آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

المعاتيق تترجل عن خدمة الطفولة بعد ثلاثين عاما..

جهات الإخبارية نداء آل سيف - القطيف

لا أحد من شباب تاروت يغيب عنه اسم السيدة حميدة المعاتيق التي قدمت ثلاثين عاماً من عمرها في عالم رياض الأطفال وتربية جيل كامل ممن بلغوا اليوم سنّ الشباب.

المعاتيق من مواليد جزيرة تاروت، وارتبط اسمها بالعطاء اللامتناهي، ها هي تكتب الفصل الأخير من رحلة العطاء بتقديم استقالتها من إدارة روضة الطفل السعيد التابعة لجمعية تاروت الخيرية.

كان لنا معها هذا اللقاء الذي فتحت خلاله قلبها مسلطة الضوء على محطات بارزة ضمن مسيرتها الطويلة، ربما تكشف النقاب عنها للمرة الأولى.

فقد تحدثت عن أعظم المواقف المؤلمة التي عايشتها وعن موقفها من تعاقب المشرفين على الروضة خلال فترات قصيرة وعن احتياجات المنطقة للنهوض بالتعليم المبكر وغير ذلك من الامور المثيرة. فإلى نص الحوار:

قرار الاستقالة لماذا الآن؟ هل ثمة معطيات خارجية دفعتكِ لقرار الاعتزال؟

الرحيل لا يعني التوقف عن العطاء... إنما هي مهارة ”تعلم متى ترحل“ متى فهمناها عرفنا متى نطبقها، والآن حان وقتها ”فرحلت“.

ماذا اعطيتِ الطفولة وماذا اعطتكِ؟

أعطيتُ الطفولة ثلاثين عامًا من عمري، وأعطتني أو بالأصح علمتني.. حيث تعلمتُ من الأطفال كيف أربي أولادي وتعلمت منهم كيف أسامح وتعلمتُ أن الحب والحنان والإحتواء تقعُ في قمة الهرم لإحتياجات الطفولة.

كانت ضحكاتهم وأحضانهم وقبلاتهم تستقبلني كل صباح فتلبسني رداء السعادة والانشراح ليكون يومي أفضل من أمسه.

حدثينا عن صعوبات واجهتها أثناء سنوات العمل؟

يمكن لي أن أُقسمها الى ثلاثة أقسام:

صعوبات تتعلق الأطفال

وهو عندما يعاني الطفل من مشكلة سلوكية ليست عادية بل مرضية لحدّ التأثير على تحصليه العلمي أو على تطور مهاراته وقدراته وعلى بناء شخصيته. وللأسف إزداد ظهور هذه الحالات خلال السنوات الآخيرة بشكل كبير جدًا.

ومن تلك الحالات ”طيف التوحد - صعوبات التعلم وما يتبعها من مشاكل كفرط الحركة وتشتت الانتباه - صعوبات النطق - الصمت الاختياري... وغيرها“

صعوبات تتعلق بالأسرة

- حالات الانفصال والطلاق أو المشاكل المستمرة بين الأب والأم ومالها من تأثير سلبي عميق على نفسية وشخصية الطفل، وللأسف ايضًا إزدادت هذه الحالات خلال السنوات الآخيرة.

- ترك الطفل لساعات طويلة وبدون رقابة بين يديّ الأجهزة الغبية التي تدمر العقل والشخصية وتضر بنفسية الطفل.

- الإهمال الواضح من بعض الأمهات في متابعة أطفالهن حيث يعتمدن اعتمادًا شبه كلي على الروضة في ممارسة دور التربية والتعليم، ويُحمِّلون المربية كامل المسؤولية عند ظهور أي تأخر في مستوى الطفل، وذلك بسبب كون بعض الامهات لم ينضجن لحدّ الاستعداد لتحمل مسؤولية التربية والتعليم.

صعوبات تخص الموظفات

- إختيار موظفات كفوءات، حيث أن المهمة حساسة والتعامل سيكون مع الطفل، ولا أعني فقط المربية ”نحن نسميها مربية وليست معلمة لكون المسمى اوسع ولأنها تربي وتعلم“ بل كل من يتعامل مع الطفل في الروضة لابد أن يكون على قدرٍ من التفهم لاحتياجات الطفولة.

تقييم الأداء الوظيفي

وهي من أصعب الأمور التي واجهتني كون الروضة تحوي طاقمًا كبيرًا يتروح بين 70 إلى 90 موظفة، وكل هذا العدد يحتاج إلى: متابعة وتوجيه وتدريب وتطوير، وكل هذا لابد أن يُقدّم بحبٍ وصبر.

مواقف خالدة لا تُنسى خلال هذه السنوات؟

من المواقف الخالدة والتي لا تُنسى وكانت تزيدني فخرًا وعزيمةً وحماسًا لمواصلة النجاحات:

- أقمنا أول معرض لقصة الطفل ويعتبر الاول من نوعه على مستوى المنطقة الشرقية عام 1419 هـ وحصلنا على شهادة من مكتب التعليم بالقطيف.

- توالت بعدها نجاحات الروضة من خلال حصولها على المراكز الأولى في عدة مسابقات على مستوى ادارة التعليم بالقطيف منها: ملعبي آمن - افضل مستودع - الفيلم القصير - تجويد البيئات ”اكرز“. وغيرها من المراكز والمشاركات على مستوى ادارة التعليم بالقطيف.

- ومن أعظم المواقف المؤلمة للقلب كانت انتقالنا من مبنى الربيعية الى المبنى الجديد، وكأني طفل انتزعوه من حضن أمه، حيث انه المكان الذي احتضن ذكرياتي مع الاطفال لما يقارب الثلاثين عامًا.

هل سبَّب تعاقب المسؤولين على الروضة بصفتها تابعة لجمعية خيرية أي صعوبات في الدفع بالعملية التعليمية؟ حدثينا عن ذلك؟

بالتأكيد إن تعاقب المشرفين على الروضة بين فترات قصيرة كان من الأمور المزعجة، حيث أن كل مشرف له سياسته التي تختلف عن من سبقه، اضافة الى عدم اطلاعه على أمور الروضة واحتياجاتها وما وصلت اليه الروضة من مستوى وتطور، ولكن ولله الحمد استطعتُ من خلال كسب ثقة اعضاء المجلس خلال سنوات عملي. وأن لا يكون ذلك عائقًا من المضي قدمًا نحو دفع العملية التعليمية والتربوية حتى استطاعت الروضة أن تُحافظ على ثقة الأهالي وحرصهم وتسابقهم على تسجيل اطفالهم.

ماهي النواقص التي تحتاجها المنطقة لتطوير هذه المرحلة المبكرة من التعليم؟

تحتاج المنطقة إلى العديد من المراكز المختصة لمختلف حالات الاطفال في سن الطفولة المبكرة ك ”طيف التوحد - مشاكل النطق - صعوبات التعلم - فرط الحركة وتشتت الانتباه.... الخ“.

وكذلك العمل على زيادة الوعي لدى الأُسر باحتياجات الطفولة، وتثقيف أولادنا وبناتنا حديثي الزواج، فالتربية مسؤولية خطيرة، والمربي يبني مجتمع من خلال طفل.

كلمة أخيرة...

الأطفال زينةُ وخزينة. قال تعالى: ”المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا“ وعن النبي ﷺ: ”اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث: صدقةٌ جارية، او علمٌ ينتفعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له“ ولا يكتملُ المعنى الا عندما نُحسنُ التربية، وأذكى أنواع التربية هي التربية الصامتة وهي التربية بالقدوة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
جعفر العيد
[ جزيرة تاروت ]: 30 / 6 / 2020م - 8:49 ص
شمعة أضاءت الطريق؛ ونهضت بروضة جمعية تاروت الخيرية؛ هي مع المربيات اللواتي عملن بجد واخلاص وإجتهاد؛ وكانت الروضة تنال المراتب الاولى في التقييم ؛ وكنا نلمس ذلك في إدارة التعليم؛ وهذا مبعث فخر لنا في القطيف كل ذلك بفضل من الخطة والسياسة الحكيمة للسيدة حميده؛ وفي الواقع كان المشرفون يدللون العقبات التي كانت تواجه الروضه..الجميع عمل بمقداره.والتوفيق كان من الله سبحانه وتعالى.نامل أن تستفيد الجمعية من خبرة السيدة حميدة (ام علي)؛ في رسم خطة استراتيجية للروضة؛ ولو كان بالإمكان التعاقد معها كمشرفة تمارس الإشراف والتدريب المطلوب خصوصا للمربيات
وإعطائهن بعض المهارات السلوكية للتعامل مع الأطفال.
وفي الاخير ندعو لها بالتوفيق؛ وان يجزيها الله خيرا على كل ماقدمته. انه ولي التوفيق