جاسم الحرز: مولع بتصوير البورتريه وأعمل لكسر الحواجز الطبقية
جهات الإخبارية حوار - علي هلال
ما هو الفن؟ هل هو التعبير عن الذات؟ أو القدرة على وصف الواقع؟ أم أنه شيء مركب من هذا وذلك؟ لا شيء واضح هنا إلا أن المتفق عليه نسبيًا هو أن لكل فن أو عمل فني هنالك فنان يقف خلفه. فهو الصانع للفن بقواعده وأشكاله ومعاييره، ولكل فنان قوانينه ورؤيته الخاصة وهنا حديث ممتع مع أحد الفنانين وعن تجربته في مجال التصوير الفوتوغرافي.
أولًا نبدأ بالبطاقة الشخصية؟
أسمي جاسم محمد معتوق الحرز من مواليد الثمانينات موظف في مجال الحفر ومدرب سلامة صحية.
حدثنا عن تاريخ علاقتك بالفن بشكل عام؟
بدأت العلاقة عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي، حيث لم تكن هنالك حصة للنشاط الفني في مدرستنا بعد، لكن بعض المعلمين كان يقيم ورشة فنية في وقت الفسحة، فتعلمت حينها كيفية دمج الرسم مع الخط كتعلم كتابة الآيات على شكل تفاحة مثلًا. وفي تلك الفترة أيضًا كان لدى عمي محل للدعاية والإعلام وكان يعمل لديه خطاط من البحرين، فكنت أتعلم هنالك الخطوط العربية.
متى بدأت تهتم بالتصوير؟
بدأ الاهتمام تقريبًا في مرحلة متأخرة تقريباً، كنت ولازلت أهتم بالصور الفوتوغرافية وكنت أرى فيها الخطوط التكوينية الموجودة في فن الخط والرسم. وهذا ما جعلني مهتماً بكاميرات الديجيتال. وعندما سمعت بأن نايكون أصدرت دي ناينتي «D90»، اقتنيتها فكانت هي الكاميرا الأولى التي أحصل عليها. وكان الهدف الاساسي ولازال هو صنع بروفوليو لأولادي. وهكذا بدأت القصة. فبدأت بحضور الورشات التصويرية وصرفت كثيرًا من الوقت في التعليم الذاتي ولازلت.
من من الفنانين هو مصدر إلهامك في التصوير؟
في الفن أقول هو الفنان الكبير «ريمبراندت»، أعتبره الأول، بل في معظم أعمالي هناك لمحة من أسلوبه الإضافي بالخصوص. أما في مجال الجهد والمثابرة والاصرار فأقول هو الفنان يوسف كارش.
في معظم أعمالك نجد اهتمام بالغ في تصوير البورتريه، فلماذا؟
في البورتريه تجد أن خلف كل عين قصة. أحب التعامل مع الأفراد وأن أكسر الحواجز الطبقية.
ما الذي يميز الصورة الفوتوغرافية عن غيرها من الفنون كالرسم والنحت وغيره؟
التصوير يمكن اعتباره التقاط لحظة زمنية، والرسم يمكن أن يعتمد على المخيلة.
ما الذي يعنيه لك فقدان التصوير والكاميرا بالخصوص؟ هل هي الان قطعة من حياتك؟
نعم، الكاميرا بجانبي في معظم الأحيان، لكني لا أستخدمها بشكل يومي. وهنالك أيضًا كاميرا الجوال فيمكن من خلالها أيضًا إنتاج فن في تصوير بعض اللقطات. طبعًا لا بد من الإشارة إلى أن الاحترافية في مجال شيء مختلف عن الهوايات والميول والعادة. فالمحترف عادةً هو الشخص المتفرغ كليًا لمجال ما، كلاعب الرياضة. أما أنا فهناك التزامات وظيفية من ناحية وعائلية من ناحية اخرى. لذلك عند السفر لأجل رحلة تصويرية، أستغل فيها كل دقيقة.
لديك الآن أكثر من رحلة الى الهند وكذلك تركيا وكوبا وغيرها، فأي من هذه التجارب تعتبرها أنها ذات الأهمية الكبرى بالنسبة إليك؟
كوبا
لماذا كوبا بالخصوص؟
لأنها في مرحلة تغير، قبل أن نذهب كوبا، أطلعنا أولًا على ثقافتها وقرأنا عنها الكثير لأجل أن نفهم طبيعة الثقافة الاجتماعية. ذهبت إلى كوبا مرتين، مرة في عام 2015 والأخرى في عام 2017. لاحظت خلال هاتان السنتان فارق كبير وهو أن تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة أدى لفتح السوق وهذا بدوره أدى لتغيير اجتماعي ملحوظ ولو بشكل بطيء. هنا في هذه المرحلة أهوى أن أوثق هذا التغير.
ذكرت أن أنك أطلعت على ثقافة المجتمع الكوبي قبل البدء في عملية التصوير، فهل مرحلة التثقيف مهمة للمصور؟
بكل تأكيد، عندما تفهم طبيعة المجتمع فأنك تعلم ما هي الصورة الاجتماعية الواقعية لا الصورة النمطية المتعارف عليها. بل اكثر من ذلك، تهمني أكثر المعرفة الحسية لأن القراءة والمعرفة تكوَن لك تصورات ذهنية فقط، أما الحس فيصنع ارتباطا شعوريًا بالمكان والزمان. لذلك أعتقد أن المصور عند توجهه لمكان ما للتصوير، فعليه أن لا يبدأ التصوير فورًا وإنما يخصص وقتًا للاستكشاف دون أي كاميرا، هو والمكان فقط. مرحلة الاستكشاف هذه هي مرحلة استيعاب حسي تساعد بشكل كبير في عملية التصوير.
ما هو مشروعك القادم؟
كوبا مرة أخرى بكل تأكيد.