آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

التسقيط الإعلامي

جواد المعراج

إن صعود بعض الشرائح المثقفة والمستهدفة لمنصة الإبداع في مختلف المجالات، وكذلك بالنسبة للنخب المتعلمة والواعية إلى حد كبير، وأيضا تلك التي تمتلك مواصفات قيادية، وقدرات، وإمكانيات عالية لها أهمية كبيرة، وذلك للقيام بأدوار اجتماعية متعددة سواء من الناحية العلمية أو الثقافية، ولأفراد المجتمع دور مهم في فتح الطريق لصعود بعض الشرائح المثقفة والمبدعة والنخب الاجتماعية، ومن جهة أخرى فئة من الناس تحاول تسقيط وإلغاء هوية الفئات التي تحمل رصيد من الثقافة والمعرفة العالية ومخزون كبير من الإبداع.

عملية الصعود ليست بالأمر السهل ولكنها ليست مستحيلة على الإطلاق، فهناك بعض الشخصيات تستثمر وسائل الإعلام من أجل نشر ما يخدم المسيرة التنموية في المجتمع، وخصوصا أن نشر العلم والثقافة وتفجير الطاقات والكفاءات بالشكل السليم يمهد الطريق أمام توسيع رقعة النفوذ الاجتماعي عن طريق انتهاج الممارسات المشروعة، ويعطي المساحة اللازمة للانفتاح الثقافي والاجتماعي، ويشجع الآخرين على الإبداع في مختلف المجالات، بينما محاولة نصب الفخاخ للشخصيات التي تحاول إخراج المجتمع من مستنقع المشاكل الكبرى، فهؤلاء الأشخاص بممارساتهم غير الأخلاقية يمنعون توسع رقعة النفوذ الاجتماعي، ويقضون على روح الإبداع، والتجديد، وهيمنة المنافسة الشريفة.

الدخول إلى عالم ”الشهرة“ بالإنترنت يمثل الحل الأمثل لاختراق الحواجز المانعة عن الانفتاح على عقول وقناعات الأخرين، وتغيير أفكارهم تجاه الشخصيات التي تنشر العلم والمعرفة والثقافة في المجتمع، فيما بعض الأشخاص يستخدم مختلف أساليب التسقيط الإعلامي، وذلك ليتمكن من إغلاق جميع الثغرات التي تساعد النخب والشرائح المثقفة والمبدعة على الوصول إلى الواجهة الإعلامية، فإن البروز في الواجهة الإعلامية يعطي مختلف الشخصيات فرصة لتفجير الطاقات والكفاءات التي تخدم المسيرة التنموية في المجتمع.

التسقيط الإعلامي بمختلف صوره يكشف حالة من الخوف لدى بعض الناس تجاه بروز نجم بعض الشخصيات في الواجهة الإعلامية، فهذا الأمر يجعل الشخص المتخوف يستخدم مختلف الأساليب غير المشروعة نتيجة الخوف من ردود الأفعال القوية، وأحيانا بسبب الشعور بالنقص تجاه بعض الشرائح الاجتماعية المتقدمة، فالمهزوم يحاول إثبات وجوده باستخدام أساليب التمويه والخداع، والسعي إلى تسجيل الانتصارات بطرق ملتوية، من أجل أن يقطع الطريق على أصحاب الثقافة، والإبداع، والكفاءات، والخبرات العالية.

ختاما، أن المجتمع هو الذي بإمكانه إيقاف هذه الممارسات غير الأخلاقية، أو إيقاف أساليب التسقيط الإعلامي بمختلف الشخصيات، عن طريق تدعيم التماسك الداخلي باستخدام أدوات فعالة، بمعنى أخر المجتمع مطالب باللجوء إلى المنافسة الشريفة ضمن وضع متزن، ونشر ثقافة الإنصاف التي تخدم مختلف المجتمعات البشرية، بعيدا عن استخدام الطرق غير المشروعة، أو استخدام النفوذ الاجتماعي من أجل الوصول إلى مواقع اجتماعية متقدمة.