الوعي بأدوارنا
إن نهوض الأمم يعتمد على الاهتمام بالتعليم وجعله محركاً أساسياً للتطوير والتقدم، وهذا يتطلب توافر عناصر معينة هي الإرادة والتخطيط الجيد والجودة في التعليم وهذا يشمل كل تفاصيله، كذلك توافق التعليم مع متطلبات العصر، ومواءمته مع احتياجات سوق العمل، وفي عصر التكنولوجيا والمعلومة الحاضرة، أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسيلة حياة، وليست مجرد أدوات رفاهية مقتصرة على مجال معين أو شريحة معينة.
وفي ظل التوجه العالمي نحو اقتصاديات المعرفة والتي تعتمد بشكل أساسي على التقنيات الحديثة لاستغلال المعرفة في رفع مستوى الرفاه الاجتماعي، أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسيلة بقاء في ظل عالم ضاج بالانفتاح الإجباري ومعياره هو القدرة التنافسية من أجل التقدم والبقاء في هذا العالم الطارد، إن لم تتغير أو تتبدل وتمتلك أدوات قوية تكون كمحرك لإحداث تغيير جذري ولبنة حقيقية في نمط الحياة والتفكير، فهويتنا مربوطة بحبل المرجعية الثقافية لنا والتي تؤثر على سلوكنا وكيفية تعاطينا مع كل ما حولنا.
والواقع أن الأسرة يقع عليها جزء كبير في تعليم أبنائها وتعويدهم على القدرة على التحليل والنقاش وكذلك البحث عن المعلومة والتحقق منها وغربلتها والبحث عن مصدرها، كذلك تعويدهم على تقبل النقد والآراء المختلفة والمخالفة لهم، فنحن بشر قابلون للخطأ والصواب. واللبنة الأساسية هي الأسرة التي تنمي وعي الأبناء بأهمية التعليم كأولوية في الحياة، فدوره يكمن في تحسن جودة الحياة، ودور الأسرة هو دور تكاملي مع المدرسة، فكلاهما لديه أدوات للتعليم ورفع مستوى وعي الأبناء، ويأتي التعويد على التفكير الناقد والذي بدأت مؤسساتنا التعليمية بتبنيه في التعليم العام والعالي يجعلنا نحس بالراحة وصفاء الذهن، والحقيقة أننا نحتاج لرصد تجربتنا التعليمية وتحليلها وتقييمها ثم تقويمها، لنسلط ضوء ساطعاً على مكمن الخلل الذي نلاحظه ولا نلاحظه، ونحتاج أن نؤمن بأهمية أدوارنا سواء في المنزل أو المدرسة أو المجتمع فالعلم ”عبارة عن طريقة للتفكير أكثر من كونه قالباً جامداً للمعرفة“ كارل ساجان.