المعاتيق تترجل عن خدمة الطفولة بعد ثلاثين عاما..
لا أحد من شباب تاروت يغيب عنه اسم السيدة حميدة المعاتيق التي قدمت ثلاثين عاماً من عمرها في عالم رياض الأطفال وتربية جيل كامل ممن بلغوا اليوم سنّ الشباب.
المعاتيق من مواليد جزيرة تاروت، وارتبط اسمها بالعطاء اللامتناهي، ها هي تكتب الفصل الأخير من رحلة العطاء بتقديم استقالتها من إدارة روضة الطفل السعيد التابعة لجمعية تاروت الخيرية.
كان لنا معها هذا اللقاء الذي فتحت خلاله قلبها مسلطة الضوء على محطات بارزة ضمن مسيرتها الطويلة، ربما تكشف النقاب عنها للمرة الأولى.
فقد تحدثت عن أعظم المواقف المؤلمة التي عايشتها وعن موقفها من تعاقب المشرفين على الروضة خلال فترات قصيرة وعن احتياجات المنطقة للنهوض بالتعليم المبكر وغير ذلك من الامور المثيرة. فإلى نص الحوار:
كانت ضحكاتهم وأحضانهم وقبلاتهم تستقبلني كل صباح فتلبسني رداء السعادة والانشراح ليكون يومي أفضل من أمسه.
وهو عندما يعاني الطفل من مشكلة سلوكية ليست عادية بل مرضية لحدّ التأثير على تحصليه العلمي أو على تطور مهاراته وقدراته وعلى بناء شخصيته. وللأسف إزداد ظهور هذه الحالات خلال السنوات الآخيرة بشكل كبير جدًا.
ومن تلك الحالات ”طيف التوحد - صعوبات التعلم وما يتبعها من مشاكل كفرط الحركة وتشتت الانتباه - صعوبات النطق - الصمت الاختياري... وغيرها“
- حالات الانفصال والطلاق أو المشاكل المستمرة بين الأب والأم ومالها من تأثير سلبي عميق على نفسية وشخصية الطفل، وللأسف ايضًا إزدادت هذه الحالات خلال السنوات الآخيرة.
- ترك الطفل لساعات طويلة وبدون رقابة بين يديّ الأجهزة الغبية التي تدمر العقل والشخصية وتضر بنفسية الطفل.
- الإهمال الواضح من بعض الأمهات في متابعة أطفالهن حيث يعتمدن اعتمادًا شبه كلي على الروضة في ممارسة دور التربية والتعليم، ويُحمِّلون المربية كامل المسؤولية عند ظهور أي تأخر في مستوى الطفل، وذلك بسبب كون بعض الامهات لم ينضجن لحدّ الاستعداد لتحمل مسؤولية التربية والتعليم.
- إختيار موظفات كفوءات، حيث أن المهمة حساسة والتعامل سيكون مع الطفل، ولا أعني فقط المربية ”نحن نسميها مربية وليست معلمة لكون المسمى اوسع ولأنها تربي وتعلم“ بل كل من يتعامل مع الطفل في الروضة لابد أن يكون على قدرٍ من التفهم لاحتياجات الطفولة.
وهي من أصعب الأمور التي واجهتني كون الروضة تحوي طاقمًا كبيرًا يتروح بين 70 إلى 90 موظفة، وكل هذا العدد يحتاج إلى: متابعة وتوجيه وتدريب وتطوير، وكل هذا لابد أن يُقدّم بحبٍ وصبر.
- أقمنا أول معرض لقصة الطفل ويعتبر الاول من نوعه على مستوى المنطقة الشرقية عام 1419 هـ وحصلنا على شهادة من مكتب التعليم بالقطيف.
- توالت بعدها نجاحات الروضة من خلال حصولها على المراكز الأولى في عدة مسابقات على مستوى ادارة التعليم بالقطيف منها: ملعبي آمن - افضل مستودع - الفيلم القصير - تجويد البيئات ”اكرز“. وغيرها من المراكز والمشاركات على مستوى ادارة التعليم بالقطيف.
- ومن أعظم المواقف المؤلمة للقلب كانت انتقالنا من مبنى الربيعية الى المبنى الجديد، وكأني طفل انتزعوه من حضن أمه، حيث انه المكان الذي احتضن ذكرياتي مع الاطفال لما يقارب الثلاثين عامًا.
وكذلك العمل على زيادة الوعي لدى الأُسر باحتياجات الطفولة، وتثقيف أولادنا وبناتنا حديثي الزواج، فالتربية مسؤولية خطيرة، والمربي يبني مجتمع من خلال طفل.