الاخصائي العسيف: شرب كميات زائدة من الماء لا يمنع عطش الصائم

هناك العديد من الفوائد لشرب الماء حيث يعتبر الماء جزءاً أساسيّاً من تركيب خلايا الجسم، ويساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم.، والحفاظ على صحّة الكليتين ويمنع الإصابة بحصوات الكلى، ويساعد الماء في الحفاظ على صحّة البشرة ويحميها من الجفاف، وينظّم الماء عمل الجهاز الهضميّ، كما أنّه يمنع الإمساك، خاصّةً إذا ما تمّ تناوله مع الألياف الغذائيّة.

يحتاج جسم الإنسان إلى 2 - 3 لترات من الماء يومياً حسب اختلاف الظروف المناخية وحسب الاحتياج الشخصي، ويجب تناول هذه الكمية على فترات خلال اليوم وليس دفعة واحدة، بينما نجد الكثير منا يستهلكون كميات كبيرة من الماء قبيل أذان الفجر، إن هذا السلوك لا يعد حلاً لتجنب العطش في نهار شهر رمضان حيث يعمل شرب الماء الزائد على زيادة إخراجه عن طريق البول.

وما يشاع عن التسمم المائي فإنه لا يحدث إلا عند تناول كميات كبيرة جداً «أكثر من 10 لتر» من الماء وهذه الحالات نادرة بالنسبة للأشخاص العاديين، وهناك حالات مرضية يجب عليهم التقيد بتناول كميات محددة من الماء حسب إرشادات الطبيب كمرضى القصور الكلوي ومرضى القلب، وأما مرضى فقر الدم المنجلي فعليهم أن يتناولوا كمية كافية من الماء خلال بين الإفطار والسحور تجنباً لحدوث نوبات فقرم الدم المنجلي، ولكي نمنع العطش في نهار رمضان علينا أن نتبع هذه النقاط والتي منها:

الحصول على كميات متوازنة من المياه على مدار فترة ما بعد الإفطار وحتى السحور، والحرص على تناول الفواكه الغنية بالسوائل مثل البطيخ، والحرص على دمج الخضروات الغنية بالسوائل مثل الخس والخيار في التغذية اليومية خلال فترة ما بعد الإفطار، وتجنب المشروبات عالية السكريات لكونها تسبب العطش، وتجنب المشروبات المنبهة المحتوية على كافيين لكونها تسبب زيادة فقد السوائل وتسرع الشعور بالعطش.

المعروف ان الصيام لفترة طويلة، يمكن ان يؤدي لخلل في توازن السوائل في الجسم، ويأتي دور الماء بعد الافطار لاستعادة هذا التوازن من جديد والحفاظ عليه، ونصيحتنا لمن يبدأ بشرب الماء عند وجبة الإفطار تكمن في عدم تناول كمية كبيرة الماء دفعة واحدة، وابتعد عن الماء المثلج فقد قد يؤدي لتقلصات حادة في المعدة وآلام أنت في غنى عنها.

من العادات الغذائية التي نمارسها خلال شهر رمضان هو أن نتناول قطعة من الكيك أو الحلى مع القهوة أو الشاي بعد وجبة الافطار أو بين الافطار والسحور وهنا نشير الى ان الأفراط في تناول الحلويات يعني تناول سعرات حرارية أكثر وبالتالي زيادة الوزن، وتناول القهوة «المركزة» تحفز على تناول الحلويات وبالتالي زيادة الوزن أيضا، ولذلك ننصح بضرورة الاعتدال في تناول هذه الأطعمة، كما يجب أن نتعلم كيفية تحضير حلويات بطريقة صحية قليلة السعرات الحرارية، كما يجب علينا أن نحسن اختيار الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية وقليلة السعرات الحرارية.

دائماً ننصح بتناول الأغذية الصحية ونحرص على تناول مثل: التمر، الفواكه والسلطات المختلفة «سلطة خضراء، فتوش، تبولة،» الحليب ومنتجاته، الشوربة التي تحضر بطريقة صحية كشوربة الشوفان، والعدس، والخضار، الأكلات الشعبية كالهريس والثريد والمهلبية بشرط تحضيرها بطريقة صحية.

إن تغيير روتين مواعيد ألأكل، ونوعية الأكل، وكمية الأكل خلال شهر رمضان يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة منها: الإصابة بالإمساك، حيث أن الوجبات أصبحت تحتوي على نشويات مرتفعة ولكنها قليلة الألياف الغذائية، وزيادة ارتداد الحمض إلى المريء بسبب الإفراط في كمية الأكل وارتفاع نسبة الدهون في الوجبات. والنوم مباشرة بعد الوجبة.

إن شهر رمضان هو شهر الصحة والعافية عندما نتبع القواعد الصحية في الأكل والشرب وبقية نمط الحياة الصحية.