كاتب: هدم الأفكار القديمة يقودنا لمواكبة التطور
جهات الإخبارية حسين السنونة - صحيفة اليوم
قال الكاتب عيسى العيد: إن كل المجتمعات يوجد بها صراع بين تيارين متباينين، أحدهما يؤمن بالتغيير، والآخر يسعى للحفاظ على ما ورثه من سلفه.
وأشار إلى أنه لابد من التفاعل مع التطورات الحاصلة كي نواكبها ونتماشى معها؛ حتى لا نصبح متخلفين في زمن التقدم، ولابد من الاستغناء عن بعض الأفكار القديمة لأن بعضها أصبح عائقا أمام تقدمنا، ونبني علاقة متينة مع الأفكار الجديدة، ونتكيف معها، لأن الحياة في تطور دائم.
«إرادة التقدم» عنوان كتابك الجديد.. ما فكرته؟
هو عبارة عن مقالات تدعو إلى الانفتاح على الثقافات المختلفة، وخصوصا في ظل الانفجارات المعلوماتية الحاصلة في زمننا الراهن، على عكس ما كان عليه الوضع في الماضي فالأفكار لا تتجدد سريعا.
بل تأخذ زمنا طويلا بدون تبديل؛ لأنه ليس هناك عوامل مؤثرة كافية على تغييرها بسرعة، بخلاف ما هو حاصل الآن، حيث باتت الأفكار والثقافات متاحة للجميع دون أي عائق.
تياران متباينان
كيف تصف المجتمعات في ظل المتغيرات الحاصلة في العالم؟
يوجد صراع بين تيارين متباينين في كل المجتمعات، أحدهما يؤمن بالتغيير والنهوض وإثارة العقل وبناء الكفاءات، يتفاعل مع التقنيات المتاحة لإشاعة فكره النهضوي، في المقابل هناك تيار على النقيض منه يخالفه في كل مبادئه، حيث يحافظ على ما ورثه من سلفه ولا يقبل التخلي عنه، ويعتبر أن ما يبشر به النهضوي ما هو إلا تضليل للناس.
التطورات الحاصلة
هناك تطور معلوماتي يومي سريع.. ما واجبنا تجاهه؟
لابد من التفاعل مع التطورات الحاصلة لكي نواكبها ونتماشى معها؛ حتى لا نصبح متخلفين في زمن التقدم، قد يكون هناك تطورات لا تتناسب مع مجتمعاتنا، ومن الممكن أن نضيف لها بعض التعديلات التي تتماشى مع مجتمعنا، ونستفيد من بقية التطورات.
الأفكار القديمة
هل علينا الاستغناء عن الأفكار القديمة التي لم تعد تناسب العصر الحالي؟
نعم لابد من الاستغناء عنها فبعضها أصبح عائقا أمام تقدمنا؛ لذلك علينا التخلي عنها ووضعها في أرفف الذاكرة فقط، ونبني علاقة متينة مع الأفكار الجديدة، ونتكيف معها، لأن الحياة في تطور دائم.
الحياة الجديدة
ما متطلبات الحياة الجديدة؟ وكيف نستطيع التكيف معها في ظل التطورات التكنولوجية؟
كثير من المتطلبات تتغير مع تغير الزمان، وهذه طبيعة الحياة، لكن هناك من ينزعج من الآراء الجديدة التي تواكب هذه المتطلبات؛ لأنها تخالف ما اعتاده الناس، لذلك يعتبرون تلك المألوفات يقينيات وتغيرها من المحظورات، إلا أن تغيرها ينبئ عن تقدم المجتمعات وتحديث أفكارها، فينبغي دائما وأبدا الاستمرار والتكيف مع التطورات، وخصوصا في ظل التقدم التكنولوجي.
الحب الإيجابي
في رأيك هل هناك حب خاطئ وحب إيجابي؟
نعم هناك حب إيجابي يدعم المحبوب بإخلاص في بناء كفاءاته المختلفة، التي بدورها تساعد في تقدمه ما ينعكس على مجتمعه ووطنه، وعلى خلاف ذلك هناك حب سلبي تغلب عليه العاطفة المفرطة التي تقف عائقا أمام المحبوب في تقدمه، بطابع الخوف عليه وحرمانه من الاستفادة من التطورات والعلوم المختلفة وتقدمها.
تطبيق التسامح
كيف نستطيع تطبيق التسامح كلغة إنسانية على الواقع؟
التسامح لغة إنسانية بالفعل، ولكي نطبقها بين الجميع لابد من الاعتراف أولا بأن الحقوق مكفولة للجميع، وكما أدعي بأن الحق لي، فلابد من الاعتراف بالحق لغيري، ونستطيع أن نطبق التسامح بالحوار لكي يتعرف الجميع على بعضهم، ويتعايشوا مع اختلافهم؛ لذلك ينبغي ممارسة التسامح بينهم لأنه من صميم الإنسانية.
استغلال الدهشة
كيف نستطيع أن نجعل الدهشة منشطة للإنسان وتحقيق طموحاته؟
الدهشة هي ردة فعل مفاجئة لمتلقيها، فقد يندهش من تصرف ما، أو منظر خلاب كلوحة فنية، أو خطاب جماهيري، أو فيلم تمثيلي، وغير ذلك من المدهشات، لكن توجد دهشة إيجابية يستحسنها مستقبلها، وعلى عكسها السلبية التي يستقبحها المندهش منها.
والدهشة ضرورية، واستغلها الفلاسفة والعلماء الذين بدأت نظرياتهم بالدهشة، لذلك ينبغي على العلماء والمفكرين إنتاج العلوم والمعارف الجديدة التي تزيد من دهشة متلقيها وتنشط من طموحاته.
الكتاب الإلكتروني
هل تعتقد أن الكتاب ما زال مؤثرا ومهما في المجتمعات العربية في ظل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي؟
هذا جدل واسع وما زال يناقش عند المفكرين، هل صار الكتاب الإلكتروني عوضا عن الورقي، أو ما زال الكتاب الورقي هو المسيطر، لكن شئنا أم أبينا فإن الإلكترونيات هي المستقبل، ومن لا يستطيع التعامل معها فهو أمي في نظر عصرنا الحاضر.