آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

الهاجري: سوالف ”الحمّالي وهب“ تستهدف تعديل منهجية التفكير

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الأحساء

الدكتور صلاح محروس الهاجري، حاصل على دكتوراة في الفلسفة علم المناعة والأمراض من جامعة نوتنجهام ترينت - بالمملكة البريطانية المتحدة، ماجستير في المناعة والتشخيص المعملي، بكالوريوس في الطب البيطري، استشاري الأمراض المعدية المشتركة بين الإنسان والحيوان، عضو الجمعية البريطانية للأمراض الطفيلية، حاصل على جائزة المراعي، مشارك في العديد من الحملات الوطنية لمكافحة الأمراض الوبائية، والمؤتمرات المحلية والدولية الخاصة بالأمراض المختلفة والأوبئة.

اشتهر بتأليفه ”سواليف“ قصيرة، بطلها ”الحمّالي وهب“، ليكشف خلالها التناقضات الإجتماعية ويغير بعض المفاهيم المغلوطة، بطابع كوميدي خفيف، وأسلوب بسيط، أدى إلى انتشارها في مختلف وسائل التواصل الإجتماعي، ووصفها الكاتب والناقد زكريا العباد بأنها كاريكاتير مكتوب، وطريقة جديدة في الكتابة لم تكن موجودة من قبل، وتختلف عن القصة والقصة القصيرة والرواية، الخ ومناسبة لشبكات التواصل الاجتماعي.

”جهينة الإخبارية“ توقفت معه حول بدايتها، كيفية انتشارها، الهدف منها، التفاعل العام معها، طموحه حولها، وإلى نص الحوار:

- كيف نشأت فكرتك بكتابة تلك ”السوالف الشعبية الملامسة للواقع“؟

نشأت سوالف ”الحمالي وهب“ أثناء دراستي للدكتوراة في المملكة المتحدة، وبداية ظهور قروبات الواتساب آنذاك. حيث وُلدت الشخصية وكاريكترها على يد الأخ العزيز صادق السماعيل، حين كان يذكرها وما تعانيه عندما يشتد الخلاف بين أعضاء القروب الواحد بين متدينين، ومناهضين للتدين التقليدي، من يطلقون على أنفسهم لقب حداثيين، أو مثقفين، فيقول لهم: أنتم هنا تختلفون حول بعض المستحبات الدينيية، بينما الحمالي وهب واقف في الشمس يحمل الجح!..

وبدأت تلك الشخصية تلفت أنظار أعضاء القروب وتتعاطف معها، وأطلقوا لها هاشتاق، وفي نظرهم هو لا يتعدى شخص مهمش فقير، يسعى لطلب رزقه بالحلال، عن طريق التحميل دون أن يشترط مبلغ معين.

وقتها كنت أدرس الميثدولوجي ”طرق البحث العلمي“ في الجامعة البريطانية" وأتابع بعض القروبات في الواتساب، وكانت مصدر التسلية الوحيد بالنسبة لي، ودائما ما يحتد فيها النقاش والجدال في المواضيع الفكرية المختلفة، وبدأت أضرب أمثلة مختلفة لتوضيح الفكرة.

ووقتها شاركت وعدد كبير من طلبة الدكتوراة في مؤتمر بعنوان «التغيير» وكانو من مختلف التخصصات والبلدان، حيث طلبوا منا ربط موضوعنا بموضوعين داخل التخصص، وآخرين خارجه، وكان موضوعي عن الأمراض الغير معدية وربطته بالكهرباء المتجددة والقصة، فنال إعجاب لجنة التحكيم وأشادوا به.

حقيقة الدراسة هناك وحضور مختلف المؤتمرات والندوات العلمية في أكثر من بلد أوروبي أفادني كثيرا، فهم يجمعون بين الطموح العالي المبني على الواقع، في حين يغلب على مثقفينا الحماس والطموح بعيدا نوعاً ما عن الواقع، فاتخذت من شخصية الحمالي وهب رمزاً للواقع.

فمهما كثر التنظير والجدال هناك واقع، وأي تنظير أو فكر بعيداً عنه ومعطياته لا فائدة منه سوى ضياع الوقت والجهد، وفي تلك السوالف حوّلت الجدل الفكري إلى مثال ملموس، ومدى اصطدامه بالواقع أو موافقته له، لم أكن بحاجة إلى أدله نقلية، مثل قال فلان وقال علان، بل جعلت الحدث، وعقل القارىء، هو الحكم.

مثال «الحمالي وهب وتكلفة الاحتياط»:

وهب في السيارة مع ابنته التي تتدرب على قيادة السيارة... على يد أخيها

وهب: والله يا بنتي صارت سواقتك زينة

البنت: البركة في اخوي المستطوع اللي ما قصر في تعليمي القيادة.

وهب: عند الاشارة خذي يمين يا بنتيه.. عشان نروح بيت عمك.. عشان بنات عمك يعرفون انك تسوقين.

البنت: اوه.. الإشارة صارت حمراء

الأب :

ايه.. ما فيه مشكلة احنا بنلف يمين.. خذي يمين.. فسألت أخوها المستطوع،

الحين سألت لنا عن للوحة اللي حطوها مكتوب فيها ”قف قبل الانعطاف يمينا والاشارة حمراء“؟

المستطوع:

جكم والله ما صارت عندي فرصة.. بس الاحوط انتظري لين تصير خضراء.. الاحتياط زين

وهب:

يا ولديه ترى اللي ورانا ذبحونا بالهرنات؟ يمكن معناها نوقف اشوي عشان نتأكد من خلو الطريق من السيارات، مو لين تصير الإشارة خضراء...

البنت:

يبه ذي فيها مخالفة قطع إشارة «ثلاثة آلاف ريال» ما فينا شدة..

الاحوط هو الإنتظار لين تصير الإشارة خضراء... مثل ما قال اخوية الشيخ.

المستطوع:

سنعمل بالإحتياط.. ولن نمشي حتى تصبح الإشارة خضراء.. اللي يعجبه زين واللي ما يعجبه ينطق...

وهب:

اي اشحاركم..؟ والناس هي اللي تدفع ثمن كسلكم واحتياطاتكم.

أخذت بالكتابة في قروبات الواتساب عن مواضيع الساعة بشكل أسبوعي، كعناوين القروب، أو أحداث معينة وما شابه، فبدأت السوالف تتناقل في القروبات، وعلى صفحات الإنترنت المختلفة.

وومؤخراً أنشأت بمشورة الأستاذ والباحث أبو طه عدنان الحاجي، ووضعت فيها بعض السوالف، وإلا فهناك سلاسل أخرى تتناول مواضيع مختلفة.

تتعامل سوالف الحمالي وهب مع ”منهجية التفكير“ لمختلف فئات المجتمع بمعزل عن النتائج التي تتبناها كل شريحة، ولأنها تأتي على شكل سالفة أو مثال تعتقد بعض الشرائح أنها المقصودة فتعتب على وهب أو تزعل منه، كما في مثال الاحتياط أو عدم الوصول إلى نتيجة معينة، قد يقع فيه الجميع مطوع أو مثقف أو أي فئة ولا يقصد بالسالفة المشائخ الكرام، بل دعوة للبحث والوصول إلى نتيجة، بدلا من المنطقة الرمادية.

فمنهجية الفكر هي القاعدة أو الأرضية التي يشترك فيها الجميع.

والهدف في السوالف، دائما ما يكون ضمني والقارىء هو من يستنتج المغزى من السالفة، فأنا احترم القارىء وذكاءه وصدقه مع نفسه، فلا ألجأ إلى الخطاب المباشر للقاريء إلا ما ندر.

استفدت من دراستي بالخارج في علم المناعة بتجنب استثارة المناعة الفكرية للقارىء ضد سوالف وهب وما تحمله من رسائل موجهة، بطريق مهذب وغير مباشر، فالدراسة هناك قائمة على التعليم الذاتي لا التلقيني، والضمني أيضا، وفي مختلف المراحل.

كما أنه بات من السهل جداً الحصول على المعلومة في عصر الإنترنت والسوشيال ميديا، ويبقى التحدي الأكبر في عملية التقييم التي تأتينا من كل حدب وصوب، والقدرة على اتخاذ القرار المناسب بقبولها أو ردها، ثم وضعها في حجمها ومكانها الصحيح في حال القبول.

فمثلا في هذه السالفة تبين أن المصدر للمعلومة هو المتبع للتحقق من المعلومة، لكن الحقيقة الموضوع أكبر من مجرد الحصول على المصدر:

«الحمالي وهب بين تقييم المعلومة ومصدرها»

في استراحة الشباب التي يعمل فيها وهب

المتفلسف:

شفتوا المقطع اللي يقول ان الكورونا مرض مو معدي...؟ اثر طول هالمدة قاصين علينا... حسبي الله عليهم.

المثقف:

عاد مادري ليش تصدقون مقاطع الفديو أكثر من غيرها..

المتفلسف:

الفديو صوت وصورة وهو اكبر اثبات.

المثقف:

والله ما ادري شنوا هالأثبات اللي بيصير في مقطع فديو، غيرالهذرة والبربرة.

فدخل وهب في الموضوع متسائلا:

الحين العساوة اللي بقت بعد الصرام ما تبونها، صح؟

المتفلسف

هههه... اشبتسوي فيها يا وهب...

الناس تطورت وصارت تستعمل مكانس كهربائية للتنظيف مو عسو.

وهب:

ما تدرون... هناك دراسة تثبت أن أعواد العسو أن غليتها واستعملتها في سبع الحدايد تشفي من مرض الكورونا... وآنا جربت ذَا مع ولد اختية وطاب عقب 3 ايام من هالعلاج

المتفلسف:

صج؟

والله كل شيء جايز... بس عطنا المصدر.

المثقف:

مو توك تقول ان مرض الكورونا مو معدي؟

المتفلسف:

مو مشكلة.. معدي ولا مو معدي... الحين بس ابي مصدر العلاج اللي جابه وهب... اكيد بيكون علاج ممتاز ورخيص ومتوفر... وخل يعرف العالم ان عندنا علاجات ونقدر نبتكر... يلا عطنا المصدر يا وهب.. خل انشره في كل القروبات...

وهب:

ولا يهمكم.. الحين اصور لكم مقطع فديو بهالكلام وانزلة على قناتية في الاستجرام..

- كيف ساهمت شخصيات السوالف في خدمة موضوعك؟

في سوالف الحمالي وهب هناك عدة شخصيات كاريكاتورية، وأهمها:

الحمالي وهب: وهو إنسان بسيط يعيش الحياة البسيطة والمدقع في الواقعية، فإن لم يعمل اليوم فلن يأكل ويتعامل مع ما يدور حوله بهذه الواقعية بعيدا عن التنظير والجدال.

مدعي الحداثة: ويملك طموح عالي للحداثة لكنه بعيد عن أرض الواقع، يعيش حياة مستريحة من ناحية الدخل الجيد وقلة الصعوبات والتحديات في حياته ويطمح للتطور، ويرى أن المجتمع والمفاهيم الدينية هي سبب تخلف مجتمعه.

المستطوع: ويتمظهر بالمظاهر الدينية المعروفة والشائعة، ولا يملك الدين الرادع والذي قد يصطدم مع بعض مصالحة الدنيوية، ويرى أن العبادات أشبه ما تكون بصفقة تجارية لأجل المصلحة.

وهناك شخصيات جانبية أخرى، كالحمالي حمد، أو عائلة وهب.

وقد اخترت تلك الشخصيات لاختلافاتها وتناقضاتها، لهدف صياغة الفكرة، ووصولها بأبسط طريقة.

- هل لذك بدايات كتابية أخرى؟

بالطبع خاصة بعد معاشرة المجتمع الأوروبي لعدد من السنوات وأستطيع القول أننا في السبعينات الميلادي كنا أكثر تطور وتقدم فمعظم التطور الذي حصل في العقود الثلاثة الماضية هوفي الاستهلاك، لذا أتمنى أن يحتفظ مجتمعنا بما لديه من أصالة وثقافة ويتطور بنفس الوقت، لكن ما نلاحظه من جلد الذات في جوانب كثيرة من ثقافتنا الأصيلة مع ضياع البوصلة في حوارات السوشيال ميديا يجعلنا نسعى لتقديم ما بوسعنا لمجتمعنا الجميل، وأن يحتفظ بما عنده من مبادىء جميلة مع السعي للإستزادة من الثقافات والمجتمعات الأخرى.

وبدايتي عبر كتابة مقالات جادة لم تصل فكرتها بالشكل المطلوب خاصة في هذا العصر، وبعد الجدل العقيم مع مختلف الموجودين على شبكات التواصل، بدأت بكتابة سوالف وهب أثناء النقاش وكانت كثيراً ما تفضّ النزاع حول الموضوع، ويتم تداولها في مختلف القروبات وبعض المنتديات.

ثم أخذت أكتبها بشكل أسبوعي ”أيام الجمعة“ وأعرضها قبل النشر على بعض الأخوة والأصدقاء والمختصين ومنهم الاستاذ صادق السماعيل، على البحراني، الدكتور إبراهيم الشبيث، والبروفيسور أحمد اللويمي، وأستفيد من التعليقات والتعديلات على بعض الأفكار أو المفردات، وما إذا كانت السالفة تؤدي الهدف ووضوحه.

كما أكتب في مجال تخصصي العلمي في علم المناعة والأمراض، خاصة موضوع الساعة الكورونا بعض المحاضرات والندوات.

- كم تستغرق لتتبلور الفكرة كسالفة لديك قبل الكتابة؟

الفكرة تدور في الذهن لمدة أسابيع أو أشهر، أما الكتابة فأمارسها مباشرة بالقروب ودون مراجعة في البدايات، وبعد أن انتشرت وتداولت، بدأت أكتبها بيني وبين نفسي أولاً، وقد أعرضها على بعض الأخوة للإستشارة حول مفردة معينة، أو الفكرة بصفة عامة.

معظم السوالف كتبتها أسبوعياً، وعلى الأقل هناك سالفة كل أسبوع، ولأنها كاريكاتير مكتوب عادة ما تكون مواكبة للأحداث والتطورات ومواضيع الساعة.

- لماذا اخترت اللهجة العامية ”الأحسائية“ للسوالف؟

اللهجة العامية تعيد الإنسان لجذوره وطفولته وصفاء قلبه وماضيه الذي دائماً ما يحن إليه فيتقبل الفكرة مع المفردة بأريحية، إضافة إلى أن تلك اللهجة تتناسب مع الحمالي أو الامي وترسم البسمة على محيا القارىء. وتختزن الكثير من المعاني، فيسهل وصول الفكرة بعمق وبمفردات أقل.

طبعا الحمالي وهب، حساوي المنشأ لذا اللهجة الحساوية هي المناسبة له، من جهة أخرى دقة المفردة وعمق معناها في اللهجة المحلية تسهم بشكل كبير بتوصيل المعنى والإحساس معاً، وهذا من أهم صفات السوالف أو القصص بخلاف المقال فالقصة محمّلة بالأحاسيس والعاطفة بشكل أكبر.

- ومن هو جمهورك؟

القصة فيها صورة وحركة ثم موقف وعاطفة لذا فالفكرة تصل بطريقة سهلة وواضحة، يقول آينشتاين: ان لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره 6 سنوات فأنت نفسك لم تفهمها. تبسيط الفكرة دليل فهمها بعمق، ونجد هذا في سلوك أئمتنا ع، فدائماً ما يجيبون على أي سؤال أو استفسار بأسلوب بسيط ومقنع جداً. كما تعلمت من الطريقة البريطانية أنه على الكاتب معرفة الجمهور الذي يستهدفه بالكتابة، ويختار الألفاظ والأسلوب المناسب له، وإذا حصل وكتب بأسلوب لا يتناسب معه فالخطأ منه، وإذا استعمل مصطلح لا يعرفه الجمهور فعليه أن يعرّفه به في بداية الكتابة.

- كيف وجدت التفاعل العام مع تلك السوالف؟

التفاعل العام معها ممتاز، إلا أنه قد يلتبس على البعض فهمها، ربما لاعتياد مجتمعنا على التصنيف الفكري أو الثقافي، فتارة يحسبون السوالف على التيار الديني التقليدي، وتارة تيار الحداثة، وتارة على التيار الليبرالي.

الحقيقة أن تلك السوالف لا تناصر أي تيار، بل تناقش الفكر وبنائه، والسالفة تأتي بمثال على الممارسة الفكرية من خلال المستطوع أو مدّعي الحداثة، ولا يعني اقتصارها على تيار معين، بل ممارسة فكرية مشتركة بين جميع التيارات، فالجميع أبناء مجتمع واحد تربى وتعلم بنفس المدارس، والاختلاف فقط في التوجهات.

- كيف تصف مرونة المجتمع في تغيير بعض عاداته؟

بالنسبة للواقعية والمرونة المجتمع تغير كثيراً وابتعد عن الواقعية، ربما بسبب تأثره بالحياة الافتراضية عبر شبكات التواصل المختلفة، وما شخصية مدّعي الحداثة والمستطوع إلا إفراز مجتمعنا، فمدّعي الحداثة ينظر إلى الغرب بانبهار دون النظر إلى واقع المجتمع وعاداته وتقاليده، بينما المستطوع ينظر إلى الغرب نظرة سلبية غير واقعية ويرفض التطور والتغيير ويخشى على عاداته وتقاليده وبعض مفاهيمه الدينية من أي تغيير أو أي فهم جديد يختلف عن السائد والموروث، ويأتي هنا دور شخصية الحمالي وهب وتعامله مع مدعي الحداثة من جهة، والمستطوع من جهة أخرى، لتكون الصدمة مع الواقع من خلال وهب.

- كيف تناولت حقيقة النقد والنظرة للمرأة؟

النقد، موضوع كبير له أساسياته وأدواته الفكرية، تتم دراسته وممارسته عادة في الدراسات العليا «ماجستير - دكتوراة» وما يتم ممارسته عبر السوشيال ميديا ليس بنقد، وهذا مثال على التشتت الفكري وفوضى المصطلحات في معظم حوارات شبكات التواصل التي شهدتها ودخلت فيها بنفسي.

والمرأة، تعيش مرحلة جديدة، وحولها يتم اصطدام كبير بين فكر مدّعي الحداثة وفكر المستطوع والتناقضات الموجودة بينهما وابتعاد طرحهما عن الواقع. نحن نعيش مرحلة تاريخية وتحول كبير بهذا الخصوص، لذا ينبغي ان نراعي التوازن بين الجانبين، فلا حماس مدّعي الحداثة الزائد صحيح، ولا تحفظ المستطوع الشديد صحيح.

في موضوع كورونا كان هناك عدة زوايا:

1 - ”ردة الفعل الثقافية والفكرية“ على هذه الجائحة وتداعياتها، كشف مفاهيم فكرية كثيرة تدور عبر شبكات التواصل الاجتماعية، كفقد القدرة على تقييم المعلومة في الحياة الافتراضية، كتصديق وتداول مواضيع وأخبار لا يصدقها العقل كما في أن روسيا أطلقت عدد كبير من الأسود لتطبق الحظر، أو أن الصين قامت ببناء مستشفى في 3 أيام، والأكثر من ذلك التقوّل على الله عز وجل باتهام مجتمع معين بأن ذلك المرض عقوبة من الله، ومجتمع آخر بأن هذا المرض ابتلاء من الله، فقد وجدنا هذه الممارسات من كثير من فئات المجتمع بداية ظهور الجائحة، وإلى الآن يتم تكرار نفس الممارسات لكن بصور وأشكال أخرى.

2 - ”العلاج والتجربة والمجرب“ مثل الحديث عن الكركم والزنجبيل وما شابه، وقد أخذ حيز كبير في التداول بين الناس، مما يدل على قصور كبير في فهم العالم وما يدور حولنا، وأننا ننظر للآخر بمنظورنا الخاص وليس بالعين المجردة.

3 - التطعيمات" ورفع اللبس حول التشكيك فيها وثقة المجتمع في الجهات الصحية وعدم التأثر بإشاعات شبكات التواصل، وقد ركزت هنا على صفاء ذهن غير المتعلمين من آبائنا وأجدادنا من خلال ثقتهم في الجهات المختصة، وتأثر المثقفين والمتعلمين بشبكات التواصل الإجتماعية وإشاعاتها.

- باعتقادك ما سبب الشائعات حول اللقاح؟

هناك فكرة شائعة أن العلاج يجرب على بعض الأشخاص وكفى وهذا غير حقيقي، فلابد من معرفة طريقة عمل العلاج أو اللقاح بالضبط، وأنه يمر بثلاث مراحل: الأولى تجربة العلاج أو اللقاح خارج الجسم في بيئات خاصة والتحقق من فعاليته وأمانه، ثم تجربته على حيوانات التجارب والتحقق من فعاليته وأمانه، وما التجربة على المتطوعين البشر إلا آخر خطوة في خطوات إصدار التطعيم أو العلاج، والبعض يعتقد أن المسألة أقرب إلى الحواجة أو العطارة أو التجارب العشوائية، وأن التطعيمات والعلاجات تصمم بعشوائية لأنه ينظر بمنظوره الخاص، فيحاول أن يقدم قراءة للأدوية واللقاحات وهو لا يملك أي فكرة عن واقعها، وتلك الممارسة ممتدة وموجودة في مختلف المواضيع، لذا أصبح الفرد في العالم الافتراضي يفتي في كافة المواضيع بدون معرفة حقيقية حولها ويقول هذا رأيي.

هنا أيضا مشكلة أخرى في معرفة المفاهيم ولخبطة المصطلحات، فما هو غذائي يختلف اختلاف كبير عما هو علاجي، تلك أغذية «الكركم، الزنجبيل، الثوم... الخ» وليست علاجات، وحتى الادوية المستخلصة من تلك المواد اصبحت علاج وتخضع لنظام العلاج وليس الغذاء. فالعلاج موضوع آخر يخضع إلى مادة فعّالة وجرعة وتركيز فحتى الادوية المستخلصة من تلك المواد اصبحت علاج وتخضع لنظام العلاج وليس الغذاء.

- هل نستطيع وصف سواليف الحمالي وهب ”بالصدمات الواقعية“ لتغيير القناعات؟

فعلا هي تسبب صدمة واقعية من خلال تحويل الجدل الفكري إلى مثال ملموس يصعب الاختلاف حوله، حقيقة هي تستهدف منهجية التفكير، وليس القناعات بشكل مباشر. وهذا الوصف قد صدر أيضاً عن الأستاذ الناقد كاظم الخليفه والذي قد واكب شخصية وهب منذ ولادتها حتى الآن.

كيف لحمالي أمي، أو متعلم تعليم بسيط أن يجيب بتلك الاجابات المنطقية؟

في قصص كليلة ودمنة وحكايات أيسوب الشهيرة، حتى الحيوان والجماد تتكلم وتنطق بالحكمة، فالفكرة صدرت عن الكاتب وصاغها على لسان وهب الحمالي، ولم تصدر فعلا عن وهب الحمالي الجاهل أو الأمي.

- كيف ترد على من اتهمك بأدلجة سوالف الحمالي؟

الحمالي وهب لم يتأدلج، ولكن القاريء المؤدلج نظر إلى بعض السوالف بعينه المؤدلجة، فما أن يتم تناول المستطوع بالنقد حتى يتم اتهام وهب أنه ضد الدين، ونفس الأمر مع مدعي الحداثة، الحقيقة أن سوالف وهب تتناول الممارسات الفكرية، وما السالفة إلا مجرد مثال على تلك الممارسات الشائعة في مختلف شرائح المجتمع.

- ولماذا تقع معظم العناوين بين أمرين؟

لكل موضوع هناك جانبين جانب يقع اقصى اليمين للمؤيدين له وجانب في اقصى اليسار للمعارضين له؛ وعلى الباحث أن يقرأ جانبي الموضوع ثم يحدد موقفه بينهما وهو مايعرف بالموقف stance، من هنا تهدف سوالف الحمالي وهب لبناء الموقف بين الجانبين. فأحببت توصيل هذا المعنى بدلاً من التطرف الفكري الذي يأخذ أقصى اليمين أو أقصى اليسار.

- ماذا عن طموحك لمواضيع المدونة؟

حقيقة التدوين أمر جيد وربما تكون ”الملتي ميديا“ خيار جيد، وقد قمت بالتسجيل في دورة حول الملتي ميديا في بريطانيا، لكن تأجل الموضوع بسبب جائحة الكورونا، ويبقى خيار الكتاب الورقي جيد أيضاً، أتمنى أن يرى النور.

رابط المدونة لسوالف ”الحمّالي وهب“  

https://swalefwahab.blogspot.com/2021/04/blog-post_2.html