آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

الخطيب أبو زيد: خطباء تاروت رواد في صناعة المنبر الحسيني

جهات الإخبارية حوار: عيسى العيد - تاروت

- الملا محمد المسيري هو أحد الأوائل من المدرسة الخطابية الأصيلة.
- خطباء العراق أبهروا الجمهور، لكن أداء خطبائنا كان لافتا لهم.
- أطوار الحماسة وقوة الحافظة أهم ما يميز خطبائنا.

ضمت جزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف نخبة من خطباء المنبر الولائي «الخاص بسيرة النبي محمد وآل بيته الطاهرين»، وكان لهم بروز واضح، إذ كان بعضهم روادا في صناعة الخطابة المنبرية المتعارف عليها عند أتباع مدرسة أهل البيت ، إذ لهم ريادة التأسيس لمنهج أصبح معروفا على مستوى المنطقة، حيث لم تكن تاروت وتوابعها والقطيف وقراها هي الساحة الوحيدة لهم بل تعدوا ذلك فكان لهم وجود في الاحساء والبحرين والكويت، وحتى العراق التي هي منجم خطباء المنبر الولائي.

من هنا يطل علينا الخطيب الحسيني محمد بن ملا خليل أبو زيد، وهو رغم كونه يعد من الجيل الحديث من الخطباء، لكنّه عايش ذلك الجيل، وتعرف عليهم عن قرب، ولا عجب فهو ابن الخطيب البارز «أستاذ الخطباء في تاروت» الحاج الملا خليل أبوزيد، وكانت لنا وقفة معه بعد رحيل الخطيب الكبير ملا محمد المسيري في الحوار التالي:

على خلفية رحيل ملا محمد المسيري آخر الرعيل الحسيني في جزيرة تاروت حدثنا عن تلك النماذج التي كان لها أثراً كبيراً على المنبر وما يميزهم عن غيرهم؟

ينتمي الخطيب الكبير الاستاذ الملا محمد بن المُلا علي المسيري الى جيل الخطباء الرواد في جزيرة تاروت، ونقصد به الجيل الذي شهدت صناعة الخطابة الحسينية على يديهم نقلة نوعية واضحة، في سماء الخطابة والوعظ والإرشاد، هذا الجيل الذي يضم الراحلين على رحمة الباري جل شأنه وهم ”الوالد الملا خليل ابوزيد، والأستاذ الشيخ عبد الرسول البصارة، والشيخ محمد جمال الخباز، والملا محمد المسيري، والملا محمد العقيلي“، إضافة إلى الملا أحمد الوحيد والملا أحمد العسكري والملا حسين الفضل، وغيرهم، هؤلاء يمكن أن نعتبرهم الوسط المتميز، الذي نمت ببركته صناعة الخطابة وشهدت تطوراً نوعياً، خصوصا لدينا في جزيرة تاروت، التي كانت  ولا تزال  ولّادة بالكفاءات في هذا المجال، وغيره من المجالات العلمية الأدبية..

هذا مع الاعتراف بدور الجيل السابق الذي كان يحتضن رموز الخطابة مثل الشيخ علي بن عبد الخالق «الذي يلقب بالفليتي»، والملا عبد الله المبشر، والملا عبد الله الحجاج، والملا عبد علي الصفار، وكانت الخطابة في عهدهم تمارس بأسلوب تقليدي بحت يركز على السيرة والنعي، لكن الجيل الذي اشرنا إليه استفاد من العديد من العوامل التي ساهمت في تطور أداء المنبر مثل توفر الكتاب بطبعات حديثة مفهرسة تسهل الوصول للمطالب، انتشار اجهزة التسجيل، تيسر السفر إلى المراكز العلمية «النجف الأشرف، قم المقدسة، مشهد المقدسة"، مجيء خطباء بارزين من الخارج «تحديدا من العراق»، استفاد منهم خطباؤنا، ومن تحفيزهم وتجاربهم، لأننا في جزيرة تاروت استقبلنا نخبة خطباء مثل الشامي والقزويني والقبانجي وغيرهم.

الرعيل الأول من خطباء تاروت تربطهم علاقة وطيدة مع بعضهم لكن من الملاحظ عليهم لكل واحد منهم منهج في الخطابة، في رأيك ما هي العلة في ذلك؟

ليس مبالغة، إذ أطلق البعض على تاروت بأنها ”منجم الخطباء“ وصانعة الخطباء، وهذا واضح لكثرة أعدادهم قديماً وحالياً، وبالنسبة لي فتحت عيني على وسط يعج بالخطباء، كان منزلنا أشبه بملتقى او نادي يجتمع فيه الخطباء ويختلفون الى الوالد «رحمه الله»، معظم هؤلاء تدربوا على يديه، وكانوا يسمونه ”المعلم“ ولا يذكرونه باسمه احتراماً وتقديراً له، حتى بعد استقلالهم بالخطابة وتقدمهم فيها أشواطاً واسعة، وهذا في الواقع واحدة من أهم ما يميز هذا الجيل، العلاقات التي تربط بينهم في بعديها العمودي والأفقي، فهم يحترمون من سبقهم ويدينون له بالفضل ولا يتقدمون عليه، وفيما بينهم كزملاء مهنة توجد أعراف وقواعد، ما يطلق عليه حديثاً ”أخلاقيات وأدبيات المهنة“.

ولعلي هنا اتذكر مثلا أن عندما يدعى الخطيب مثلا لقراءة مجلس فاتحة لمتوف معين له علاقة قرابة بخطيب ضمن المجموعة في أكثر الأحيان يعتذر عن القراءة ويرشد العائلة إلى مراعاة الأولوية في أن يتصدى الخطيب القريب للفاتحة أو على الاقل يتم استئذانه في دعوة خطيب آخر، مثل هذه الآداب كانت مصدر خير وبركة واحترام بين جمهور الخطباء، فهم كبار بعلمهم وثقافتهم وأخلاقهم أيضا. وفي الجانب الآخر من الطبيعي أن يختلف الأسلوب بين خطيب وآخر وإن كانوا ينتمون إلى مدرسة واحدة، ذلك لوجود فوارق فردية كما يقول علماء التربية، من قبيل خامة الصوت، قوة الحافظة، الاستيعاب ومستوى الذكاء، الميول الشخصية، فضلا عن الجانب التاريخي او العقدي او الاجتماعي، لكن مع كل ذلك يمكن للخبير المطلع أن يميز المدرسة التاروتية في الخطابة عن غيرها، الموجودة في بعض جوانب العرض، وبعض أطوار النعي.

لم يكن لخطباء تاروت الأوائل دور بارز قبل سنة 1400 هـ  هل العلة في ذلك وجود خطباء عراقيون والذين كان لهم بروزا قبل تلك السنة؟

صحيح أن بعض أبناء البلاد عاش  في وقت ما  حالة انبهار بالخطباء الذي قدموا إلى البلاد من العراق، مع أن مستوياتهم متفاوتة من ناحية الطرح والمضمون الخطابي، وحتى في جانب التعزية، ولا لا نبالغ إذا قلنا أن بعض خطباء الداخل  في ذلك الوقت  كانوا متفوقين على بعضهم، ولكن حمامة الحي لا تطرب وعلى العموم كانت تجربة جديدة عاشها المجتمع، ولكل جديد لذة كما يقولون، وقد سمعت من بعض من عاصر تلك الفترة أن بعض القراء العراقيين كان يستوقفه طرح بعض خطباء البلد وأسلوبه الخطابي فيقف يستمع إليه وهو في طريقة الى مأتمه، وبعد سنوات من اطلاعنا رأينا كيف أن كبار الخطباء في العراق يؤدون الأطوار القطيفية والبحرانية، وبعضهم أتقنه ايّما إتقان.

تميزت خطباء القطيف عامة وتاروت خاصة بقراءة قصائد الشجاعة التي تتداخل فيها الكلمات وتعطي المستمع بحالة من الحماس والحزن في نفس الوقت في رأيك هل لهذه الحالة من تأسيس ومدرسة خاصة؟

نعم هذا العنصر مهم جداً في الخطابة التقليدية، من الناحية الأدبية تعتبر الشجاعة والحماسة أحد أهم أغراض الشعر، باعتبار أن الشجاعة وخصوصا في المجتمعات العربية كانت محل تقدير كبير، وهي من أهم ما يمتاز به الإنسان كما يقول الشاعر: «إن الشجاعة في الفتى، والجود من خير الغرائز»، وإذا كانت الخطابة الحسينية وسيلة لاستثارة جوانب الخير لدى المتلقي فليس اكثر من ذكر مواقف الشجاعة والجود وهو متجلية بشكل كبير في مدرسة الطف، والشعر باعتباره احد الفنون الإنسانية يبرز هذه النزعة ويجليها بشكل واضح لذلك كان الخطباء في السابق حريصين جدا على حفظ قصائد الشجاعة والحماسة وأدائها بأطوار تناسبها.

ويعتبر ذلك معياراً يقاس به جودة الخطيب ومهارته، لأنه يبرز مهارات الخطيب الفنية وقدراته الخطابية مثل الحفظ ونبرة وخامة الصوت والقدرة على إثارة الحماس لدى المتلقي وتهيئته نفسياً وشحنه عاطفياً للحظة المصرع.. نعم كانت مدرسة المرحوم الملا عبد الله المبشر ”توفي 1394 هـ “ معروفة بهذا اللون، كما برع فيه الخطيب الملا محمد مسيري، والخطيب الملا محمد العقيلي «رحمهما الله».

تلك الفئة من الخطباء كل واحد له ظرف بعضهم عاش الفقر والبعض فقد البصر لكن يمتلكون حافظة نوعية إذ تجده يقرأ في ثلاثة مجالس كل مجلس يختلف عن الآخر ولا يستعين بورقة أو غيرها ترى أن همتهم وإخلاصهم هو الذي أعطاهم هذه القدرة أم ماذا؟

ما أشرتم إليه يؤكد دور ومكانة جيل الرواد من الخطباء لعدة اعتبارات، الحالة الاقتصادية وضيق ذات اليد وانتشار الأمية وغياب وسائل وأدوات الثقافة، وبالرغم من ذلك يعشق هؤلاء هذا الطريق، طريق ذات الشوكة، لم تكن الخطابة او الملائية مصدر ارتزاق وتتطلب بذل جهد كبير، المطالعة والحفظ مع العائد المادي غير مرغب ومشجع كما هو الآن، مع ذلك كان الخطيب يحرص على الاستزادة من المطالعة وعدم التكرار حتى في القصائد فضلا عن الموضوع، هذا في الواقع يعود للمنهج الذي تربى عليه هذا الجيل وهو منهج يمكن ان اطلق عليه منهج التأصيل والتأسيس فهو يلتحق بمعلم يرشده إلى القصائد وطريقة الإلقاء ويجلس عند منبره سنوات يتلقى ويتدرب ويتعرف على فنون وأساليب وأدوات وطرق وآداب ومنهجية القراءة وهذا بلا شك ينمي معارفه ويفتح آفاقه خصوصا إذا كان في بدايات عمره كما هو منهج معظم خطباء ذلك الجيل.

من الملاحظ بروز خطباء القطيف على مستوى الخليج بل يتعدى في رأيك ما هو السر في هذا التميز؟

قرأت عبارة جميلة ورائعة للمقدس الشيخ فرج العمران طاب ثراه كتبها في تقديمه لكتاب وسيلة المبتدئين إلى شرح عبائر المنطقيين لمؤلفه العلامة الشيخ حسن بن علي البدر طاب ثراه يقول فيها: لم يظلم التاريخ شعباً كما ظلم شعب القطيف..

فالقطيف لم تكن في يوم من الأيام نكرة أو قاحلة من العلماء والخطباء بل كانت روضة غناء ورافة الظلال، وكان لعلمائها وخطبائها حضور باهر منذ أقدم العصور على مستوى العالم وكانت لهم صولات وجولات ودور مؤثر في الكتابة والتدريس والخطابة والتبليغ..

ومنذ أقدم العصور كان لخطباء القطيف صيت ذائع على المستوى الإقليمي..

وهناك أسماء لمعت في سماء الخطابة الحسينية وكانوا معروفي في النجف الأشرف ومناطق الخليج مثل البحرين وعمان والكويت والأحساء ونذكر منهم شيخ الخطباء وخطيب العلماء الشيخ الميرزا حسين البريكي رحمه الله وكان يقرأ بمحضر المراجع والفقهاء الكبار في النجف فيبهرهم بطرحه العلمي ومستواه الخطابي!

وهناك عدد من خطباء القطيف كانوا يقرؤن في البحرين والأحساء منهم الخطيب المرحوم ملا محمد المسيري رحمه الله ومجالسه محل حفاوة وترحيب من كافة الطبقات خصوصاً في الأحساء التي احتضنته لفترة طويلة وقد ختم حياته المباركة بقراءة موسم شهر رمضان في هذا العام في الأحساء رغم ظروف الحظر حيث كان يبث مجالسه الافتراضية في الفضاء الإلكتروني لتكون شاهد صدق على ارتباطه بمجالس العزاء والذكر. إضافة إلى خطباء آخرين مثل المرحومين السيدين الصفوانيين السيد عبد الله والسيد عبد الله بن الخطيب السيد هاشم ال شرف والسيد محمد آل خلف أبو ياسين رحمهما الله ومن المعاصرين الملا حسين الفضل والسيد عمران السادة والخطيب الملا أحمد بن حسن الوحيد والخطيب المرحوم الشيخ عبد الرسول البصارة وإن لم يكن يقرأ كثيرا خارج القطيف إلا أنه كانت له فترة سنويا تذهب إلى الأحساء وقرأ بعض المجالس في قطر وغيرها.. ولا ننسى الحضور الذي سجله العلامة الشيخ حسن الصفار الذي برز كخطيب منظور ومرموق وهو لا يزال لَدْن العود في مناطق داخل البلاد وخارجها في الكويت وعمان والعراق وكان يعرف بالملا الصغير لنبوغه الملفت في أسلوبه وطرحه الخطابي وهو من أوائل الخطباء القطيفيين الذين كانت محاضراتهم تبث عبر وسائل الإعلام وكذلك العلامة السيد منير الخباز والشيخ فوزي آل سيف والأخ الشيخ عبد الودود أبو زيد..

هذا الحضور الواسع يدلل على أصالة المنبر القطيني المتكئ على إرث علمي وأصالة منبرية سببها أن القطيف كانت مركزا علمياً يزخر بالعلماء والفقهاء والأدباء والكتاب والمؤلفين.

كيف ترى الجيل الجديد من الخطباء؟

الجيل الجديد متفاوت في طرحه وأسلوبه الخطابي، وهم اليوم يواصلون مسيرة سلفهم ويستفيدون من تجربتهم الثرية في هذا المجال، وحضورهم واضح في الساحة المحلية والإقليمية.. وهم بحاجة إلى استلهام التجربة بوعي وتأصيلها والتوسع فيها خصوصاً وأنهم يمتلكون أدوات ووسائل تقنية وإعلامية تساعدهم على الانتشار والحضور، وأتمنى أن يوفقوا لإبراز هذا الإرث الخطابي في أرقى صوره وأبهاه بالاعتماد على المادة العلمية والمعلومة الموثقة وعدم الانبهار بالظهور الإعلامي فقط...

موقف لا يزال في الذاكرة...

أتذكر في بداية مسيرة الأخ الشيخ حسن الصفار عندما كان بعد في سن مبكرة عندما اعتلى الأعواد، وكان يسمى الملا الصغير بالنظر إلى عمره آنذاك... كان يقرأ في مجالس متفرقة في القطيف وتاروت.. وذات يوم دعي للقراءة في مسجد الدشة وأكتظ المسجد بالحضور حتى أنه لم يتمكن من النزول من المنبر عندما أنهى محبسه لازدحام الناس عليه... وهنا تدخل المرحوم الملا محمد المسيري وحمله من على المنبر وأخرجه إلى خارج المسجد ليتمكن من إكمال مجالسه الأخرى












































 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 10
1
أبو علي
[ صفوى ]: 20 / 6 / 2020م - 9:30 م
هنيئاً لمن يخدم أهل البيت عليهم السلام
شرف عظيم . رحمة الله على الماضين وأطال أعمار الباقين .
2
عبدالباري
[ تاروت ]: 21 / 6 / 2020م - 12:29 ص
حوار جميل ومعلومات قيمة
شكرا ابوهادي
شكرا ابومصطفى
رحم الله الماضين وحفظ الباقين
3
تقي العبدالله
21 / 6 / 2020م - 1:14 ص
حوار جميل وتوثيق مهم
4
عبدالله
[ القطيف ]: 22 / 6 / 2020م - 12:32 ص
نعيم رواد المنبر الأوائل هم بحق خدام المنبر الحسيني ويطلق عليهم الملا اما وقتنا الحالي فنرى كل صاحب حنجرة سواء حفظ أبيات أو قرأها من جهاز المحمول فيلقب نفسة بشيخ اوخطيب والبعض يشترط مبلغ محدد ...
5
سلام العابد
[ القطيف ]: 22 / 6 / 2020م - 11:58 ص
على مستوى القطيف كانت الخطباء متعلمون ولهم كاريزما العلماء ويستحقون اعتمار العمامة لكن بتواضعهم لا يرغبون فيها في هذه الأيام يصعد المنبر شهرين وهو يسعى بأن يكون معمم ويا ويلك تسميه ملا تقوم القيامة ولا تقعد
6
حسن معتوق
[ ام الحمام ]: 24 / 6 / 2020م - 9:35 ص
جداً ابا هادي انت بأسلوبك راااااائع جداً في طرح السؤال واسلوبك الجذاب
وعجبني اسلوب الخطيب ابو زيد
موفق استاذ ابو هادي على هذه الجهود المبذولة ???
7
فاروق الحماد
[ تاروت ]: 24 / 6 / 2020م - 9:37 ص
جميل خوش موضوع
8
عبدالرؤوف ابوزيد
[ تاروت ]: 24 / 6 / 2020م - 9:38 ص
أحسنت أخي العزيز ابو هادي
توثيق وحوار رائع
9
احمد
[ القطيف ]: 24 / 6 / 2020م - 12:48 م
مقال جميل و رحم الله الخطباء الماضين وحفظ الله الخطباء الباقين
ملاحظة بسيطه المقال يشم منه رايحة العنصرية
10
أبو حسين
[ القطيف - تاروت ]: 8 / 7 / 2020م - 8:32 م
حوار جميل ومعلومات تلامس الواقع، لكن يلاحظ أنه أهمل دور ملا عبدالحميد المرهون والذي كان له حضور وجمهور كبير من المحبين في تاروت على مدى عقود من الزمن ولازال، وهذا لا يخفى على أحد، وربما سقط سهوا على الرغم أنه حاضرا في الصور، وغيره أيضا كالمرحوم ملا علي الطويل صاحب الصوت الشجي.. من الملاحظ أننا نطلق على فلان ملا وآخر شيخ لأنه إعتمر العمامة، وحتى لا نهضم من حقهم سنلقبهم بما إختاروه لأنفسهم من لباس (معمم شيخ/بدون عمامة ملا)، لكن العمامة مسؤولية كبرى وليس كل من وضعها يستحقها.