كن طموحًا واستخدم مارد العقل!
يسعدني أن أكتب بعض الكلمات لأبنائي الطلاب الذين تشرفت بأن أعيش معهم في بيئة تربوية وتعليمية رائعة، سعيت خلالها أن أقدِّم لهم فيها بعض المعارف والخبرات التي قد تُسهم في دفعهم لتحقيق الكثير من المنجزات على أرض الواقع، وما ذلك على الله ببعيد.
وهنا أنتهز هذه الفرصة لتذكيرهم بجملة من الأمور، وهم يشقون طريقهم لتحقيق أمانيهم الكبيرة والطموحة.
في البدء أقول: حين تختار تخصصك الجامعي الذي يتلاءم مع قدراتك وميولك، فلا تصغِ بعد ذلك، لأي كلمة تثني من عزيمتك وإصرارك في تحقيق النجاح.. وتذكر أنك لن تستمع للكلمات المحبطة من المنجزين، لكنك ستعتاد ذلك من الفاشلين! لذلك لا تُدِر لهم بالاً.
كما أوصي الطلبة الأعزاء أن لا يهملوا «مارد العقل»، ومن ثم يبحثون عن «مارد المصباح»! فتحقيق الطموحات بحاجة إلى توفيق من الله مع تفعيلٍ لمارد العقل الذي بمقدوره أن ينتشلنا من التراخي والكسل والضياع! فعليكم بسقاية العقل، الذي من شأنه أن يثمر أجمل الألحان والأعمال.
وإياكم والتسويف، فنحن لا نترقب إبداعًا ممن يدمن التسويف في حياته، لأن الإبداع بحاجة لعمل ومثابرة وكدح، ومن يتحلى بهذه المتطلبات سيصل بعزيمته وإن طال المسير، والمهم في الأمر أن لا يتوقف، فمسيرة الإبداع تبدأ بخطوة واحدة!
ومع تأكيدنا على أهمية الطموح الذي يدخلنا في عداد الناجحين. لكن، علينا أيضًا ألا ننسى تكوين شبكة علاقات اجتماعية ناجحة في البيئة الجامعية، فمن يكسب صديقًا صادقًا وصدوقًا، فقد كسب السعادة، ومفتاح ذلك الابتسامة الصادقة والصدق في التعامل، فعندما تبتسم في وجه من تلقاه، وحين تعتاد البوح بالكلمة الطيبة، فأنت الرابح الأكبر، فلا تغفل عن هذه القاعدة المهمة في تكوين علاقاتك الناجحة مع الطلبة الذين أتوا من بيئات مختلفة، وربما ثقافات مختلفة أيضًا، لذا عليك بتطبيق قاعدة «التعارف» القرآنية، لتستفيد من كل جميل تتلقفه على لسان الآخرين.
وفي الختام أزجي لك هذه النصيحة، فبين فترة وأخرى استبدل مفردة «الألم» بـ «الأمل»، لتبتسم لك الدنيا، وأنت تكدح من أجل الحصول على سعادة الدارين.