آخر المستجدات حول كوفيد-19: حوار مع الاستشاري د. حاتم محمد الهاني
نضع أمامكم هذا الحوار التوعوي الذي أجراه ملتقى آراء وأصداء مع الاستشاري القدير، حاتم محمد الهاني، بإدارة د. صلاح محروس الهاجري، حول كوفيد-19 وما يرتبط به من مستجدات، وإيضاح كثير من الجوانب ذات الصلة بهذا الوباء، ومناقشة ما يثار حوله وحول اللقاحات من شائعات.
كانت إجابات د. حاتم صوتية، وقد قمت بكتابتها، لتسهيل عملية الاستفادة مما تضمه من معارف وجوانب علمية وتثقيفية.
ضم اللقاء الحديث أربعة محاور:
- المحور الأول: إضاءات حول الفيروسات واللقاحات بشكل عام، ولقاحات كوفيد-19 بشكل خاص.
- المحور الثاني: المتحورات
- المحور الثالث: كوفيد-19 والأطفال
- المحور الرابع: الإجابة عن استفسارات الحضور.
الدكتور حاتم محمد الهاني، مدير الطب الوقائي ومكافحة العدوى بالمنطقة، واستشاري الأطفال والالتهابات والأمراض المعدية،
مدير الحوار الدكتور صلاح محروس الهاجري، دكتوراة الفلسفة علم المناعة والأمراض من المملكة المتحدة.
في البداية.. نود تعريف الناس بالفيروس وهل هو كائن حي؟
نعم، بهذا المعنى هو حي، ولا أميل إلى اعتباره غير حي بهذا الاعتبار.
الأمراض الفيروسية كثيرة وهي الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان نتيجة اكتساب الفيروس وتكاثره داخل أنسجة الكائن الحي، مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي، التهابات الجلد بالهيربس، أو الالتهابات الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي كالإنفلونزا وغيرها الكثير.
الأمراض البكتيرية في المقابل هي نتيجة اكتساب البكتريا، والإصابة لأحد الأعضاء بها وتأثيره الضار فيها.
أما مضادات الفيروسات فهي محدودة وقليلة جدا بالمقارنة، ولا تغطي أكثر الفيروسات، فهي محدودة من ناحية عددها ومن ناحية الفيروسات التي تستهدفها، وهذا يعتبر من التحديات الكبيرة، وأحد أكبر المشاكل في إنتاج مضادات الفيروسات الآن.
التمنيع السلبي هو إعطاء المضاد الذي يستهدف مواجهة الفيروس أو البكتيريا خلال فترة معينة «المضادات المناعية» نحو مضاد الحصبة «حيث يكون فاعلا خلال فترة معينة شهر أو شهرين أو ثلاثة، حسب مدة بقائه في الجسم»، ثم تنخفض نسبته في الجسم بعد ذلك، وهذا النوع من الطعوم يعطى لأغراض معينة ولحالات معينة ولفترة من الحماية محددة.
النوع الثاني هو التمنيع الإيجابي، ويكون من خلال اللقاحات، وهي لا تعطي مضادات حيوية جاهزة، بل تستحث وتستثير جهاز مناعة جسم الإنسان، وهو بعدئذ يفرز المضادات التي تواجه الفيروس.
وهذه المضادات الإيجابية ذات فعالية أقوى تظل فترة أطول، وقد تظل في بعض الحالات مدى الحياة.
وعليه هناك من يتساءل:
- ما هي التطعيمات، وما هي فكرتها بصورة عامة؟
ثم حدث تطور تدريجي في وسائل وتقنيات إعطاء اللقاحات، واتسعت المفاهيم المعرفية حولها، وبتطور العلم، أمكن التعرف على الجزيئات الفعالة في استشارة المناعة، وبتنا نحصد تراكما معرفيا، حيث بات بالإمكان إعطاء جزيئات دلالية «الشفرة التي تدل على الكائن الحي» إلى أن وصلنا إلى مرحلة متطورة جدا، وهي mRNA، وهذا التراكم المعرفي أدى إلى ظهور أكثر من 40 - 50 لقاح متاح وفعال بدرجات مختلفة لمختلف الأمراض، وإن علم المناعة بدأ يتطور بشكل كبير جدا، مما أدى إلى إعطاء حماية للإنسان ضد الأمراض، بفضل الله سبحانه وتعالى.
- ما الفرق بين التطعيمات المشهورة مثل الحصبة وشلل الأطفال وتطعيمات الكوفيد19، والإنفلونزا، ولماذا نحتاج إلى التطعيم الموسمي أو تكرار الجرعات أكثر من مرة في بعض التطعيمات؟
عند إعطاء اللقاح يكون الهدف هو استهداف الفصائل الممرضة، وتكون هذه الفصائل غير قابلة للتطور والتغير، فيكون بناء المناعة موجها ضد كائن محدد، وهذا الكائن لا يتغير أو يتطور.
الكائن الذي يتغير أو يتطور أثناء تكاثره، تكون فاعلية المضادات المناعية ضده غير ثابتة، فقد تكون المناعة مستمرة ضد الكائن 3 سنوات أو خمس سنوات أو عشر سنوات أو عشرين سنة، أقل وأكثر حسب القدرة المناعية المتكونة من اللقاح وثبات مواصفات الميكروب.
فمثلا الجدري المائي قد تظل المضادات المناعية عشر سنوات.
لذا نحن نواجه نوعين من المشاكل في لقاح الفيروسات:
1 - هل الفيروس متحور أو لا؟
2 - إذا كان الفيروس متحورا، ما هي طبيعة هذا التحور، ومتى ينبغي علاج المتحور؟
ثبات الميكروب واستمرارية المناعيات في الجسم، يمثل توازنا، وهذا التوازن بين الميكروب وبين المناعة المترتبة على اللقاح هو الذي يحدد عدد الجرعات المعطاة، هل هي جرعة واحدة، جرعتان في السنة، أو مرة في العمر، اتباعا لهذه المعادلة.
لكن ينبغي التنبيه إلى أمر مهم، وهو هل من المنطقي والعقلائي أن يقارن الشيء بنفسه، كمقارنة اللقاح باللقاح، أو مقارنته بالمرض.
الأوبئة السابقة كالطاعون كانت تحصد الأرواح، تستأصل من تستأصل، وتستبقي من تستبقي، وبعد حصول المناعة في الفئات المحظوظة الناجية؛ عند مقارنة مثل هذه الحالات باللقاح، لا شك أن اللقاح هو الأفضل والأنجع.
لقاح كورونا هو النقطة الفاصلة، الذي سيغير مسيرة تعامل البشرية مع كورونا، وفصائله المستجدة، وهذا أصبح يقينا، وهو بلا شك يمثل حجر الزاوية في ذلك.
بعض المشكلات والمضاعفات البسيطة أو حتى متوسطة الضرر أصبحت معروفة، ويمكن النقاش فيها، وكذلك يمكن الحد من آثارها إلى درجة كبيرة.
لا يتم إجازة أي لقاح، إلا بعد الإجابة عن هذا السؤال: ما هي الفائدة المناعية التي ترتبت من إعطاء اللقاح وذلك ضمن معادلة محسوبة.
موديرنا
فايزر
استرزنيكا «أوكسفورد»؟
وأيهما أثبت فعاليته أكثر من غيره؟
موديرنا وفايزر يحملان نفس التقنية، ونتائجهما متقاربة في تكوين المناعة، وقد حققا نسبا تاريخية في إعطاء مناعة تتجاوز 90% ، وهذا أمر جدا رائع.
أسترزنيكا «أوكسفورد» يعتمد على تقنية مختلفة، حيث يعتمد على وجود وسائط ناقلة لمادة اللقاح، وهذا يختلف في تأثيراته وفعاليته عن اللقاحين السابقين، فهو أقل فعالية من موديرنا وفايزر، فهما أكثر فعالية منه.
الفيروس يتكون من مصفوفات «أشبه بأرقام القفل» وهذه تمثل آلافا من الأحماض الأمينية المصفوفة، وفي كل مرة يتكاثر الفيروس ينتج عن ذلك اختلاف في هذه المصفوفات في بعض الأماكن.
في كل تكاثر، يحدث هذا التغير الذي يطرأ عليه، وهذا التغير قد يكون في موقع واحد أو موقعين أو أكثر.
ونحن واقعا، لا نعرف الضابطة لعدد هذه التغيرات، لكن المؤكد أن هذه التغيرات شبه حتمية.
لهذه التغيرات نتائج هي:
- قد تؤدي هذه التغيرات إن وفاة الفيروس نفسه، حيث تحدث تغيرات غير متوافقة مع حياة الفيروس نفسه.
- حدوث تغيرات أشد ضراوة، وأشد انتشارا، أو العكس.
كيف نعرف أن هذا التغير الذي حصل للفيروس ذا جدوى؟
من خلال ممارسات الفيروس في الواقع، نحو:
- أن الفيروس أصبح أكثر انتشارا
- حالات الإصابة به باتت أشد
- أو خفة حالات الإصابة بحيث صارت أقل انتشارا، ولا تستدعي عناية طبية، وهذه التغيرات الأخيرة إيجابية
وملخص ما تقدم:
1 - أن التغير «التحور» هو حتمية مرتبطة بتكاثر الفيروس.
2 - هذه التغيرات تؤثر في الفيروس، فقد تؤدي إلى وفاته، أو قد تجعله أشد ضراوة، أو أقل ضراوة أو أكثر انتشارا، أو أقل بحسب طبيعية التغير الحاصل.
يوجد رصد علمي للتطورات التي تحدث للفيروس، لكن لا يمكن التنبؤ بطبيعة هذا التغير الذي حصل للفيروس إلا من خلال واقع الممارسة الحياتية لسلوك الفيروس في الكائنات الحية التي يصيبها.
إلى أن يقضي على نفسه أو يضعف ويصبح غير ممرض أو ممرض بدرجة خفيفة جدا
ما أود قوله، أن هذا جزء من الوجود، ومرتبط بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وعبر التاريخ كان هناك تحد بين هذه الكائنات الحية في الوجود وبين الإنسان، وهذا جزء من صراع الحياة، إلا أن الحالة توحي بتحوله إلى مستوطن مثله مثل غيره.
المعرفه به تتطور، ومواجهته تتطور، واللقاحات فعالة، وسرعة إنتاج اللقاحات للمتحورات باتت أكثر سرعة.
كذاك ظهرات العلاجات الفعالة بشكل كبير، وهناك أدوية تقضي على الفيروس بنسبة 85% ، ونسبة الشفاء بإذن الله تعالى تصل إلى 85% .
أشياء كثيرة باتت تتضح في طبيعية سلوك الفيروس في الإنسان.
توجد علاجات عن طريق الفم، وعلاجات وريدية، وهي ذات فعالية عالية، والوضع حاليا أحسن مما سبق.
كما تعلمون أن أوميكرون الذي يتم الحديث عنه بشكل كبير، في بريطانيا على سبيل المثال، الإصابات اليومية به هي بمئات الآلاف، لكن حالات الاستشفاء - الإدخال إلى المستشفى - يمثل عددا محدودا جدا، وذلك بسبب فعالية اللقاحات والأدوية التي تسيطر عليه.
أكثر المصابين بأميكرون والذين يحتاجون الاستشفاء - الإدخال إلى المستشفى - هم غير المطعمين.
أول دراسة في جنوب أفريقيا في نوفمبر، وهي الدولة التي اكتشف فيها الفيروس، أبانت أن غالبية الذين يحتاجون الاستشفاء هم من غير المطعمين بلقاح كوفيد - 19، وأن الغالبية العظمى من المطعمين لا يحتاجون إلى الاستشفاء.
المتحور أوميكرون هو أشد ضراوة على غير المحصنين سابقا، وسرعة انتشاره أكثر من الأصناف السابقة.
«تلقي 3 جرعات من لقاح استرازينكا كافية للوقاية من متحور أوميكرون الجديد.»
ما مدى مصداقية العبارة السابقة؟ وماذا عنها مع سواه من المتحورات؟
لدينا، حسب ما أعلم وخلال متابعتي، لا توجد حالة واحدة من الذين تلقوا الثلاث الجرعات من اللقاح احتاجت الإدخال بالمستشفيات مع إصابتها بأميكرون.
أنك قد تصاب بالفيروس ولكن لا يضرك بحيث يستدعي الإدخال إلى المستشفى وكذلك لا ينتقل إلى الآخرين من خلالك أو ينتقل بشكل محدود،، وهذا هو الهدف من اللقاح، والجرعات الثلاث من اللقاح تحقق هذا بشكل كبير جدا.
الجرعات المعززة وظيفتها أن تبقي المناعة في مستويات عالية، وتكون فعالية اللقاح ضد أوميكرون أيضا متحققة.
الإغلاق هو مرحلة متطورة في إيجاد حل أخير للفشل في المواجهة، ليس على نطاق المنظومة الصحية، بل أيضا على نطاق المنظومة الاجتماعية.
الفيروسات مثل الكثير من الأمراض تعتمد في انتشارها على جزء طبي، وآخر اجتماعي، والجانب الاجتماعي مهم جدا.
أتمنى الانتباه إلى تأثير العامل الاجتماعي في السيطرة على الفيروس.
الذهنية الاجتماعية في التعامل مع الأوبئة مهمة جدا، فعقلية المؤامرة، وتجاهل التوجيهات الطبية، والاستهانة باللقاحات وتأثيراتها الإيجابية، هذا له مردود سلبي في التعامل مع الوباء.
لذا فالتعاون الاجتماعي مع الجهات الطبية، والثقة بها يعطي نتائج إيجابية، تجعلنا إن شاء الله تعالى نستبعد طرح مثل هذا السؤال.
لذا فإن منظمة الصحة العالمية ودول أخرى أرسلت لقاحات مجانية إلى الدول التي لا تستطيع توفيره لمواطنيها.
اعتقد أن كلمة عقوبة ليست صحيحة وبعيدة عن التصور، ويوجد تنافس بين الدول في توفير اللقاحات لمواطنيها وهذا من حقها.
منظمة الصحة العالمية وكثير من الدول تجاوزت هذا السؤال، وأعطت اللقاح للدول التي تحتاجه
المملكة ودول أخرى في العالم، تبرعت بملايين الجرعات للدول المحتاجة.
أصبح واضحا أن البشرية تتشارك في الأزمات، لذا فإن المشاركة في هذه الأوبئة هي مسؤولية الجميع.
الواضح أنه في المرحلة الأولى من الإصابات أو الوباء، كان الأطفال يمثلون أقلية في عدد الإصابات، لكن كانت توجد إصابات في مختلف الأعمار، وبنسبة أقل عن البالغين.
في الفترة الأخيرة، المنحى الوبائي بدأ يصيب الأطفال بنسب عالية؛ في بعض الدول وصل إلى 20% من مجموع الإصابات وهذا لم يكن مسجلا سابقا.
كذلك فإن حالات الاستشفاء «حالات الإدخال إلى المستشفيات» صارت في تزايد، ويتطلبون عناية مكثفة خاصة تلك الفئات التي لم يشملها التطعيم.
لذلك استعجلت الدول في إنتاج اللقاحات للأطفال وإجراء الدراسات ومن ثم البدء في حملات تطعيمهم.
وباختصار، هم أقل ولا زالوا أقل، ولكن نتيجة للإغلاقات وعزل الأطفال لسنتين سابقتين وعدم حصولهم على اللقاح فإن حالات الإصابة أصبحت تزداد مقارنة بالبالغين الذين تلقوا التحصينات، وبالتالي فإن قابلية الإصابة في الأطفال حاليا في تزايد، وتستلزم التدخل.
سجلت على مستوى العالم بعض المضاعفات التي تخوف الناس منها، لكن أكثر هذه المضاعفات إن لم يكن جميعها، هي لفترة محدودة ولا يبقى لها أثر Reversible، ويرجع الطفل إلى طبيعته.
عدا هذه الحالات المعدودة، فإن النتائج مرضية ومشجعة بشكل كبير.
مما رأيناه من تجارب سيئة في الإصابات، أصبحت هذه المضاعفات الثانوية أمرا ممكن جدا تقبله، مقارنة بالفوائد العظيمة التي يحققها اللقاح.
نتمنى للجميع الصحة والسلامة.
ما مدى صحة هذه العبارة؟
إن أغلبية الأطفال ليس لديهم أعراض، لكن درجة إمكانية نقلهم الفيروس إلى كبار السن، خصوصا الذين يعتبرون عاليي الخطورة، كالذين لديهم مشاكل طبية مزمنة أو مشاكل بالمناعة، يمثل خطورة عليهم، حتى لو كانت نسبة الأطفال الناقلين للفيروس ليست كبيرة مقارنة بالبالغين، وهذا من الأشياء التي يتم التخوف منها.
الآن، يفترض أننا في مرحلة تم فيها تغطية البالغين - الذين يمثلون فئة عالية الخطورة ومستهدفة اللقاحات باستنثاء أولئك المستثنون من أخذ اللقاحات لأسباب طبية وجيهة،؛ فهؤلاء مخالطتهم للأطفال أو البالغين غير المحصنين الحاملين للفيروس يمثل مشكلة لهم.
أن حلقة الحماية المستهدف فيها عاليي الخطورة يفترض أن تكون قد استكملت، وكذلك الأطفال في حد ذاتهم ينبغي أيضا أن يستهدفوا باللقاحات.
بالإضافة، بعض الدراسات أوضحت أن المحصنين أو أولئك الذين حصلوا على اللقاحات، فإن إمكانية انتقال الفيروس إلى الآخرين أقل من غير المحصنين، فالتحصين يعطيهم حماية ذاتية، ويقلل من إمكانية تكاثر الفيروس في جهازهم التنفسي وبالتالي انتقاله إلى الآخرين..
هل سيكون الشتاء موسما لعودة ارتفاع حالات كورونا؟ خصوصا ما نراه من تصاعد الحالات هذه الأيام؟
الاتجاه إلى الانتشار يكون من بداية شهر أكتوبر «أو نوفمبر» ويمتد عادة إلى شهر مارس، وأحيانا يتأخر إلى أبريل؛ هذا هو الموسم الذي يتخوف منه من انتشار الفيروسات التنفسية.
حديثي هو عن بيئتنا، حيث يأخذ هذا الاتجاه زيادة ونقصا نتيجة للظروف البيئية، وحجم التكدسات والمخالطات ونحو ذلك؛ لكن هذا هو الموسم الذي يتخوف منه بشكل عام.
وهنا تساؤل أيضا لو سمحتم.. لماذا ينصح بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية في الشتاء ومع وجود جائحة الكوفيد 19؟
ولرفع الاشتباه بين أعراض الاثنين قدر الإمكان، ولتوفير الحماية منه، خاصة بعد سنتين من الإغلاق وانفتاح الناس على بعضها، فإن موجة الإنفلونزا قد تكون أشد ضراوة، خاصة أن كثيرا من الناس لم يأخذوا اللقاح السنة الماضية.
ذهنية المؤامرة تبحث عن شيء لتتعلق به، فتارة يكون المرض مؤامرة وتارة يكون اللقاح مؤامرة؛ فإذا كانت المشكلة مؤامرة وحل المشكلة مؤامرة، كيف يمكن تخلص الناس من هذا الوباء؟.
أحيانا يقال أنها مؤامرة يهودية كي يقضوا على المسلمين؛ اليهود حاليا وصلوا إلى إعطاء الجرعة الرابعة من اللقاح، فهل سيقضون على أنفسهم أو على من؟.
هذا تسطيح، وهذه بساطة، واستغفال لعقول الناس من خلال نقاط ليست ذات جدوى.
إذا كان هناك حريق في بيت ما، هل تلتهي بالبحث عن الذي أشعل الحريق أم تبادر إلى إطفاء الحريق، وتحمي نفسك وعائلتك..
الآن، الوباء واقع وحقيقة، واللقاح المخرج هو الوحيد بعد عناية الله سبحانه وتعالى. الوباء هو حقيقة، ولذا ينبغي مواجهة الواقع بشكل أكثر عقلانية.
بالإضافة إلى فحص الاختبار السريع Rapid Test أو Antigen antibody test اختبار الأجسام المضادة للمستضد، وهو يعتمد على كشف المناعيات وهو موجود ومتاح في المملكة، ويعتمد عليه، ولكن لديه قصور في النتائج السلبية مقارنة بفحص الجزيئات.
هذه توصيات الجمعيات الأمريكية للحوامل CDC، ويبدو أنه لا يوجد خلاف في هذا الموضوع.
إحدى الشائعات المنتشرة: ما مدى ارتباط جرعات اللقاحات الخاصة بفايروس كورونا واستخدام التخدير ”الموضعي أو الكامل“ لجسم الإنسان وأنه يؤدي إلى الوفاة
هذا غير صحيح، ومبالغ فيه بشكل كبير جدًا.
لا يوجد تعارض بين لقاح كورونا والتخدير الموضعي أو الكامل، وهناك ملايين الناس يأخذون لقاحات كورونا ويعطون تخديرا موضعيا أو عاما دون حدوث مشاكل بسبب ذلك.