آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

البليهي: لو أدرك الناس طبيعتهم لتغيرت الأوضاع البشرية نحو الأفضل

جهات الإخبارية حوار: عيسى العيد - مجلة اليمامة

يعد المفكر السعودي إبراهيم البليهي من النوادر الذين ينتجون فكرا تأسيسيا، حيث إنه يجهد نفسه في البحث والتأمل لكي يصل إلى نتيجة ينظر لها بعمق ويبني عليها تلك الفكرة، ومن تلك الأفكار الرائدة تلقائية الإنسان، الذي يراه بأنه لا يولد بعقل جاهز بل بقابليات فارغة، إذ يرى البليهي بأن الإنسان يتأثر بالبيئة التي ينشأ فيها، يتطبع بتلك البيئة من حيث النسق الثقافي واكتساب اللغة.

وقد أقام البليهي على هذه النظرية مشروعه الفكري تأسيس علم الجهل لتحرير العقل، الذي يعتبره هو أهم علم تحتاجه البشرية، إذ لكل إنسان رؤى وأحكام ومواقف مسبقة وثابتة لديه تتحكم في سلوكه وتصرفاته لكنهم لم يدركوا حقيقة تصوراتهم المسبقة من أين جاءت واستقرت.

ويعتقد البليهي بأن التخلف بنية صلدة ذات مقاومة عنيدة شيدت تلك البنية من تقديس الماضي بشكل قد أسس على ذلك التقديس مشروعه السوابق عوائق.

في حوارنا هذا يكشف البليهي عن أصل الفلسفة وكيف تبصر الناس بمهزلة العقل البشري؟ هل كل من درس الفلسفة يعتبر فيلسوفا؟

كيف تبنى حصون التخلف؟ وماهي حاجتنا لعلم الجهل؟

جرت العادة في كل حوار يطلب من الضيف بعض المعلومات عنه مع أن البليهي معروف من خلال كتاباته المختلفة إلا أني مضطر لعرف الحوارات اطلب التعرف على شخصكم الكريم؟

ابراهيم البليهي... من الناحية الوظيفية كنت مسؤولا في البلديات ثم عضوا في مجلس الشورى ثم تفرغت لإنجاز مشروع فكري واسع بعنوان «تأسيس علم الجهل لتحرير العقل»

ما هي التلقائية التي تُنَظِّرون لها وتتحدثون عنها؟

بعد سنوات طويلة من التأمل والبحث والاستقصاء في الطبيعة البشرية توصلت إلى أن الإنسان كائن تلقائي فهو لا يولد بعقل جاهز وإنما يولد بقابليات فارغة متعطشة فطريا للمعرفة فتتشكل هذه القابليات تلقائيا بالبيئة التي ينشأ فيها الفرد فأنت لو تربيت في أسرة يابانية فسوف تتطبع بشكل تلقائي بالنسق الثقافي الياباني وسوف تكتسب اللغة اليابانية وسوف تعيش بعقل ياباني وقيم يابانية وولاءات يابانية.. وهكذا كل البشر يتبرمجون بمعطيات البيئة الطبيعية والثقافية التي ينشؤون فيها وكل ذلك يتم بشكل تلقائي... ولو تتبعنا كل أحوال الإنسان لوجدنا أنه كائن تلقائي..... وقد شرحت ذلك بالتفصيل في كتابي «الإنسان كائن تلقائي» بجزئيه... وقدمت نماذج من تجليات التلقائية ونماذج من ارتباكاتها....

وقد أقمت على هذه النظرية كل مشروعي الفكري الذي هو بعنوان «تأسيس علم الجهل لتحرير العقل» ولو أدرك الناس طبيعتهم التلقائية لتغيرت الأوضاع البشرية نحو الأفضل....

فوجئ الكثيرون بما تسميه علم الجهل.. فكيف يكون للجهل علم؟!

الجهل الحقيقي الذي يمثل الإعضال البشري الأعمق والأشد ضررًا؛ ليس عدَمًا بل هو كيان صلب وعميق الجذور فليست مشكلة الإنسان فيما يعرف أنه يجهله بل هي فيما يتوهم أنه يعرفه فكل إنسان لديه رؤى وأحكام ومواقف مسبقة ثابتة هي التي تتحكم بتفكيره وسلوكه ولكن هذا الجهل العام لم يتم كشفه للناس ليدركوا حقيقة رؤاهم وتصوراتهم ومواقفهم من الناس والوجود فعلم الجهل هو أهم علم تحتاجه البشرية على المستويات الفردية والاجتماعية وعلى المستوى البشري عموما... لقد أصدرت عددا من الكتب للاسهام في تبصير الناس بأعمق معضلة يعيشونها لكنهم يجهلونها فتتحكم بهم دون أن يعلموا.... اقد انشغلت بمشروع فكري واسع «تأسيس علم الجهل لتحرير العقل» وصدر حتى الآن عدد من الكتب تعالج «توَهُّم المعرفة» أي الجهل المركب

لكم كتاب عنوانه «حصون التخلف» فهل يمكن أن تحدثنا عما تعنيه بهذه الحصون؟!

التخلف ليس فراغا أو عدَمًا بل هو بنية صلدة ذات مقاومة عنيدة وشرسة.. وهذه البنية تحتمي بحصون قوية مثل: تقديس الماضي بشكل مطلق والبقاء في أسر الأنساق الثقافية ومقاومة التغيير ومحاربة الرواد والتحيز بشكل أعمى وافتقاد الرؤية الموضوعية... وما لا نهاية له من الحصون التي تحتمي بها بنية التخلف لتبقى صامدة على امتداد القرون فلا تتأثر بأضواء الفكر ولا تستجيب لحقائق العلم....

qqwأقيم لكم في القطيف حفل تكريم من قبل منتدى الثلاثاء الثقافي كيف تقيمون هذا التكريم؟!

كانت لفتة كريمة ونبيلة من منتدى الثلاثاء الثقافي وأكملها بعزمه على إصدار كتاب يوثق لهذا التكريم سواء من المشاركات المباشرة أو من أصداء التكريم على المستوى الوطني.

القطيف منطقة عريقة في مجال الفكر والشعر والأدب.. وليست بحاجة لتقييم شخص مر بها خلال ساعات.. فقد أبهجتني كثافة الحضور وشدة تفاعلهم فقد غمروني بسابغ كرمهم فلهم جميعا صادق الامتنان.

هناك جدل حول معنى الفلسفة ومن هو الفيلسوف البعض يعتبر الفلسفة علم وكل من يشتغل بالفلسفة هو فيلسوف كيف أنت ترى ذلك؟

الفلسفة ليست معلومات يتم استظهارها، ولا هي فرعٌ علميٌّ من العلوم المختلفة، تَسهل إجادته، بل إن الفلسفة نقلة نوعية في منهج التفكير؛ وإعادةِ ترتيبٍ لمنظومةِ القيم المعرفية، وقيم الحياة، وقيمة الإنسان، إن الفلسفة قطيعةٌ مع التفكير التلقائي، وقطيعة مع اجترار التاريخ، وقطيعة مع التفكير التعليمي الخَطِّي؛ وقطيعة مع تقديس الأشخاص، وقطيعة مع الانغلاق الثقافي، وقطيعة مع استسهال شأن المعرفة، إن الفلسفة وثبةٌ من ضفة الإمتثال التلقائي النسَقي، وهي مبارحةٌ لدائرة التكرار النمطي، إنها احتجاجٌ عميق ضد إعادة إنتاج الماضي والاستمرار في تدويره، وقطيعة مع أوهام امتلاك الحقيقة المطلقة؛ وهي تأسيس لنبش وكشف أوهام الأنساق الثقافية ونزع الحُجُب عن المألوف ليرى العقل النقدي كل ما كان متواريا خلف ألف حجاب من التعود والتطبع والتآلف والتلقائية...

يتوهم البعض أن الفلسفة تؤلِّه العقل؛ أما الحقيقة فهي أن أول مهام الفلسفة تبصير الناس بمهزلة العقل البشري؛ فالعقل نشاطٌ، وليس اسمًا، وهو لا يكون عقلا بمعناه الفلسفي إلا إذا صار فاعلية نقدية، إنه رائع أن يتم تدريس الفلسفة ليس لنفعها المباشر على الدارسين؛ فهذا مشكوك فيه جدا؛ فالفلسفة ليست مادة تعليمية عادية؛ فحتى أساتذة الفلسفة غالبهم ناقلو معلومات فلسفية وليسوا فلاسفة؛ بل قد تلتقي مع أستاذِ فلسفة؛ وبعد النقاش يظهر لك أنه لا علاقة بالفكر الفلسفي وإنما هو حافظ معلوماتٍ فلسفية. أما الكسب العظيم لتدريس الفلسفة فهو أنه دلالةٌ على الانفتاح الثقافي وهذا هو المناخ الذي تزدهر فيه الأفكار وتطيب الحياة....

الأمة العربية دائما تتغنى بأمجادها وسابق حضارتها لكننا نرى أن الحضارات الأخرى تقدمت وازدهرت والأمة العربية لا زالت على حضارتها السابقة في رأيك ما هو السبب الذي يعيق تقدمها؟

من النظريات المهمة التي توصَّلتُ إليها نظرية «السوابق عوائق» فالشعوب التي تعيش في مواطن نشأة الحضارات الأولى مثل العراق ومصر لم تستطع أن تنفك من عوائق القديم... بينما نجد أن اليابان هي الأسرع التقاطا لمقومات الحضارة المعاصرة لأن ثقافة اليابان قد تأسست منذ البدء على الالتقاط من الصين وغيرها فهي أمة تنظر للحاضر والمستقبل وليس في ثقافتها سوابق تعوقها عن الاقتباس من أية أمة أخرى... سنغافورة بهرت العالم بسرعة تقدمها لأنها تأسست في أرض بكر لم يسبق لأحد أن سكنها.... الولايات المتحدة الأمريكية وكندا تميزا بالازدهار أكثر من أوروبا لأنهما تخففا من عوائق التاريخ التي تكبل حركة البلاد ذات التاريخ العريق في الحضارة... هذه نطرية مهمة للغاية فحين ينبري المصريون أو العراقيون ليفتخروا بأنهم أبناء أقدم الحضارات فإنهم يجهلون أن السوابق عوائق.

كثيرا ما تحدثت حول الحضارة المعاصرة وبمعنى اصح الحضارة الغربية والانبهار بها قد يفهم من كلامك افضليتها على الحضارة الاسلامية هل من توضيح حول هذه المسألة بالتحديد؟

لقد أسيئ فهم ما قلته عن الحضارة ورغم أنني أوضحت رأيي بوضوح مرارا إلا أنه مازال الخطأ...

أما رأيي بوضوح وتحديد فهو:

«أن الحضارة الإسلامبة حضارة دينية محضة؛ فالعرب خرجوا من جزيرتهم واندفعوا في آفاق الدنيا دعاة دين كانوا يعتبرون أنفسهم معلمين للعالم في المجال الديني وحاربوا لنشر الدين وكل اندفاعهم في الأرض كان بقوة الدين وباسمه وتحت رايته ومن أجله «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام» هذا كان شعارهم ومحور اهتمامهم....

وكل علومهم الجماعية كانت دينية أو تخدم الدين...

العالم حين يتحدثون عن التقدم الحضاري فهو حديثٌ عن تجليات التقدم الاجتماعي والتقني والسياسي والاقتصادي والتقدم في العلوم والوسائل الدنيوية.....

الحكم دائما في كل الأمور يكون على الغالب حتى الأدوية لا تكون نافعة لنسبة قد تصل إلى ثلاثين بالمائة وكذلك كل الأمور البشرية الحكم فيها على السائد.. على الاتجاه العام...

وحين نقول بأن الحضارة المعاصرة حضارة دنيوية فهذا لا يعني زوال الدين أو عدم الاهتمام به فالدين مثلا في أمريكا له تأثير عميق ولكن الحضارة الأمريكية حضارة دنيوية لأن الحكم على التوجه العام الذي تنتظم به الأوضاع... وبهذه الرؤية فإن الحضارة الإسلامية هي حضارة دينية أما وجود علماء دنيويين كالرازي وابن النفيس وابن سينا وابن رشد والكندي سواء كانوا عربا أو من أعراق مختلفة؛ فهذا يعبر عن أقلية من الأفراد ولا يمثل التوجه العام السائد... لكن أغلب الذين تلقوا رأيي لم ينتبهوا لهذا فظنوا أني أقلل من شأن العرب بينما رؤيتي تركز على التوجه الحضاري العام....

هل في رأيكم أن اختلاف الثقافات تتحكم في ميول الفرد وتنشئته الفكرية أم ان الوراثة الأسرية بفعل الجينات هي التي تساعد في تميزه الفكري؟

ستيف جوبز نجا من التأطير فغيَّر العالم بإبداعه

إن الرواد المغامرين يسيرون دائمًا في اتجاه مضاد للتيار العام السائد فإذا كان التعليم الجمعي يستهدف تكريس الواقع وتزكية السائد فإن المبادرين المبدعين يسعون لتغيير الواقع وتجاوز السائد وشق مسارات جديدة للتقدم والازدهار ولقد كان ستيف جوبز واحدًا من أبرز الرواد المغامرين في هذا العصر ويعود انفراده الباهر إلى أنه نجا من التطويع الأُسري ومن التأطير التعليمي فعاش حُرًّا طليق العقل مفتوح الوجدان فصاغته الظروف القاسية على هذا النحو الفريد...

إن شعور ستيف جوبز المبكر بأنه مسؤول عن نفسه وعن مستقبله وبأنْ لا أحد يعتني به سوى ذاته قد أكسبه وعيًا مبكرًا وصلابة مبكرة فنما ذكاؤه وخياله ونمت قدراته فصار مقدامًا في مجالات الفكر والفعل فكان يفكر لنفسه ويتخذ القرارات المصيرية بنفسه ويتحمل المسؤولية بنفسه فالحياة وظروفها ومكابداتها وقسوتها هي المعلِّم الحقيقي وبقدر المواجهة لهذه الظروف يكون النضج.. وبالمقابل فإنه بقدر الاعتماد على الغير كما هي حال المترفين المدللين أو من يستسلمون للتلقين التعليمي الكثيف الطويل تبقى الفجاجة وتستمر السذاجة ويتأصَّل الكلال فالإنسان يعتاد أن يعتمد على غيره إذا كان محميًّا ومعتنىً به أو يعتاد أن يعتمد على نفسه إذا واجه الظروف منفردًا وبهذه المواجهة تتكوَّن العصامية كما هي حالة دافنشي وروسو وجان جانيه وهنري ميلر وغيرهم وهي الحالة التي وَجَدَ ستيف جوبز نفسه محاصرًا بها فانطلق في المواجهة بهذه الانطلاقة العصامية الباهرة..

يقول مؤلفو كتاب «كيف تعمل جوجل» وهم إريك سميدت وزميلاه: «رأى ستيف جوبز المستقبل رأي العين ولا يوجد مثالٌ على تأثير المبدع العبقري على العالم أفضل منه فقد كان مثالاً حيًّا على المزيج بين التعمق التقني والموهبة الفنية والإبداعية كما كان عبقريا في مجال المشروعات التجارية.. مكَّن نفسه من ابتكار منتجات حاسوبية أسَرَتْ العالم كلَّه كما أنه مَزَجَ بين الجمال والعلم في المجتمع التقني المليء بالكثير من المهووسين بالتقنية لكنه لا يحتوي إلا على القليل جدا من الفنانين..» ويقول روزنبرج وسميدث: «لقد تعلم كلانا الكثير عن المبدعين العباقرة عبر العمل مع ستيف ومراقبته وتعلَّمنا كذلك الكثير عن كيف يمكن للأسلوب الشخصي أن يؤثر على ثقافة الشركة وكيف أنَّ تكوُّن هذه الثقافة مرتبطٌ بشكل مباشر بالنجاح».

إن قصة حياة ستيف جوبز زاخرة بالدلالات العظيمة فهو منذ ولادته لم يعرف أمه ولا أباه وإنما تبنته أسرةٌ أميركية بعد أن وجدتْه في أحد ملاجئ الأيتام فحَمَل اسم العائلة التي تبنته فهو لم يعرف حنان الأمومة ولا دلال الأسرة ولا نعومة التنشئة ولا تدخُّلات الأب الآمرة الناهية كما أنه قد اكتفى من التعليم بالمرحلة الثانوية فنجا من التأطير التعليمي حيث لم يجد ما يغريه في مواصلة الدراسة الجامعية وهذا يؤكد أنه صاحب عقل استثنائي حر فريد، فقد أدرك أن استمراره في المحاجر الدراسية هو تنازلٌ عن الفردية وبخسٌ للذات وإهدارٌ لسنوات ثمينة من عمره وتأطيرٌ لعقله وعواطفه وذوبانٌ في التيار العام.. ومن ناحية أخرى فإن قصة حياته تقدِّم دليلاً استثنائيًّا نادرًا يمكن أن يحسم الخلاف المتجدد بين من يزعمون بأن الوراثة هي أساس التميز ومن يقولون بأن الثقافة هي العامل الحاسم في افتراق الناس وتفاوتهم وكذلك افتراق وتفاوت الشعوب والأمم فالإنسان بما ينضاف إليه وليس بما يولد به..

إن قصة نجاحات ستيف جوبز المتنوعة والباهرة قد تكون دليلاً حاسمًا على أن اختلاف الثقافات هو المصدر الحقيقي للتفاوت الهائل على مستوى الأفراد وعلى مستوى الأمم فهذا المبتكر المدهش والملهم ينتمي جينيًّا وعرقيًّا إلى العرب ولكنه ينتمي ثقافيًّا إلى الغرب فأبوه رجلٌ عربي سوري لكنه تخلَّى عنه منذ ولادته وسلَّمه لأحد الملاجئ لأنه نتاجُ علاقة من غير زواج ثم تبنته أسرة أميركية فتشرَّب الثقافة الأميركية ولم يتأثَّر بانتمائه العرقي ولا بالجينات التي ورثها من أبيه العربي وإنما صاغته الثقافة الأميركية فالإنسان كائنٌ تلقائي يتبرمج بالبيئة التي ينشأ فيها..

تخيَّل لو أن هذا الأب العربي لم يتخلَّ عن ابنه ستيف جوبز وأنه قد أرسله إلى أهله في سورية فتشرَّب الثقافة العربية وتشبَّع بشتم الغرب ومعاداة أميركا فماذا سيكون مآله؟! ربما يصير جنديًّا في جيش النظام يقاتل الثوار أو يكون مقاتلاً من مقاتلي داعش أو جبهة النصرة فالإنسان بما يتبرمج به وينشأ عليه وليس بما يولد به إنه كائنٌ ثقافي وهو كائنٌ تلقائي تتشكَّل قابلياته بالأسبق ويبقى هذا الأسبق يحتل عقل الفرد ووجدانه ويتحكَّم به ويحدِّد اتجاهه وقيمه واهتماماته ومصيره..