آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:36 ص

الشيخ الصفار يصدر شخصية الفرد.. جدلية العلاقة بين الفرد والمجتمع

جهات الإخبارية

عن دار أطياف للنشر والتوزيع صدر للشيخ حسن الصفار كتاب «شخصية الفرد.. جدلية العلاقة بين الفرد والمجتمع»، ط1,2021م.

يرى الشيخ الصفار أن المجتمعات التقليدية تمتاز بمستوى متقدم من الترابط والتكافل الاجتماعي، في مقابل ذلك فإن المجتمعات الحديثة تعاني من تدني مستوى الترابط والتواصل الاجتماعي، وتغوّل الروح الأنانية الفردية.

لكن الصورة المضيئة إنسانيًا في المجتمعات التقليدية، ”تستبطن زوايا سلبية قاتمة، حيث ينشأ الفرد فيها على التبعية والانقياد، ويُحظر عليه التفكير الحر المستقل خارج السائد في محيطه الأسري والاجتماعي، ولا يمكنه أن يقرر حتى لنفسه ما لا ترضاه أسرته، ولا أن يعترض على قرار تتبناه زعامة مجتمعه“.

وفي المقابل فإن الصورة المظلمة للمشهد الإنساني في المجتمعات الحديثة، ”تنطوي على جوانب مشرقة، تتمثل في احترام شخصية الفرد، والاعتراف بخصوصيته وحريته، وافساح المجال لتطلعاته، وتحفيزه للإبداع“.

ويذكر في المقدمة ان المتأمل في صورة المشهدين، يجد أن البعد السلبي في كل منهما ناتج عن التطرف والمبالغة في عنصر القوة والإيجابية. فالمبالغة في تعزيز الروح الجمعية حولتها إلى نوع من الوصاية على الفرد في المجتمعات التقليدية، كما أن الغلو والتطرف في الفردانية تحوّل إلى أنانية مقيتة في المجتمعات الحديثة.

وعن سؤال: كيف يمكن الجمع والتوفيق بين عنصري القوة في كلا النموذجين، وتجاوز حال التطرف والغلو فيهما؟

يجيب في المقدمة: اعتقد أن ذلك ما يتطلع إليه المخلصون الواعون في المجتمعات التقليدية والحديثة.

ويضيف: لقد تعالت أصوات عدد من المفكرين الغربيين الناقدين لتجذر الروح الأنانية الفردية، والاستغراق المادي في مجتمعاتهم، وأبدى كثيرون من أبناء تلك المجتمعات انبهارهم بمشاهد الترابط والتراحم الاجتماعي في المجتمعات التقليدية، وكان ذلك سببًا لإقبال بعضهم على اعتناق الإسلام.

ويتابع: وعلى الضفة الأخرى فإن العلماء الواعين والباحثين المصلحين في المجتمعات التقليدية، يدركون خطر الإرهاب الفكري والقمع النفسي الذي يحيط بحياة أفراد مجتمعاتهم، وأنه سبب رئيس لحال التخلف في هذه المجتمعات، وقد يدفع بعض أبنائها للتخلي عن انتمائه الديني والاجتماعي كردّ فعل لواقعه المأزوم.

هذا الكتاب ”يسلط الأضواء على هذه المشكلة، ويدعو إلى تحرير الفرد من سلطة القمع الأسري غير المشروع، وهيمنة الإرهاب الفكري الاجتماعي. وذلك بالعودة إلى مفاهيم الدين الأصيلة وتعاليمه النقية التي جاءت في الأصل لحماية حقوق الإنسان وإقرار كرامته، وسيادة العدل في المجتمع ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ“.