آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

المهندس السماعيل: أسعى لاستكشاف المواقع المرتبطة بالنبي (ص).. والسياحة الداخلية تطورت

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الأحساء

اشتهر الناشط الاجتماعي المهندس صالح السماعيل، بحبه للعمل الاجتماعي والتطوعي في مجالات متعددة، ورحلاته السياحية الاستكشافية داخل المملكة، وتوثيقها عبر قناته في ”يوتيوب“ للتعريف بها.

وأكد السماعيل في حواره مع صحيفة ”جهات الإخبارية“ أن الفريق المصاحب في الرحلات هو أهم أسباب النجاح، وأنه يواجه الكثير من الصعوبات خلال رحلاته، يوضحها لنا، فإلى نص الحوار:

ما هي أبرز هواياتك؟

حب السفر، واستكشاف الأماكن الجديدة، والقراءة، ولذلك أسعى وأبحث عن كتب التاريخ والسياحة والآثار.

وماذا عن دوافعك للتطوع؟

تطوير الذات من خلال زيادة الخبرة والمعرفة والمهارات، خاصةً أن العمل التطوعي يعني حب العطاء، والخير، والعمل الإنساني، ولعب دور فعال في المجتمع، إضافةً إلى التفاعل الاجتماعي وتكوين أصدقاء جدد، والانخراط بمختلف المؤسسات المجتمعية والتعرف عليها عن قرب، وزيادة الثقة بالنفس.

ماذا عن رحلاتك الاستكشافية؟

تأتي الرحلات نتيجة طبيعية لقراءاتنا واطلاعنا على بعض معلومات عن ذلك الموقع، وإصرارنا على الوقوف على تفاصيل ذلك الموقع عن قرب، ومن هنا يأتي دافع المغامرة والسفر،

وما هي أهم أسباب النجاح؟

”الفريق المصاحب“، والذي يبدي الكثير من المرونة والتعاون والانسجام، والهمة العالية والعزيمة وتحمل المشاق والصعوبات لديه، وعادة لا تكون رحلاتنا عشوائية بل نخطط لكل شيء ونضع جدول مكتوب ونحاول قدر المستطاع التقيد به لننجز أكثر.

كيف ومتى بدأت تلك الهواية؟

بدأت هذه الهواية قبل 30 سنة تقريبًا، حيث كنت مُتعلقًا بقصص وروايات المصطفى ﷺ واتتبع ما تبقى من الآثار لأرويها للأبناء والمرافقين ومن هنا جاءت فكرة الرصد والتوثيق.

وكيف تتجهزون لتلك الرحلات؟

الفريق مجهز بجميع المعدات التي نحتاجها في السفر، سواء من لوازم المبيت في البر، أو الطبخ، أو لوازم السلامة للسيارة، وتعلمنا هذه التقنيات بعد خوضنا تجربة السير على الأقدام في طريق الحج العراقي القديم والمعروف بدرب زبيدة، وهذه التجربة أكسبتنا الكثير من المهارات وخاصة كيفية التأقلم مع أجواء البر.

كيف تختار المحطات التي تزورها؟

لن نتحدث بالطبع عن أهمية الآثار من الناحية التاريخية، الاقتصادية، الاجتماعية أو السياحية فهذا يحتاج إلى موضوع متخصص، ولكن يمكننا القول إن الآثار تُعطينا فكرة عن الحِقب التاريخية القديمة وشكلها، وطبيعتها، وعن طبيعة حياة الأجيال التي عاشت فيها يوماً ما،

ولن ننسى بأن جزء نفيس من بلادنا الغالية اكتحلت الجبال والأودية والمعالم برؤية النبي ﷺ وبارك في تلك الأماكن لوقوفه عليها.

هل هناك مناطق أو معلومات تريد إيصالها؟

لم تكن السياحة الداخلية بالنسبة للمواطن ذات أهمية خاصة في السابق، ولكن في الآونة الأخيرة بدأ المواطن والمقيم على حد سواء بالسؤال والوصول إلى مواقع لم تكن يومًا في جدوله.

وما هي نصائحك لهم؟

أنصح نفسي وبقية السياح بالاستعانة بالدليل والمرشد السياحي، خاصة للمناطق الجديدة والبعيدة، والتي قد تشكل نوعًا ما خطورة على السياح، لبعد الموقع، وعدم جاهزية الطرق لتلك المواقع، وهناك في بلادنا الحبيبة الكثير من المواقع الأثرية والسياحية التي تستهوي الكثيرين وخاصة المواقع التي ارتبطت بالحبيب المصطفى ﷺ.

ماذا عن أصعب المواقف التي واجهتك؟

لا بد أن يواجه السائح الكثير من المواقف الصعبة وأحيانا أخرى الطريفة منها فعلى سبيل المثال، كنا نبحث يوما ما عن ”رحى أبوزيد الهلالي“ ولم يكن لدينا المعلومات الكافية فيما يخص الموقع أو إحداثياته، ولذلك أكثرنا السؤال لنستطيع للوصول له، وآخر شئ تبين لنا أن الرحى تقع في قرية العبلاء «بيشة»، عندما وصلنا إلى القرية لم نجد أحد لنسأله عن الموقع الذي نبحث عنه، وبعد السير في شوارع القرية وجدنا شخصًا من بعيد فذهبنا له مسرعين بالسيارة وسلمنا عليه وسألناه عن موقع الرحى، فأفاد بأننا لا نستطيع الوصول لوعورة الطريق وأن سيارتنا لا تستطيع المرور في ذلك الطريق حتى وإن كانت دفع رباعي، حاولنا مع هذا الشخص حتى أننا قلنا له نحن من هواة المشي وسنقطع المسافة سيراً على الأقدام ولكنه تمنع من أن يدلنا على الطريق، فقررنا أن نبحث عن شخص آخر ليرشدنا إلى الهدف ولكن لا يوجد أحد بالقرية، وبعد البحث وجدنا شخص من بعيد فذهبنا له مسرعين قبل أن يختفي وإذا يتبين بأنه نفس الشخص الأول، فقال ألم ترجعوا! فقلنا له بأننا عازمون على الوقوف على موقع الرحى فقال؛ يتراءى لي بأنكم أُناس طيبين ولذلك سأساعدكم، عندها قام بالإشارة إلى جهة جبل العبلاء، وقال بأن الرحى تقع تحت الجبل.

موقف آخر عندما كنت ذاهب للوقوف على مكان موقعة أو غزوة كركرة الكُدر في صحراء المدينة المنورة، وإذا بإبني عبدالله يصيح علي بأن أمامنا بحر ك، فقلت له هذا أكيد سراب لأننا في الصحراء وإذا به يُصر على أن أمامنا بحر، فعلاً خففت من سرعة السيارة وإذا أمامنا مباشرة بحيرة ضخمة جداً لم نستطع تحديد مساحتها، الحمدلله الذي كان معي ابني عبدالله لينبهني بالخطر أمامنا.

وفي موقف آخر عندما كنت أبحث عن فوهة بركان في حرة رهاط بالمدينة المنورة فصعدت مع ابني عبدالله الجبل الأول ولم نجد شئ وصعدنا الجبل الثاني ولم نجد الفوهة وصعدنا الجبل الثالث فقال عبدالله ابني لا يوجد شئ بهذه المنطقة «طبعاً التعب أخذ منه مأخذ ولذلك علق بهذه الملاحظة»، فحفزته على الوصول إلى الهدف وفعلاً وجدنا فوهة البركان بالجبل الرابع.

هل تواجهون مخاطر خلال الرحلات؟

بالتأكيد توجد مخاطر لمثل هذه الهواية، فنحن نزور أماكن مقطوعة وأحياناً في قلب الصحراء ولذلك يجب أن نتهيأ لجميع الاحتمالات.

في السابق عندما لم توجد خدمة الثريا، كّنا نتصل على الأصحاب ونعطيهم إحداثيات موقعنا الحالي واحداثيات الموقع الذي سنزوره، ونطلب منهم التواصل مع جهات مُعينة في حالة عدم اتصالنا عليهم بعد ثمان ساعات مثلاً.

وكيف تحصلون على معلومات بشأن هذه الأماكن؟

توفير المعلومات اجتهاد شخصي، وقد يصعب أحيانًا الحصول على المعلومة المطلوبة، ولذلك قد يستدعي الأمر الرجوع إلى أمهات الكتب، أو الكتب القديمة لمعرفة تفاصيل وأحداث الموقع.

تتماشى صورك مع الشخصيات التاريخية، فكيف تستعد لذلك؟

بالنسبة لتقمص الشخصيات فلعلها كما أعتقد دافعًا لتحفيز الآخرين لمتابعة المقاطع، وقد حاولت مرارًا أن أتحدث بغير الفصحى فلم أُفلح، فصرت مثل الذي ضيع مشيته، أجد الحديث بالفصحى أسهل منها لغير ذلك، مع أنني لا أجيد الفصحى كثيراً، ولكني أجتهد قدر استطاعتي. وبالطبع ذلك يتطلب بعض الجهد لترتيب المونتاج المطلوب من حيث الملبس والجو بشكلٍ عام كوني أنا الممثل والمصور والكومبارس والمنتج والمخرج وخلافه.

هل لوظيفتك كمهندس دور في دفعك للاستكشاف؟

نعم بالنسبة لي أعتقد بأن هناك ربطًا غير مُباشر بين الوظيفة والهواية التي مارستها، فعملت على مدى سنوات في الصحراء لتتبع أعمال الحفر، وصيانة الآبار والتي عادة تستمر لأيام طويلة، وهذا جعلني أعشق حياة الصحراء.

هل تنوي تفعيل هوايتك في أمور سياحية؟

فعليًا بطريقة غير مباشرة تم تفعيل الهواية للتسويق للسياحة عبر تطبيق ”أطلس“،

الحقيقة التطبيق لا يُغني عن المرشد السياحي، ولكنه أداة فاعلة للمواقع التي تكون بالمدن ولكن الأماكن البعيدة وفي الصحراء فيتوجب الاستعانة بذوي الاختصاص تفادياً للمخاطر غير المتوقعة، وفي نفس الوقت لتسهيل عملية الوصول إلى الهدف.

ماذا عن طموحاتك المستقبلية؟

طموحاتي كثيرة منها أن أقف وأرصد الكثير من المواقع المهمة في بلادنا الحبيبة، وأهم طموح لدي الآن تدوين هذه المعلومات في كتاب.

لماذا تنشر البعثات الدراسية للطلاب؟

لأني أحد أعضاء فريق ”آفاق المستقبل“، والذي تبنى إرشاد الطلاب والطالبات إلى اختيار التخصص المناسب، وكذلك الجامعة المناسبة، بعد تأدية اختبار قياس الميل، فقد وضعنا كفريق في مقدمة المتطوعين لإرشاد الطلاب المبتعثين والإجابة على استفساراتهم.

كيف ترى الصلة مع فريق ”إكسبلور“ السياحي؟

صلتنا بفريق ”إكسبلور“ كبيرة، فقد كان هناك تعاون بيننا لمشروع مساعدة الطالبات في اختيار التخصص، وكذلك مشروع زيارة معرض الجامعات الدولي، ولا يزال التعاون قائمًا كلما سمحت الفرصة.

وما هو دورك في مشروع الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي؟

أنا أسميه بقربان المتقين لأنه شعيرة فُرضت من قبل الباري تعالى في زمن محدد ومكان مُعين، أما بالنسبة لمشروعنا فلقد آمنت قلة من أفراد مجتمعنا الطيب بفكرة الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي قبل ما يربو على العشرين عام ”عقدين من الزمن“.

كانت قلوب الحجاج آنذاك تتألم وتتحسر لما تؤول إليه لحوم الهدي حيث لم توجد آنذاك آلية مؤسساتية للاستفادة منها، لتجنب هدر هدي الحجاج، وتلوث البيئة جراء حرق ودفن لحوم الهدي الغير مستفاد منها البتة، ولأن عجلة الحياة المدنية المتسارعة لا تنتظر أحداً كانت الحاجة لوجود مثل هذا المشروع ملحة من أجل توحيد الجهود، ورسم السياسات الخاصة بعقلية مثقفة معاصرة ذات أبعاد إيمانية، وشعور وطني يصب في النهر الإنساني!.

​​