العلمية، والتي تشكل حملاً ثقيلاً عليه مستقبلاً، فيجد الطلاب أمامه جبلاً من المهارات يصعب استيعابها.
بيننا تجد أن الطلاب المميزين، ليس عندهم أي مشكلة دراسية، أمورهم تكون في السليم، وتسير بشكل ممتاز من بداية تعليمه في الروضة، وحتى المرحلة الجامعية لوجود متابعة، ومساعدة من أسرته طوال سنواته الدراسية، وإن تعثر في بعض المواد لكن لا تجد مشكلة واضحة لديه.
وهناك مشكلة كبيرة لدى بعض الطلاب، خاصة ضعاف المستوى، وهي أنه مع المدة يقتنع، ويقبل أن مستواه ضعيف، وغير جيد ولن يتطور مع الأيام؟ لكونه لا يجد من يقف بجانبه، ويسانده، فيعيش وضع نفسي محير، وغير مدرك لوضعه، وقد لاحظنا ذلك في الحديث مع بعضهم على انفراد.
في الوقت نفسه تجد العكس تماماً عند بعض الطلاب والطالبات فتجده يتجه، للانحراف السلوكي، والميل للاعتداء، والانتقام من زملائه، والسير في طريق الفوضى، والمشاكل، والغيرة فلا يرضى بأن يظل مهمشاً لا وجود له، ولماذا غيره يتفوق، وهو فاشل؟
ولكي تحل هذه المشكلة نحتاج جهوداً كبيرة، وجبارة من جميع الأطراف ومنها:
1 - أولاً دراسة حالة الولد الأسرية، والنفسية.
2 - التعاون، والترابط ما بين البيت، والمدرسة.
3 - وضع دروس تقوية له تعالج المهارات القديمة لديه أولاُ.
4 - التواصل ما بين المعلم، وولي الأمر، والطالب بشكل خاص.
وإن لم يتم حل مشكلته بالكامل، لكن على أقل تقدير التخفيف أو حل جزء منها، وقد تأتي بالنتائج المرجوة لاحقاً في المرحلة المتوسطة، والثانوية، وبالتالي قد لا يكون جاهزا إلا في المرحلة الجامعية، والتوجه فيما بعد إلى سوق العمل.
ورسالتي للوالدين هي، أنه لا ينبغي اليأس من وضع الأبناء مهما كان حالهم؛ لأنه تعالى أودع في الإنسان طاقات متعددة، فقد تكون مواهبهم الحقيقية مهنية، وغير دراسية وظلت معطلة، ومهملة فترة طويلة من عمره ينبغي استغلالها قبل فوات الفرص؟
وفق الله تعالى أبناءنا في مستقبل حياتهم.
والسلام خير ختام،