الباحث التاريخي سلمان آل رامس: انتشار المعلومات المغلوطة دفعني للبحث في تاريخ المنطقة
”التاريخ هو العمق الاستراتيجي لِمَن يبتغي صناعة المجد في الحاضر والمُستقبل“.
حديثنا في هذه المقابلة عن الأستاذ سلمان آل رامس، كيف قرر الخوض في عالم التاريخ العريق وعن المحطات التي مرّ بها وماذا عن الصعوبات التي واجهته في رحلاته.
لنبدأ بالتعريف عن ضيفنا العزيز:
• سلمان حسن عبدالعزيز آل رامس مواليد 1970م وسكان جزيرة تاروت.
• درس في تاروت جميع المراحل المدرسية، التحق بجامعة الملك سعود قسم الجغرافيا وتخرج منها بمتربة الشرف عام 1414 هـ.
• التحق بعد ذلك بمهنة التدريس كمدرس جغرافيا عام 1415 ه
• وهو الآن معلم في مدرسة سعد بن عبادة المتوسطة بالقطيف.
• طُبعت له مجموعة من الكتب منها: «القطيف دراسة في التاريخ القديم - جزيرة تاروت التاريخ والجغرافيا - القطيف في القرن الأول الهجري - خليج تاروت دراسة بيئية.»
• له عدّة تسجيلات وثائقية خاصة بتاريخ المنطقة.
المؤلف التاريخي سلمان آل رامس اخذ على عاتقه البحث والاستزادة في نبش الماضي التاريخي القديم في منطقة القطيف وجزيرة تاروت بسبب كثرة المعلومات المغلوطة الشائعة والمنتشرة لدى الكثير من أبناء المجتمع وتحديدًا فئة الشباب الذين لا يملكون أدنى خلفية عن تاريخ منطقتهم التي يعيشون فيها..
عن تاريخ المنطقة والجهود البحثية القائمة اليوم لتوثيق حضارتها، تحدّث الباحث سلمان آل رامس انطلاقًا من تجربته الخاصة في البحث والكتابة، فكانت هذه المقابلة:
أما عن تدرجي في الكتابة التاريخية فشعرت من خلال قراءاتي أنه لا يوجد أحد من الكُتاب والمحققين أخذ على عاتقه الكتابة بشكلٍ متعمق في هذا المجال الذي تبنيته أنا، صحيح أن الكتاب قد كتبوا وألفوا ولكن كانت كتاباتهم سريعة وبصورة عامة فيما يتعلق بالتاريخ القديم
ولذلك هممت بكتابة كتابي (القطيف دراسة في التاريخ القديم) وضحت فيه الأهمية التاريخية لمدينة القطيف والساحل الشرقي للمملكة العربية وأهمية جزيرة تاروت وغيرها، أما عن كتابي "جزيرة تاروت" كان دراسة ميدانية وليس فقط تاريخية بل قمت بها أنا في الميدان وتتبعت كل محاور النمو العمراني لجزيرة تاروت وتاريخه وتتبعت مراحل تقلص المساحة المزروعة في جزيرة تاروت حتى أصبحت تاروت بلا بساتين حسبما نراه الآن، هذه المراحل تتبعتها من خلال عمل ميداني فكيف لي ان أتكلم عن مرحلة زراعية عام 1940 وانا لم اكن موجودًا آنذاك فاضطررت ان أذهب لكبار السن وأجلس معهم لطرح الأسئلة الدقيقة لكي أعرف تمامًا المساحة المزروعة وتفاصيل امتدادها والمساحة العمرانية وكيف تقلصت المساحة المزروعة وتمددت المساحة العمرانية، وكان أبي رحمه الله هو من أهم المصادر التي ساعدتني في كتابة هذا البحث وعلمني الكثير وبعد ذلك اعتمدت في إكمال دراستي على محركات البحث التي توفرت حديثًا في ذلك الوقت.
على مستوى التصوير الفوتوغرافي، حاول الكثيرون أن يوثقوا المنطقة منذ حوالى 50 عاماً. ورغم ذلك، تتكبد الكثير من العناء لتقنع أحد المصورين بالإفراج عن صورة لإثبات بعض الحقائق. كما أن أبناء بعض العلماء الذين كتبوا بعض الكتب والرسائل ليسوا متعاونين، لا أتكلم عن تجربتي الشخصية فقط بل عن شكاوى الكثير من الباحثين.
أما عن الأعمال التي شعرت فيها بلذّة الإنجاز فبالطبع جميع أعمالي أشعرتني بهذا الشعور ولكن كتاب "جزيرة تاروت" كان مختلفًا فأنا فخور جدًا بعملي وتأليفي لهذا الكتاب لأنه يعتبر العمل الوحيد الذي تكلم عن جزيرة تاروت بهذه الطريقة الأكاديمية بشكل علمي وجغرافي بحت وكدراسة تتحدث عن استخدامات الأرض الحضرية سواء الجانب الزراعي أو العمراني وغيرها، فلا يوجد دراسة كهذه متكاملة من قبل كما أن هذا الكتاب قد طُبع 3 طبعات وآخر طبعة كانت قبل سنة.
طبعاً، نحن نعذر جلّ الناس قبل عقود، فقد كانت شؤون معيشتهم تشغلهم عن التوثيق. من جهة ثانية، كان العلماء كثيري الترحال، ما يؤدي إلى ضياع بعض كتاباتهم، ولازال البعض اليوم غير مدرك لقيمة هذه الإنتاجات، إلى درجة أن أحد الأصدقاء أخبرني أنه وجد كتاباً للعلامة محمد بن عبد علي آل عبدالجبار القطيفي «غير مؤرخ» في سلة مهملات أحد الأسواق.
إن ثقافة التوثيق لا زالت في بدايتها، والحركة التوثيقية القائمة اليوم تحتاج إلى الكثير من الأموال، فضلاً عن التنظيم والدعم المعنوي، فمن المهم أن يم تلك المجتمع ثقافة احترام الباحثين ودعمهم لإنجاز عملهم.