آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

السعدون يؤرخ معالم ”التوبي“ وشخصياتها في 1000 بيت شعري

جهات الإخبارية نوال الجارودي - القطيف

حكت أرجوزة التوبي ”ألفية ذاكرة الأديم“ لمؤلفها جابر السعدون تاريخ ومنجزات قرية التوبي وأبرز شخصياتها ومعالمها القديمة والحديثة في 1074 بيتا شعريا من بحر الرجز.

وكتاب ”ألفية ذاكرة الأديم“ هو عبارة عن أرجوزة طويلة لإبراهيم صالح السعدون، ولعلّها بذلك تكون كما يذكر المؤلف أول أرجوزة عن قرية من قرى القطيف على منوال الأراجيز الأصفهانية والفرجية، التي تكون مصرّعة في أبياتها وتعدّ من الشعر المرسل.

وقال الكاتب السعدون عن أرجوزته ”لم يكن قبلها إلا منظومة للملا علي بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد الرمضان القطيفي الكويكبي رحمه الله من قبل الذي تتحدث عن القطيف ككلّ، وهي قصيدة عينية والمعنونة ب «ماضي القطيف وحاضرها» وهي من البحر الكامل“.

وأكمل وجاء من بعده الشاعر المرحوم مهدي محمد السويدان وتحدث عن القطيف أيضًا من خلال قصيدته المنهية «اها» المعنونة ب «هذي القطيف مدى الزمان تألق» وهي من البحر الكامل، كما أن هناك رباعيات تتحدث عن قرية القديح للملا محمد آل ناصر القديحي التي تمّ نشرها في مجلة الموسم في عددها «9 - 10» عام 1411 هـ.

وتابع تختص أرجوزتنا هذه عن ”قرية التوبي“ فيبدأ متغنّيًا بها ذاكر ولاءها كذلك لأهل البيت ، ثمّ يعدّد أحياءها وما انفصل منها، كما يذكر مساجدها وبرجيها الأثريين، ويدخل في حدودها ويحلّ بعض ما التبس فيها بفطنة دون الاعتداء على أحدٍ أو تقريب النار لقرصه.

وعاد متغنّيًا بالطير والسدّ والعيون والأشجار، فيعدّد بعض عيونها لا كلّها لكثرتها، ثمّ يتحدث عن طيبة أهلها وإيمانهم فيما مضى من أيام، ثم يبدأ بالكتابيب سرده مستذكرًا أقطابها واحدًا واحدًا، كما يعزّز ذلك بالجانب النسائي الذي لم ينسه.

وانعطف صاحب الأجهزة بذكر الملايّات «الخطيبات» الراحلات والروّاد منهن، كما يلحق ذلك بذكر شعرائها على مرّ العصور الفصحاء منهم والشعبيين فيهيمُ في وصفهم، كما يقف إجلالاً لأصحاب الشهادات العليا ”الدكتوراه“ فيذكرهم ويدرج بعض مؤلفاتهم، ثمّ يضع يده على أصحاب الفضيلة والسماحة مستحضرًا ما غيّبه الزمن فيصفهم وصفًا جميلاً يدلّ على تبجيلهم واحترامهم.

وذكر بعد ذلك أصحاب الحملات ويعدّدهم ممن مضوا، ويقف وقفة يأخذ فيها القلوب لساحة الألم فيذكر بعض مآسي الحج، ثمّ يأتي لرجالها ذوي المقام واصفهم كلّاً بعمله وما أسهم فيه في هذه القرية، وإن هذه القصيدة لا تخلو من البعد التاريخي، والطرفة، والحكمة، وتثبيت المعلومة الضائعة.

ووضع للأرجوزة هامشًا يوثّق فيه المصادر، وبعض الشروح، كما لم يبخل في تبيين مجرى العَروض فيها، ويختمها مبينًا هدف النظم لها، وقد بيّن هدف نظمه باختصار بقوله: ”هو إبراز الجانب المضيء لهذه القرية ليعرفها هذا الجيل والأجيال اللاحقة“.

يذكر أن هذه الأرجوزة للشاعر جابر السعدون كتبت على بحر الرجز والذي تسمى قصائده الأراجيز ومفردها أرجوزة، ويسمى قائله: راجزا والرجز بفتح الجيم هو داء يصيب الإبل ترتعش منه أفخاذها عند قيامها ولذلك أطلق على هذا البحر من الشعر رجزا لأنه تتوالى فيه الحركة والسكون، ثم الحركة والسكون، وهو يشبه في هذا بالرجز في رجل الناقة ورعشتها حين تصاب بهذا الداء فهي تتحرك وتسكن، ثم تتحرك وتسكن، ويقال لها حينئذ رجزاء. وقد كان شعر الرجز منتشرا في الجاهلية والإسلام، وكتبوا به كثيرا من أشعارهم وسجلوا به أنسابهم وأحسابهم.