آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

عقوق الوالدين الخفي

ناجي وهب الفرج *

قد يغفل الأبناء عن أمور غاية في الأهمية فيما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بينهم وبين والديهم، وقد يظن البعض منهم أن هذه العلاقة منحصرة بالشكليات كالقيام بطبع قبلة على رأس، أو تقبيل يد، أو تقديم باقة ورد، أو هدية في الأعياد عند القيام بزيارتهم لمعايدتهم، وإن كان ذلك حسنًا ومطلوبًا بحد ذاته إلا أنه لا يمثل إلا جزءًا يسيرًا من مصاديق البِّر والإحسان إليهم والرفق بهم كما أمر الله جلَّ وعلا وأراده أن يكون.

ومما لا شك فيه إنَّ بِرَّ الوالدين والحرص على الإحسان إليهما، من أفضل القربات، وأشرف الأعمال. ولذلك ورد ما ورد من الحثِّ عليه، والترغيب إليه. قال الله سبحانه: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . [الاسراء -24] وقال عزَّ من قائل: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا . [النساء - 36]

وقال رسول الله ﷺ: ”بِرُّ الوالدين أفضل من الصلاة والصوم والحج والعمرة والجهاد في سبيل الله“. وقال ﷺ: ”من أصبح مرضيا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة“.

قد يقوم الأبناء ببعض الممارسات والأفعال التي تدخلهم في دائرة وحكم العقوق للوالدين بقصد منهم أو بدون قصد، كالنظر لأبيه أو أمه نظرة مناجزة وتحدِّي، فقد ورد عن الإمام الصادق أنه قال: ”لو علم الله شيئًا هو أدنى من أفٍّ لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق. ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما“، أو مَن يرى الأب وهو في احتياج لمن يساعده في حمل شيء من الأغراض أثناء قدومه من الخارج، فتجد الأبناء منشغلين هذا بجواله، وهذا بمشاهدة التلفاز، وتِلْكَ منشغلة بتزيين نفسها استعدادًا للخروج.

ينبغي على الأبناء مراعاة شعور الأبويين وعدم جرح مشاعرهم والتعالي عليهم في السِّر والعلن، فالدنيا دوارة كما يقال وكما تدين تدان؛ فما عملته مع أبويك ستراه من أبنائك طال الزمان أو قصر.

العقوق في اللغة هو مصدر عقَّ، وعقوق الابن: عصيانه ومخالفته، وعقوق الوالدين بمعنى قطعهما وجحودهما ونسيان فضلهما، وأصل الكلمة من «عقّ»، والعق: هو الشق أو القطع، وإليه يرجع عقوق الوالدين وهو قطعهما، لأن الشق والقطع لهما نفس المعنى، وعقَّ والديه أي عصاهما وأغضبهما ولم يحسن إليهما، وضده البر.

أما معنى العقوق في الاصطلاح فهو كل ما يوجب الأذى للأبوين قولاً كان أو فعلاً، وعدم الإحسان إليهما وإغضابهما.

لعقوق الوالدين صور كثيرة تتمثل في إيذاء الوالدين وتحزينهما بالقول والفعل، ونهرهما وزجرهما، ورفع الصوت عليهما، والتأفف من أوامرهما، والعبوس وتقطيب الجبين أمامهما، والنظر إليهما شزراً، وعدم الإصغاء لحديثهما، وشتمهما، وذم الوالدين أمام الناس، وتشويه سمعتهما، والمكوث طويلاً خارج المنزل مع حاجة الوالدين وعدم إذنهما للولد في الخروج، وتمني موتهما، أو إيداعهما دور العجزة، والبخل عليهما والمنة، وانتقاد الطعام الذي تعده الوالدة. ومن صور العقوق أيضًا إدخال المنكرات للمنزل، أو مزاولة المنكرات أمامهما، والتعدي عليهما بالضرب أو القتل والعياذ بالله، وإثارة المشكلات أمامهما إما مع الإخوة، أو مع الزوجة.

ولمعرفة أسباب العقوق فهي أما أن تكون أسبابًا ناتجة من الأبناء أو أسبابًا ناتجة عن الوالدين نفسيهما، أما فيما يتعلق بالأسباب التي تأتي من بالأبناء فتكون في جهل هذا الابن لما قد يترتب عليه من عقوقه لوالديه من العواقب الوخيمة سواءً كانت الدنيوية منها أو الأخروية، وما يجهله من فضائل البر العظيمة، وتؤثر الصحبة غير الصالحة على الابن فتكون وسيلة لتعليمه أخلاق غير حميدة، ومنها إيذاء الوالدين وعقوقهم. عدم الاهتمام بمشاعر الوالدين؛ فالابن والابنة لم يُجرّبوا شعور الأبوّة أو الأمومة، وبالتالي لا يشعرون بما يصيب آباءهم عندما يُغضبوهم أو يبتعدوا عنهم.

وهناك أسباب للعقوق يكون فيها الآباء هم السبب في نشوء العقوق لهما من الأبناء، كالتربية غير السليمة للأبناء؛ فيربّي الآباء أبناءهم على أخلاقٍ وقيمٍ بعيدة كل البعد عن معاني البر والتقوى التي تجعل منهم أبناءً صالحين بارّين بوالديهم، وقد ترى الآباء يعلّمون الأبناء سلوكاً حسناً وهما لا يفعلانه، والتمييز بين الأبناء؛ فهو يساهم في إيقاع الكره والبغضاء والشحناء في نفوس الأبناء، ويدفعهم إلى كره وبغض معاملة الوالدين ومقاطعتهما، كذلك عدم إعانة الآباء لأبنائهم على البر؛ فالأبناء يحبون التشجيع إذا أحسنوا لوالديهم، فربما قصّروا في البر إذا لم يجدوا الدعاء والمعونة من والديهم. عدم تقوى الله في حالات الطلاق والانفصال؛ إذ يحرّض كل من الأبوين أولادهما على الآخر، فيكون الوالدان سبباً في عقوق الأبناء لهما.

ويعد عقوق الوالدين من أكبر الكبائر في ديننا الإسلامي، فقد قال ﷺ: «أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ»، وعندما أمر الله - تعالى - بتوحيده وعبادته جعل برّ الوالدين مقترناً بذلك، فقال تعالى: «وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا»، وقد حذّر الله - تعالى - من عقوبة عقوق الوالدين وإهمال حقوقهما، وهناك آثارٌ وأضرارٌ كبيرةٌ تترتب على ذلك، ومن ضمن هذه الآثار المترتبة على الابن العاق ما يأتي: الضيق وانعدام الطمأنينة بالعيش، واستياء حال الأسرة بسبب عقوقه. استصغار الناس له، وذلك لأنه لم يكن فيه خيراً لأقرب أهله، فلا يرجو الناس منه خيراً قط. انعدام النجاح والفلاح في حياته الدنيا، خاصةً في التعامل مع الناس، وذلك لأن الناس ينفرون ويبتعدون عمّن يُنكر الجميل، ومن يتجاهلهم، ولا يهتم بمصالحهم، ويتعامل معهم بأنانية، فمن كانت القسوة في قلبه لم يهنأ في حياته. دعاء الوالدين على ولدهم، ومعلوم أن دعوتهما مستجابةٌ، فقد ورد في الحديث قول رسول الله ﷺ: «ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ دعوةُ المظلومِ ودعوةُ المسافرِ ودعوةُ الوَالِد على وَلدهِ».

يعد بر الوالدين من أعظم القربات لله عزّ وجل، وأرقى الطاعات التي أُمرنا بالقيام بها، وحكمه الوجوب، ومن الأدلّة الواردة في ذلك: أن الله - تعالى - قرن عبادته وتوحيده ببرّ الوالدين؛ فقال تعالى: «وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا»، وبر الوالدين والإحسان إليهما مما أمر به المولى - عز وجل -، قال تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، لكن طاعة الوالدين تكون في غير معصية الله، فإنه لا معصية للخالق بطاعة لمخلوق. مظاهر بر الوالدين وأهميته يعرّف بر الوالدين لغة واصطلاحاً بما يأتي: بر الوالدين لغة: البرُّ: الخير والفضل، وكثرة الإحسان، يقال: بر الرجل، يَبَرُّ براً، فهو بَرٌّ، وبَارٌّ: أي صادقٌ أو تقيٌّ، وهو خلاف الفاجر، وجمع البر: أبرار، وجمع البار: بررة، والبرُّ: ضد العقوق. أما بر الوالدين اصطلاحا: هو الإحسان إلى الوالدين، والعطف عليهما، واللين لهما في القول والفعل. ومن صور بر الوالدين طاعتهما فيما يأمران به، والتأدّب معهما بتقبيل أيديهما، ومحبّتهما، واللطف في التعامل معهما، وأن يناديهما ابنهما بما يفضّلان ويحبّان، ولا يمشي أمامهما، ويصبر على ما يكره مما يصدر منهما، ولا يختص بر الوالدين بكون الأبوان مسلمان، بل حتى ولو كانا كافرين يبرّهما ويحسن إليهما، ومن أوجه برّ الوالدين صلتهما وصلة رحمهما وأصدقائهما وأحبّتهما، فقد قال ﷺ: «إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ»، وإن كان الابن متزوجاً فعليه أن يوازن بين واجباته فلا يشغله اهتمامه بزوجته وأبنائه عن والديه وخاصة في الكبر. وقد وردت كلمة الوالدان في القرآن الكريم في أربعة عشر موضعاً، والبر في ثمانية مواضع، وذكر لفظ الأبرار في ستة مواضع، ومن المواضع التي أمر الله بها ببر الوالدين والإحسان إليهما قوله سبحانه تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: ”ثلاث آيات نزلت مقرونةً بثلاثٍ، لا يقبل الله واحدةً بدون قرينتها“: أما الأولى: فهي قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ»، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه. وأما الثانية: فهي قول الله تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ»، فمن أقام الصلاة وضيّع الزكاة لم يقبل منه. وأما الثالثة: فهي قول الله تعالى: «أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ» فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه. فضائل بر الوالدين إن لبر الوالدين فضائل وثمرات كثيرة منها بر الوالدين من أسباب دخول جنات النعيم، قال ﷺ: «رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ».

بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى، فقد رُوي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: «سَأَلْتُ النبيَّ ﷺ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي». بر الوالدين سببٌ في بركة العمر والرزق، قال ﷺ: «لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العمُرِ إلَّا البرُّ» بر الوالدين سببٌ لمغفرة الذنوب ورضا الله - تعالى - على العبد، وسببٌ لاستجابة الدعاء، فقد قال سبحانه: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا»، ثم قال في الآية التي تليها: «أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ»، ومما دل على أن بر الوالدين سببٌ في قبول الدعاء؛ قصة الذين دخلوا الغار، فوقعت صخرة من الجبل عليه فأغلقته، فأصبح كل منهم يتذكر عملاً صالحاً فعَله فيدعو الله أن تنفرج به الصخرة، وكان من بينهم رجلٌ بارٌّ بوالديه ويحرص عليهما ويؤثرهما على نفسه، فكان تقرّبه ودعاؤه ببره لوالديه سبباً من أسباب انفراج الصخرة عن ذلك الغار. استجابة دعاء الوالدين لأبنائهم بالخير، قال ﷺ: «ثلاثُ دَعواتٌ يُستجابُ لَهُنَّ لا شكَّ فِيهِنَّ: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافِرِ، ودعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ». صلاح أبناء البارّ وبِرهم به في المستقبل، وذلك جزاءً له على بره لوالديه، وكذلك يجعل البر الابن مطمئنّاً راضياً إذا توفّي أبواه، فلا يندم على عقوقٍ؛ لأنه كان يحسن إليهما ويبرهما، كما يجعل الناس تحبه وتدعو له بالخير. البرّ من صفات الأنبياء والصالحين، وهو يدل على حسن إسلام وإيمان المرء، ويرفع شأن البار في الدنيا والآخرة. ما يعين على بر الوالدين هناك العديد من الأمور التي تساعد الأبناء وتعينهم على بر والديهم: تقوى الله تبارك وتعالى، والاستعانه به والتوكل عليه، والاجتهاد بالدعاء، والالتزام بشرع الله تعالى. تذكّر فضائل وثمرات بر الوالدين، فذلك يشجع على فعله، بالإضافة لتذكر عواقب العقوق وما يجلبه من الحسرة والهموم والندم، فيجعل ذلك الابن يبتعد عن العقوق ويعينه على البر. تذكر فضل الأم والأب على الابن، فلولاهما لما وُجد الابن في هذه الحياة، ولهما فضلٌ كبيرٌ عليه مهما فعل فلن يوفيهما حقوقهما، فهما الذين ربّياه أحسن تربية، وتعبوا عليه ومن أجله، وأحاطوه بالحنان والمودة. مجاهدة النفس، فيجاهد الابن نفسه على برّ والديه حتى تصبح عادةً وطبعاً لديه. النصيحة للعاق بتذكيره بعواقب العقوق، وتشجيع البار وتذكيره بفضائل البر. تحفيز الآباء والأمهات لأبنائهم وتشجيعهم على البر، ويكون ذلك بالدعاء لهم وشكرهم على إحسانهم ومحبتهم وإسعادهم. الشعور بمسؤولية الوالدين، فيجعل الابن نفسه مكان والديه، فيحرص على أن يحسن إليهم، لأنه لو وضع نفسه مكانهم لما تمنى أن يُساء إليه خاصةً عندما يكبر، بالإضافة لاستشعار الفرح الذي يغمرهم وسرورهم بِبَرِّهِ، واستشعار الحزن وضيق الدنيا الناتج عن عقوقه. إن القراءة في قصص الصالحين الذين برّوا أهليهم، فهذا مما يبعث الهمة في النفس على البر، بالإضافة لقراءة قصص الذين عقّوا والديهم وما نالوه من سوء العاقبة.

1- القرآن الكريم.
2- جامع السعادات.
3- أصول الكافي.
4- معجم المعاني.
5- الدرر السنية.
نائب رئيس مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية