”أبوشلوة“ ألهمته بساتين الخويلدية اكتشاف العوالم الصغيرة
”مفيد أبو شلوة“ ابن بلدة الخويلدية بمحافظة القطيف، الباحث العلمي والمحترف بفن التصوير ”الميكرو“.
كان لـ ”جهينة الإخبارية“ وقفة حوارية معه حول بداياته وإنجازاته والتي كان آخرها حصوله على ”الجائزة الكبرى“ ولقب مصور لومينار في المسابقة السنوية العالمية والمتخصصة في تصوير الحشرات، والتي أعلن عن الفائزين فيها في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر 2020.
حصلت على خمسة ألقاب دولية، من أهمها اللقب الثاني من ألقاب الجمعية الأمريكية التصوير الفوتوغرافي.
فزت بأكثر من 147 جائزة دولية، كما حصلت أعمالي على أكثر من 10 ملايين مشاهدة على موقع ”يوبيك“ الشهير.
نشرت لي العديد من الأعمال في عدة صحف العالمية، كان آخرها صحيفتي ديلي ميرور والصن البريطانيتين.
عضو في الجمعية الأمريكية للتصوير الفوتوغرافي، وعضو في منظمة المصورين المحترفين WPPO الروسية.
سافرت إلى عدة غابات حول العالم، بما في ذلك الغابات المطيرة في إندونيسيا وماليزيا وغابات النمسا، وغابات بابوا غينيا الجديدة والغابات الفرنسية وغيرها.
في نفس العام توجهت إلى تصوير الماكرو، أيضا بأبسط الإمكانيات، كان البدء في هذا المجال شبه مستحيل بسبب عدة عوامل من ضمنها قلة وندرة معدات تصوير الماكرو، وصعوبة المجال حيث إنه يحتاج الكثير من الوقت والجهد.
لم تكن بداياتي في تصوير الماكرو محض صدفة، بل كانت لعدة أسباب من أهمها مخاوفي من الحشرات، وكان الخوض في هذا النوع من التصوير والوصول إلى ما عليه اليوم، هو تحدي وإصرار على كسر مخاوف الطفولة، وأيضا رغبة لاكتشاف هذه الكائنات الصغيرة، ولربما حبي أيضا لحصص العلوم العملية، عند تمرير الأستاذ رقاقات الزجاج لرؤية الخلايا عبر المجهر زرع الفضول للتعرف أكثر على هذه الكائنات.
لقد بدأت من قريتي ”الخويلدية“ المحاطة بواحة من البساتين، والغنية جدا بالحياة الفطرية وبها تنوع كثيف من العوالم الصغيرة وبعضها غير مكتشف، وذلك يعود لقلة التخصص في المحيط العربي في هذا الشأن، كما أنني سافرت إلى العديد من الغابات حول العالم، ومن أهم المواقع التي شملتها رحلاتي الغابات النمساوية كالكالبن والمناطق الريفية المحيطة بها.
وردا على سؤالك عن من ساندني في هذا المجال، ربما في السنوات الأولى لدخولي هذا العالم لم يكن هناك أحد بجانبي، بل على العكس كان هنالك من يرى أن مجالي في عالم التصوير مقتصر على تصوير الحشرات فقط، الأغلبية يصاب بالاستغراب أو حتى الاشمئزاز، وهذا الشيء لم يثني عزيمتي بل زادني إصرار وقوة، وما وصلت إليه الآن هو مجرد بداية الطريق لهذا العالم.
عبارة عن كم هائل من الوقت في التجارب الشخصية والبحث والقراءة والتعليم الذاتي امتد على مدار سنوات عدة، لم أعتمد على أي أحد في كسب المعلومة بسبب قلة مرتادي هذا المجال في ذلك الوقت.
أما الآن فإني أحظى بمساندة عائلتي والمحيطين من حولي سواء أصدقاء مقربين مني أو حتى من محيط مصورين الماكرو على الصعيد العالمي.
فكل هذه التساؤلات قد شقت طريقها للعلم والمعرفة من خلال تجربتي.. ربما ينتابك الفضول حول هذه التساؤلات، وسأجيبك على بعضها بمثال بسيط جدا:
فحسب ما توصلت له الدراسات العلمية إلى أن كل نملة تمتلك عدد من الغدد في أسفل البطن، بحيث أن كل غدة منها مخصصة لإيصال رسالة محددة لبقية أفراد السرب، فعندما تعثر إحداها على مصدر للطعام فإنها تفرز مادة على طول مسارها لترشد الأخريات على المكان الصحيح، هذه المادة التي تفرزها خاصة بمجموعتها فقط، ولا يمكن أن تفهمها مجموعة أخرى إذا مرت عليها. كما أن كمية المادة تقل عندما تستشعر المجموعة أن كمية الطعام بدأت تقل.
على الرغم من صغر حجمها، إلا أن الحشرات تلعب دورًا كبيرًا في النظام البيئي الضخم والمعقد في إفريقيا. بعضها مفيد، وبعضها خطير، كما أن بعضها رائع وخلاب وبعضها مهدد بالانقراض.
أقرب إنجاز إلى قلبي وأسعدني بشكل لا يوصف هو فوزي بالجائزة الكبرى ولقب مصور ”لومينار“ في المسابقة السنوية العالمية والمتخصصة في تصوير الحشرات.
وتنافس في المسابقة أكثر من 800 مصور متخصص في تصوير الماكرو وليصل عدد الصور المشاركة في المسابقة أكثر من 5000 آلاف صورة من جميع أنحاء العالم.
وللحصول على لقب مصور العام، يجب أن تحوز 5 أعمال للمصور على مراكز متقدمة في خمس أقسام مختلفة من أصل 10 أقسام بالمسابقة.
ضمت لجنة التحكيم شخصيات معروفة جدا بما في ذلك رئيسة Buglife، جيرمين جرير، وعالم الطبيعة نيك بيكر، ومصور اللافقاريات الرائد ليفون بيس، والبروفيسور ستيف أورميرود، وعالم الأحياء أرنو فان بيرج هينجوين.
بعد اللقاء الذي أجري معي قبل الإعلان عن النتائج بأيام من قبل السيد مايك بيتس مالك موقع فوتوكرود الشهير، والذي كان أحد الرعاة للمسابقة والرسالة التي أوصلها من قبل لجنة التحكيم، قال: لقد أذهلت لجنة التحكيم بمستوى عالٍ من المهارة الفنية والإبداع، ومن الواضح تفانيك الدقيق في مهنتك ألف مبروك أنت تستحق هذا اللقب وبجدارة.
دراسة سلوك الحشرة، فالبعض يجهل سمية وخطورة هذه الكائنات، فمن الممكن أن تسبب لك ضرارا جزئيا يعقيك كمصور ماكرو، فأسلوب البحث والمعرفة العلمية قبل البحث الميداني له حصة كبيرة في العثور على المطلوب وتخطي المصاعب، بخلاف البحث العشوائي في بيئة حرة، كما شرحت مسبقا بدايتي كانت صعبة جدا وكنت على وشك الابتعاد عن هذا المجال نظرا لندرة المعدات المتخصصة وكلفتها لهذا المجال وأيضا صعوبته حيث يعتبر ”تصوير الماكرو - مايكرو“ ثاني أصعب أنواع التصوير الفوتوغرافي بعد التصوير تحت الماء، ولكن عندما أرى صور في مواقع فنية للتصوير الفوتوغرافي أو علمية فأول ما ينتابني هو التساؤل والفضول حول كيفية تصويرها وإخراجها بهذه الدقة. إلا أن الإصرار والصبر يعد الخطوة الأولى للوصول إلى نقطة البداية.
أيضا من الصعوبات والتحديات التي يمكن أي مصور ماكرو أن يواجهها هي معرفة ما هو الشيء الذي قام بتصويره من جميع النواحي لكي يقوم بتقديمه بصورة متكاملة للمتلقي، أيضا اختيار المكان والزمان الذي سيقوم بالتصوير فيه.
بالنسبة لي كلما زادت الصعوبة زادت متعة التحدي، لقد أصبح هذا النوع من التصوير جزء من حياتي اليومية وأسعى لتقديم شيء مختلف في كل مرة..