الأنسنة والكراهية
مهما بلغت قوة اندفاع تيار أنسنة الحب بين الناس ستبقى الكراهية حاضرة في دنياهم. هكذا هي طبيعة الدنيا منذ الخليقة. لا بد في مقابل هابيل المسالم من وجود قابيل المعادي. مقابل هابيل المصالح والمتصالح لا بد من حضور قابيل المخاصم والمنازع. ومقابل هابيل الحاب والمحب والمتحابب هناك دوماً قابيل الكاره والمتكاره.
وجهان للطبيعة البشرية. مقابل الأنسنة هناك الشيطنة. مقابل تيار أنسنة الحب والبشر يحضر على الدوام تيار شيطنة الناس والكراهية. مقابل فطرة الإحسان والخير توجد نزعات للإساءة والشر. مقابل حب السلام والمودة توجد نزعات الرغبة في السيطرة والطغيان. وبالتالي هناك تياران في الحياة أحدهما يعمل لأخذ البشر نحو أنسنة الحب وآخر يجرهم لمهالك الكراهية.
فعالية الكراهية تبدأ بحضورها كنزعة، قد تنطلق في أي مرحلة عمرية، عند الفرد نفسه، ثم تتعداه إلى محيطه ومجتمعه. منذ الطفولة تتشكل في الشخص مستويات الكراهية وامتداداتها، كمونها أو ظهورها، لينها أو شراستها في الفرد حسب بيئته وسياقاته الاجتماعية والتعليمية، وبالتالي، وبذات التموج وارتداداتها من الفرد لمحيطه، تحدث الكراهية في الجماعات مع أسباب وظروف أخرى مساعدة.
لذلك لا بد للواحد منا، في جميع مراحله العمرية، أن يكون لديه رادع ذاتي يصد الكراهية ويحول بينه وبين استمرارها وتوسعها ليتمكن من عيش الحب والمحافظة على أنسنته. يتشكل هذا الرادع من مجموعة متداخلة من التأثيرات التي تبني جدار وقاية من الكراهية، مثل: حسن الظن وإيجابية التفكير والنظر إلى الآخرين، الارتباط الوثيق بجوهر الدين وروحه الذي يعزز الحب، الاستقامة الأخلاقية مع النفس والغير بالحب، التربية على الحب والمحبة تجاه النفس والآخرين في الأسرة والمجتمع، وغيرها، جميعها تمثل آليات لردع الكراهية وطردها.
في المقطع القصير المرفق فائدة من زاوية مكملة بعنوان ”لماذا نكره؟ كيف تتخلص من الكراهية في دقيقة“: