الدكتورة القاضي: القطيف ”مهملة“.. والتراث ما زال حيًا فيها
استقطبت جمعية التراث بالقطيف، يوم السبت، المهندسة المعمارية المختصة بحفظ وترميم التراث المعماري الدكتورة رنا القاضي، المهتمة بالهندسة المعمارية والموروث الثقافي، بعد 17 عام من زيارتها الأخيرة، لتكون ضمن زياراتها للقرى التراثية في المملكة، حيث بلغت القرى التي زارتها قرابة 105 قرية في مختلف مناطق المملكة براً، في دراسة تعمل على إعدادها ميدانياً.
والدكتورة القاضي مهندس معماري أول، حاصلة على دكتوراة في حفظ وترميم التراث المعماري من جامعة بوليتكنيكا دي مدريد في اسبانيا، شغلت منصب أستاذ مساعد في جامعة دار الحكمة، ومساعد باحث في المدرسة الفنية العليا للعمارة في مدريد، وكانت ممثلة دولية عن ”وزارة الخارجية“ في المملكة العربية السعودية، ومنسق الحفلات الملكية في الوزارة في مدريد، كما شغلت العديد من المناصب في ”أرامكو السعودية“.
”جهينة الإخبارية“ التقت الدكتورة رنا القاضي، لتستطلع رأيها، وهذا ما قالته عن القطيف..
ارتبط الانتماء من الصغر، فقد كنا نشتري البوظة الشهيرة من«مصنع الألبان والبوظة الوطني»،
لصاحبها الحاج عبدالله المطرود قطيفي المنشأ.
وقد كانت الشركة من أوائل الشركات التي بدأت في توجه الإعلانات التجارية على التلفاز، فأصبحت أغاني منتوجات الألبان التي نسمعها في الفواصل الإعلانية مرتبطة بأذهاننا إلى اليوم.
في سنة 2003 رتبت مجموعة من زوجات موظفين شركة أرامكو في رأس تنورة، برنامجا لتدريس اللغة الإنجليزية الخاص بأيتام محافظة القطيف، وكنت من المبادرات للانضمام إلى الفريق. وبعد انتهاء البرنامج، كافؤنا أهالي المنطقة برحلة في أنحاء القطيف وجزيرة تاروت لرؤية المعالم التاريخية في المنطقة جزاءً لمجهوداتنا التطوعية.
مما أنعشت زيارتي لجزيرة تاروت بالأمس ذكريات كثيرة من الماضي.
من هنا بدأ مشروع دراسة المزايا النسبية للمواقع، الذي يشمل الحرف اليدوية، والمحاصيل الزراعية، ونوع البناء والفنون لرسم خطة تنموية تزيد من المدخولات الاقتصادية للقرى بالأنشطة المحلية التي تعزز الموروث الثقافي.
من ضمن الدراسة تحديد المسارات السياحية، وتصميم النزل والمعامل الريفية من أجل التحفيز على الإنتاج المحلي. وصلت عدد القرى التراثية التي زرتها قرابة 105 قرية في مناطق المملكة المختلفة والتي سافرت إليها برا. كان الهدف دراسة المواقع والطرق والخدمات، ثم أصبح التوثيق جزءا من الاهتمام لحفظ الموروث الثقافي، ودعم أهالي المناطق بالتوجهات المناسبة لإحياء القرى المهجورة.
يعد ذلك ميزة نسبية تميز محافظة القطيف، ولكن الرجاء والأماني في دعم تلك المجهودات من قبل الجهات المعنية؛ للاستمرار والاستدامة.
الشحنات السياسية حاليا لها دور في تخويف الناس من الاندماج مع المختلفين معهم في المذهب أو المماراسات الدينية، ولكن من المهم التذكير بأن ما يميز المملكة العربية السعودية أنها رائدة في محور إدارة الأمن والأمان، وذلك ما شجع سيدة مثلي من التنقل برا بين المدن بكل اطمئنان. فلا خوف من المفترض أن يولد في أي مدينة من مدن المملكة ، فالأمان هو قوتنا السياسية.
كما شد انتباهي وإعجابي بأن المهتمين بالتراث أسسوا عقد بين مُلاك المواقع التراثية والمجتمعات المحلية يسمى: عقد المنفعة، وهو أن يصرح المالك استثمار الموقع للتشغيل من قبل المجتمعات المحلية دون مبلغ مالي لفترة محددة تصل حتى 25 سنة، فيتم تشغيل المكان بدلا من أن يكون صامتا ومعرض للهدم.
بيوت للفنون والأدباء مطلب في القطيف وكل مناطق المملكة.