حياة الخطيب الشرفاء.. بين المنبر والسعي في التزويج
ولد الخطيب الحسيني السيد تقي بن سيد إبراهيم الشرفاء «المتوفي 10 شوال 1422» بالخويلدية في سنة 1330 هـ كما هو مدون في بطاقته الشخصية، وترعرع في أحضان عائلة درجت على الصلاح وعرفت به.
له ما يربو على العشرة من الإخوة والأخوات وهم: السيد باقر، السيد محسن، السيد جعفر، السيد إسماعيل، السيد مهدي، السيد محمود، السيد علي العباس، معصومة أم عبدالله صويلح، خاتون أم علوي «أبو زكي» زوجة سيد كاظم الشرفاء، طيبة «أم علي» زوجة ملا عبدالله آل نتيف، فاطمة، أم علوي عواد.. زوجة سيد موسى المحسن.
وله من الأبناء والبنات سبعة هم: سيد شرف، سيد حسين، علوية أم سيد محمود، وزكية «نجيبة» أم صادق، حسينية أم سيد زيد، خاتون زوجة علي النجار، معصومة زوجة حسن السعيد.
تعلم الخطابة الحسينية على يد أخيه الأكبر السيد محمود «جد المرحوم عبدالله جواد المرهون لامه». ومارس الخطابة الحسينية أكثر من 65 سنة، حيث ارتقى المنبر الحسيني في بلدات القطيف الخويلدية، التوبي، أم الحمام، عنك، والقطيف، العوامية، الملاحة، المدارس والقلعة وكذلك في منزل الشيخ منصور البيات الذي أعجب بصوته.. كما زاول الخطابة في الأحساء لسنتين والجبيل والعراق وسوريا، وكان مجلسه مميزا كونه مألوف الطريقة عند الزوار.
عرف بالتزامه بمواعيده التي يقطعها للقراءة الحسينية، وإن كانت الأمور معاكسة وغير مؤاتية.. وقد سمعت عن ذهابه ليلا للقراءة في قرية التوبي مع ما يبعثه الليل من رهبة وحيرة، وخلو الطريق من المارة من وحشة وخوف.
أدركت شيئا من حياته الأخيرة، حيث كان جارنا الملاصق لبيتنا، ويخصنا بقراءة المناسبات الدينية، خصوصا في ليال الناصفة، النصف من شعبان والنصف من شهر رمضان، حتى إن بعض الأبيات التي يقرؤها صارت حبيسة الذاكرة.. خصوصا تلك التي نقلها البكري في كتابه ”: الأنوار ومفتاح السرور والأفكار في مولد النبي المختار“، وهو الكتاب الحاضر دائما وأبدا في المناسبات المبهجة كالأعراس ص 191. والتي يعرفها الجميع ويتذكرون بيتها الأول على أقل تقدير:
سلام سلام سلام سلام
سلام عليكم فردوا السلام
سلام على أهل هذا المقام
ما جن ليل وناح الحمام
سلام عليكم أتيناكموا
نهنيكم اليوم بهذا الغلام
ونقرى وندعو لكم جميعا
وعيد مبارك عليكم تمام
يمتاز السيد تقي بخفة الظل، ورواية القصص والمواقف الطريفة، فيدخل على جلسائه السرور، وترتسم على وجوههم البسمة، حتى إن بعض هذه الطرف والقصص لازالت حاضره، تروى ويعاد ذكرها لما فيها من الأنس والترويح عن الخاطر فهو جميل الأحدوثة حلو المعاشرة، تهش إليه الأنفس، وترتاح لمجالسته وسماع حديثه، وهي واحدة من صفات الأخيار التي أشارت إليها الأحاديث، كما ورد عن رسول الله ﷺ: «المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس».
مارس دوراً اجتماعياً مهماً بالإضافة للخطابة الحسينية، فقد كان رحمه الله يقوم بدور وسيط الزواج، فتمت على يديه مئات الزيجات في بلدات القطيف، كما كان يرعى عمليات الإصلاح بين الأزواج المتخاصمين، ويحض على الزواج من الأرامل والمطلقات ورعاية أطفالهن، وهو الأمر الذي كان يجبره على استئجار من يوصله إلى هنا وهناك، والتنقل بين مختلف القرى بشكل يومي، حتى إنه كان يخسر نصف أجرته وأكثر، وربما خسر جلها كما نقل أكثر من مرة.. ومع ذلك استمر في عمله الاجتماعي الذي عدته الروايات من أفضل القربات لله عز وجل كما روى الحر العاملي في وسائل الشيعة.. ج 20 ص 45 - عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله قال: «من زوج أعزبا كان ممن ينظر الله إليه يوم القيامة».
«24993» 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله قال: قال أمير المؤمنين : «أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما».
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب «1»، وكذا الذي قبله.
«24994» 3 - محمد بن علي بن الحسين في «الخصال»: عن أبيه، عن سعد، عن أحمد ابن أبي عبد الله، عن النهيكي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر قال: «ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سرا».
«24995» 4 - وعن حمزة بن محمد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله قال: «أربعة ينظر الله إليهم يوم القيامة: من أقال نادما، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوج عزبا».