أبناؤنا ثمرة تربيتنا «2»
مفهوم العلاقة الزوجية
الإنسان لا يعيش وحده، وإنّما يعيش في وسط اجتماعي، يتأثر به، ويؤثر فيه، وأي عملية تربوية تفصل في سياستها ما بين الإنسان كفرد وبين وسطه الاجتماعي، أو تغفل التأثيرات المتبادلة فيما بينهما، تبقى عملية ناقصة وغير جديرة بالنجاح.
ومن هنا تتحدد عدة عناصر في مفهوم العلاقة:
1 - من الطبيعي لأية علاقة تنشأ بين إنسان وآخر أن ينطلق التفاهم من خلالها على أساس أن يفهم كل طرف ما لدى الآخر من نقاط ضعف ونقاط قوة لكي يحقق من خلالهما التوازن بين الجهتين.
2 - ليس من حق أي طرف أن يلغي الآخر أو يمنعه من حق وجوده وما يتمتع به من فكر.
3 - أن تتكون هذه العلاقة بعيداً عن الرواسب الأخلاقية والفكرية أو العادات والتقاليد المتخلفة أو المتقدمة.. بل تدرس بما يضمن تحمل جديد له مقوماته وفعاليته.
4 - أن يتحرك كل من الطرفين بإيمان في أنّ الحياة ليست لنا وحدنا، بل هي لنا وللآخرين لكي لا نقع في الذاتية والنرجسية.. وهذا يحتاج إلى وعي إنساني وإيماني منفتح على قضايا الإنسان والحياة.
إذن: ليست العلاقة الزوجية هي حالة إلغاء الآخر في الآخر، بحيث لا تمايز أو اختلاف بين الطرفين.. كلا، فالعلاقة الزوجية أولاً وأخيراً هي علاقة بين شخصين، وما دام يوجد تعددية فلا بدّ في الغالب أنّ لكل واحد منهما خصائص وجودية إنسانية، تختلف عن خصائص الآخر. عملاً بقوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾.